سوق الحلاوة جبر

سوق الحلاوة جبر!

سوق الحلاوة جبر!

 العرب اليوم -

سوق الحلاوة جبر

بقلم - طارق الشناوي

لا يوجد في الدراما التليفزيونية فن للنخبة وآخر للعامة، تذوب الحدود الفاصلة بين الدائرتين، عندما تخاصم الجماهير عملًا فنيًا ستجد من يتهم الجمهور بالتخلف، أحد كبار الملحنين في مطلع السبعينيات لم تنجح قصيدته، بدلًا من أن يبحث عن السبب، أطلق هذه العبارة (نجحت وفشل الجمهور).

أتذكر، في نفس السياق، عبارة رددها محمد عبدالوهاب، في نهاية الثمانينيات، قبل سنوات قليلة من رحيله، عندما سألوه عن حال الغناء أجابهم: (المستمع الآن الله يرحمه)، ورغم ذلك فإن المستمع الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى، ظل «عبدالوهاب» يلحن له حتى آخر نبضة في حياته، وقدم له «من غير ليه» بصوته، ثم «أسألك الرحيل» بصوت «نجاة»، أكثر من ملحن اقتبس نفس المعنى مع تغيير فقط في الكلمات، عندما يسألونهم لماذا لا تلحنوا الآن يقولون جهاز استقبال العمل الفنى أصبح معطوبًا، تحمل هذه العبارة هجومًا حادًا على الجمهور، كما أنها في نفس الوقت تؤكد تعالى الملحن عن الوصول للناس، المطرب القديم صالح عبدالحى (أستاذ عبدالوهاب) سألوه في الخمسينيات بعد أن انحسرت عنه تماما الأضواء عن رأيه في عبدالحليم ونجاة وشادية، قال لهم (أصواتهم تشبه الصراصير، والجمهور حاليًا يفضل الصراصير)!!.

هل حقًا جهاز استقبال الجمهور أصبح لا يميز بين الغث والسمين؟، أقصد بين الصرصار والكروان؟، أم أن بعض المبدعين عجزوا عن فك «شفرة» الناس، فاعتبروا الجمهور دون مستوى إبداعهم في كل المجالات مسلسلات وأغنيات وأفلام ومسرحيات؟.

دائمًا لكل جيل مفردات في الحياة، وأسلوب التخاطب وأحلام وآمال وواقع، ولهذا تتغير في كل حقبة زمنية لغة الحوار، تولد كلمات وتموت كلمات، والفنان حتى يظل على الموجة عليه أن يستقبل كل هذه المتغيرات، وإذا توقف عن الاستقبال يجد نفسه وكأنه بمفرده في صحراء يتكلم ولا أحد يجيب، صوت بلا صدى، الزمن يلعب دورا سلبيا في قدرة جهاز الاستقبال لمفردات الحياة، ولكل ما هو جديد، كما أن الزمن يخصم أيضًا منا أهم ما في الإبداع، وهو اقتحام المجهول، أقصد روح المغامرة، التي هي سر الإبداع، الفنان كلما تقدمت به السنوات بات غير قادر على الاستقبال، كما أنه يفضل ما تعود عليه واختبره من قبل، فيرسله لجمهوره بدون أن يعرف طبيعة الجمهور، مع يقينى بالطبع بأن بعض الفنانين الكبار استطاعوا مع مرور الزمن الحفاظ على تجددهم وتواصلهم، فكانوا أكثر شبابًا حتى من المبدعين الشباب، على كل فنان أن يعرف أولًا هل لا يزال قادرًا على استقبال الجديد، وبعد ذلك يتأكد هل جهاز إرساله لا يزال بحالة جيدة أم أصابه التشويش؟!.

الإبداع وفى كل المجالات يحتاج إلى يقظة دائمة، رحلت أمينة رزق، 90 سنة، وهى تحتفظ بلياقتها الإبداعية وقدرتها على الأداء الدرامى بأسلوب عصرى، وكأنها من جيل (منة شلبى)، الفنان التشكيلى «صلاح طاهر»، 92 عامًا، لم يتوقف عن الإمساك بالفرشاة حتى رحيله، وكان دائمًا قادرًا على إدهاشنا، رحل «يوسف شاهين» وهو في الثانية والثمانين، وكانت تجمعه جلسات عمل حتى اللحظات الأخيرة، مع الكاتب «ناصر عبدالرحمن»، لتقديم فيلم جديد يحمل اسم «الشارع لنا».

من يستمر هو من يجيد قراءة الشارع، من يتعالى على الشارع لا يجد حتى رصيفا يقف عليه ليلتقط أنفاسه، وليس أمامه سوى أن يردد وحيدا موال (سوق الحلاوة جبر/ واتقمعوا الوحشين)!!.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوق الحلاوة جبر سوق الحلاوة جبر



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 19:13 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سيد الناس يعيد بشرى للمشاركة في دراما رمضان
 العرب اليوم - سيد الناس يعيد بشرى للمشاركة في دراما رمضان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
 العرب اليوم - الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا

GMT 18:29 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 11:32 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال ينسف مبانى بحى الجنينة شرقى رفح الفلسطينية

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 11:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

فقدان ثلاثة متسلقين أثناء صعودهم لأعلى قمة جبل في نيوزيلندا

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 08:11 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab