الفرار إلى «مصر»

الفرار إلى «مصر»

الفرار إلى «مصر»

 العرب اليوم -

الفرار إلى «مصر»

محمود خليل
بقلم - محمود خليل

منذ لحظة ميلاده، كان المسيح مستهدفاً من بنى إسرائيل، وكيدهم له أمر لم يكن عليه خلاف، سواء بين المسلمين أو المسيحيين، فكلاهما يؤكد أن الصدّيقة مريم، عليها السلام، خاضت به وهو طفل رحلة نضالية مبهرة، واصلها السيد المسيح بعد ذلك حتى اختفائه من الحياة. والقرآن الكريم يذهب إلى أن المسيح أحسّ بكيد بنى إسرائيل له، بسبب كفرهم به: «فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِى إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ».وبنو إسرائيل هم قتلة الأنبياء والمرسلين، وعندما دخل المسيح «أورشليم» خلال أيامه الأخيرة، هتف قائلاً: «ويل لك يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء والمرسلين». وكذلك تظل فصول الصراع بين أصحاب المصالح والمصلحين من الأنبياء والمرسلين.كانت الصدّيقة «مريم» تدرك أن حياة طفلها مهدّدة، فلك أن تتوقع حال طفل كان ميلاده معجزة، ثم خاطب قومه فيما لم يزل فى المهد صبياً. وهى المعجزة التى أقرها القرآن لعيسى. يقول ابن كثير فى «البداية والنهاية»: «وقال إسحق بن بشر عن جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس، قال: وكان عيسى يرى العجائب فى صباه إلهاماً من الله، ففشا ذلك فى اليهود، وترعرع عيسى، فهمت به بنو إسرائيل، فخافت أمه عليه، فأوحى الله إلى أمه أن تنطلق به إلى أرض مصر، فذلك قوله تعالى: (وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين)».كان بنو إسرائيل يعلمون أنه نبى صاحب معجزات، لكنها المصالح، التى كان لديهم كامل الاستعداد للدفاع عنها، حتى لو كان بالقتل، كما فعلوا مع نبى الله يحيى. لم يكن أمام مريم سوى أن تفر بوليدها إلى أرض أكثر أمناً حتى تحافظ على حياته وتكتمل رسالته. كان الفرار إلى مصر، وهى الأرض التى شاء الله تعالى أن يسوق نبيه يوسف إليها، ثم وفد إليها الأسباط الأحد عشر، ونبى الله يعقوب، ومن نسل بنى إسرائيل فى مصر جاء نبى الله موسى. يقول «ابن الأثير -فى كتابه الكامل فى التاريخ- «واحتملته مريم إلى أرض مصر، فمكثت اثنتى عشرة سنة تكتمه من النّاس».ومما يدلل على أن مصر كانت مستقر العائلة المقدسة ما يذكره «ابن الأثير» من أن مريم نزلت بولدها فى إحدى القرى، وحلت ضيفة على رئيسها (الدهقان). ويقول فى ذلك: «لما كانت مريم بمصر نزلت على دهقان، وكانت داره يزوى إليها الفقراء والمساكين». وكانت القرى فى ذلك الوقت تنشأ فوق الربا حتى يستطيع أهلها حماية أنفسهم عندما يفيض النيل. يذكر «الطبرى» فى تفسيره للآية الكريمة التى تقول «وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين» ما نقله عن سعيد بن المسيب: «قال إلى ربوة من ربا مصر، قال ليس الربا إلا فى مصر، والماء حين يرسل تكون الربا عليها القرى، لولا الربا لغرقت تلك القرى».ويعنى ذلك أن ما ذهب إليه «ابن كثير» و«ابن الأثير» وغيرهما من المؤلفين، وهم يتحدثون عن أماكن أخرى غير مصر آوت إليها العائلة المقدسة، لم يكن سوى نوع من المراوغة لأسباب غير مفهومة.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفرار إلى «مصر» الفرار إلى «مصر»



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 04:47 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 25 إبريل / نيسان 2025

GMT 17:02 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

صعود طفيف لأسعار النفط بعد انخفاض 2%

GMT 10:33 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

GMT 08:58 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

هزتان ارضيتان تضربان تركيا بقوة 4.5 و4.6 درجات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab