الخرافات والزلازل والكائنات الفضائية

الخرافات والزلازل والكائنات الفضائية

الخرافات والزلازل والكائنات الفضائية

 العرب اليوم -

الخرافات والزلازل والكائنات الفضائية

بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

الخرافات جزء من تفكير البشر منذ بداية الإنسان، تتنوع وتتشكل بحسب الزمان والمكان والمعطيات، ولكنها باقية مع البشر، يكافحها العلم وتضعفها المعرفة، إلا أنها تعيد إنتاج نفسها في كل مرة بصورة جديدة أو قديمة، إنها حاجة إنسانية لتغطية مساحة المجهول الهائلة في المعرفة البشرية، وهي تنتعش مع الخوف والمرض والضعف بشكل عام.

الزلازل ظاهرة طبيعية مدمرة، لا يمكن التنبؤ بها علمياً، ولكن تختلف استعدادات البلدان لمواجهتها والتعامل معها بعد حدوثها، فاليابان دولة معتادة على تكرار الزلازل ولذلك فبنيتها التحتية ومبانيها مجهزة لمواجهة الزلازل كلما تكررت، والمواطن الياباني تم تثقيفه علمياً لمعرفة طبيعة الزلازل وتدريبه عملياً على كيفية التعامل معها، مما قلل الأضرار لحدودها الدنيا كلما جاء زلزال جديد.

زلزال سوريا وتركيا المدمر خلف الكثير من الضحايا والمصابين، والزلازل الارتدادية له ما زالت مستمرة، وقد برزت ظاهرة تداولتها وسائل الإعلام بشغفٍ ونشرتها على نطاق واسع، وهي ظاهرة عالمٍ هولندي تنبأ بهذا الزلزال قبل وقوعه، وعلمياً هذه خرافة محضة، وكذب صريح، ولكن غالب وسائل الإعلام العالمية والعربية تفتش عن الغرائب التي تجذب الجمهور حتى وإن أضرت بالعقل والوعي والمعرفة للأسف الشديد. مسائلة عقلية بسيطة توضح القصة، لماذا لم يقم العالِم بتحذير العالَم بطريقة تمنع موت خمسين ألف إنسانٍ؟

لمَ لم يتواصل مع الحكومات أو وسائل الإعلام لتعليق الجرس قبل الزلزال؟ إن كان قد علِمَ علم اليقين بحدوثه، فعلى أي قواعد علمية بنى علمه؟ ولماذا لا ينشره في الجامعات وبين المتخصصين؟

ولماذا لا يتواصل مع الوكالات والمؤسسات الدولية لحماية البشر؟ لكل ثقافة خرافاتها، والتقدم العلمي لا ينفي الخرافات كليةً، ولكنه يسمح لها بالتطور مع عدم نفي القديم من الخرافات، وعلى سبيل المثال يؤمن كثير من الناس بخرافات السحر والعين والشعوذة، كل بحسب دينه وثقافته، وهي موجودة في الشرق والغرب، وكلما ازداد الإنسان علماً خف تصديقه لهذه الخرافات وأخذت حيزاً أقل من عقله وتصرفاته، والكائنات الفضائية هي احدى هذه الخرافات المتطورة.

بعد المنطاد الصيني الذي اجتاز أميركا وتم إسقاطه تحدثت الأخبار عن جسمين غريبين فوق أميركا وكندا تم إسقاطهما، وانتشرت انتشار النار في الهشيم أنهما يمثلان مركبات لكائنات فضائية، وخرافة الكائنات الفضائية هي خرافة غربية سببها التقدم العلمي المذهل، واكتشاف سخافة الخرافات القديمة، ولذلك لا تكاد تجد إنساناً شرق أوسطياً أو أفريقياً يخشى أو يخاف من هذه الخرافة أو يتداولها كما يجري في الغرب.

هذه الخرافة في الغرب ينفق عليها الملايين، وبعض القنوات الفضائية المهتمة بالعلم تخصص لها برامج متعددة ومتنوعة وتنفق على إنتاجها مبالغ طائلة، وبعضها يفتش في النقوش القديمة والحضارات البائدة ليقول إن هذا النقش يعني كائناً فضائياً قديماً شوهد في مجاهل آسيا أو أدغال أفريقيا أو غابات الأمازون، وبالتالي فذهن الإنسان قابل دائماً لتصديق الخرافات التي ينتجها بنفسه بحسب ظروفه والمعطيات لديه.

إيلون ماسك الملياردير المثير للجدل، والمتهم من المقتنعين بخرافة الكائنات الفضائية أنه يتواصل مع تلك الكائنات، غرد ساخراً عبر موقعه الذي يمتلكه «تويتر» قائلاً: «لا تقلقوا، إنهم أصدقائي الفضائيين» والسخرية بخرافات الناس ليست أمراً جيداً، فالمقتنع بخرافة ما يبني على خرافته عملاً وخططاً ومنهج حياةٍ، وبالتالي فهو لا يفهم السخرية سخرية، بل يعتقد أنها تمثل الحقيقة والواقع الذي يجب التعامل معه. أخيراً، فالخرافات واحدةٌ أنى تشكلت وكيفما تم تسويقها، إنها انحياز للوهم بدل العلم، وانجراف وراء الخوف لا العقل، والخرافات يخلقها الإنسان ثم يصبح أسيرها.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخرافات والزلازل والكائنات الفضائية الخرافات والزلازل والكائنات الفضائية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 07:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يُسلّم «اليونيفيل» 7 لبنانيين كان يحتجزهم
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يُسلّم «اليونيفيل» 7 لبنانيين كان يحتجزهم

GMT 20:51 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
 العرب اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab