تسويق «السُخف»

تسويق «السُخف»

تسويق «السُخف»

 العرب اليوم -

تسويق «السُخف»

محمود خليل
بقلم - محمود خليل

لحّن له عملاق الموسيقى العربية «رياض السنباطى» الكثير من القصائد، ومع ذلك لم ينل الشهرة التى حظيت بها كلمات شعراء آخرين تدفقت كلماتهم على أنغام «السنباطى»، قد يكون السر فى ذلك أن أشهر قصيدتين له فى هذا السياق شدت بإحداهما المطربة السورية ميادة الحناوى، وهى قصيدة «أشواق»، وبالثانية مطربة مغربية «عزيزة جلال» وهى قصيدة «والتقينا».

مصطفى عبدالرحمن هو الشاعر الذى كتب هاتين القصيدتين وغيرهما، وآمن بموهبته «رياض السنباطى»، وهو أكثر ملحنينا تعاملاً مع القصيدة العربية، وكانت لديه موهبة لا يختلف عليها اثنان فى تمريرها إلى العقل والوجدان العربى، والمشكلة الأساسية فى عدم شهرة ما لحنه لمصطفى عبدالرحمن تردّده على أصوات مطربين ومطربات عربيات. قصيدة «أشواق» على سبيل المثال شدت بها «ميادة الحناوى» فى وقت كانت فيه أغانيها ممنوعة فى مصر، ولم تكن الإذاعة تهتم -بما يكفى- بالنسخة البديعة التى قدّمها «السنباطى» للقصيدة بصوته العذب.

تأثر مصطفى عبدالرحمن بأمير الشعراء أحمد شوقى كثيراً، وألف فى شبابه ديواناً عنونه بـ«المصطفيات»، على غرار «شوقيات» أمير الشعر العربى، واتجه إلى شعر المناسبات -مثلما فعل شوقى- خصوصاً المناسبات الوطنية، لذلك كانت أغانيه ابنة وقتها، لا يتم استدعاؤها إلا فى المناسبة، ذلك إذا كان الناس لم يزالوا يحتفظون للمناسبة بزخمها.

ورغم خصوبة إنتاجه الشعرى بالعامية وبالفصحى وشدو الكثير من كبار مطربينا ومطرباتنا بأغانيه، إلا أنه بقى غير معروف إلا لمحبى الاستماع للقصائد الثرية، فى وقت حقّق فيه بعض من يقلون عنه فى الموهبة شهرة طبقت الآفاق، لا لشىء إلا لأنهم امتلكوا مهارة العلاقات العامة والقدرة على تسويق أنفسهم وأعمالهم، لتعيد وتزيد فيها منصات البث فى ذلك الزمان حتى يحفظ الجمهور أسماء أصحابها عن ظهر قلب.

والمشكلة أن أغلب من لحنوا لمصطفى عبدالرحمن كانوا أيضاً من الزاهدين فى لعبة العلاقات العامة، رغم ما تمتعوا به من قدرات إبداعية فائقة، على رأسهم بالطبع رياض السنباطى، الذى لحن له عدة قصائد، ومن بينهم أيضاً الدكتور يوسف شوقى وحسين جنيد، وقد لحن الموسيقيان الأخيران عدة قصائد للشاعر الراحل.إنها مشكلة الكثير من المبدعين الذين تمتعوا بموهبة كبيرة لكنهم لم يلتفتوا إلى الدور الخطير الذى لعبته العلاقات العامة خلال النصف الثانى من القرن العشرين.

ومع ذلك فهم أسعد حالاً من الكثير من المواهب التى كانت موجودة خلال العقدين الأول والثانى من الألفية الجديدة، حيث لم يعد للموهبة وجود ولا قيمة، وضعف الطلب عليها، فى حين أصبحت القيمة كل القيمة، والتحقّق كل التحقّق، لمن يمتلك مهارة التسويق.

بل قل إن الموهبة باتت فى التسويق، وإلا بماذا نفسر اشتهار السخف، بدءاً من «كوز المحبة اتخرم عاوز له بنطة لحام» وحتى «أنتش واجرى»، بل ووجود من يدافع عنه ويبرره وينظر إليه.رحم الله من كتبوا فأمتعوا.. وعشقوا المعنى فأبدعوا.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسويق «السُخف» تسويق «السُخف»



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:35 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة
 العرب اليوم - مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة

GMT 07:10 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر
 العرب اليوم - حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab