ماذا بعد «نورة»

ماذا بعد «نورة»؟

ماذا بعد «نورة»؟

 العرب اليوم -

ماذا بعد «نورة»

بقلم - طارق الشناوي

تتويج فيلم «نورة»، لتوفيق الزايدي قبل أيام بتنويه خاص من قسم «نظرة ما» في مهرجان «كان»، سيصبح مع الزمن نقطة فارقة في تاريخ السينما بالمملكة العربية السعودية، ورغم ذلك فإنه مجرد البداية لنجاحات وشيكة قادمة، السعودية أرض خصبة للإبداع وإنجاب المبدعين ومن مختلف الفنون، فقط كانت تنتظر المناخ المحفز، الفنان يتوق للحظة يفجر من خلالها الشحنة الكامنة، في ظل ظروف مواتية، توفر له أسباب التحرر والانطلاق، وبعدها لن تتفتح زهرة واحدة، بل حدائق من الزهور.

الفيلم يعود درامياً لعقد التسعينات من القرن الماضي، في قرية نرى فيها المعلم الذي يمنح تلاميذه ليس فقط المقرر الدراسي، ولكنه يرنو بعيداً عن المقرر، ويبدأ بالرسم، القرية هي نموذج مصغر لمجتمع كان يخشي حتى من مجرد أن يمسك بالريشة ويكتب على الورق. نورة، هي الفتاة التي تدفعها الرغبة في الحرية إلى أن تسعى لكي تصبح هي المعادل الموضوعي للوحة التي يبدعها المدرس (الفنان) بكل تداعياتها، لسنا بصدد قصة حب، السيناريو لا يشير أبداً إلى ذلك، حتى يمنح الفيلم رحابة أكثر في قراءة مفرداته، إنه العمق الفكري الذي يبثه الشريط السينمائي، والرغبة أن يتنفس المجتمع أكسجين الفن، هذا هو ما يقوله ببساطة فيلم «نورة»، مهما كان الزمن - في ذلك العقد (التسعينات) قبل نحو أكثر من ثلاثين عاماً - قاسياً في تقديره للفنون، والسماح بتداولها، إلا أن الشريط السينمائي، وكأنه يقدم لنا تحليل البنية التحتية التي دفعت الإنسان السعودي لكي يتحرر من سطوة العادات والتقاليد الرافضة للفن، هل تلك حقاً هي مشاعر الإنسان البسيط، الفيلم يؤكد أن ما كنا نراه على السطح في الماضي من تشدد في مواجهة الفنون، لا يعبر أبداً على العمق الحقيقي لرجل الشارع.

الحكاية ليست هي بالضبط ما تقرأه أو تراه على الشاشة، العمق الذي تحمله يشير إلى أنها تحاكي، الأواني المستطرقة، عندما يرتفع المنسوب في إناء، يرتفع وبالدرجة نفسها في الأواني الأخرى الموازية، تلك هي قناعتي، عندما تنتعش السينما في السعودية أشعر أن العالم العربي كله ينتعش أيضاً، صارت السعودية في الأعوام الأخيرة، تشكل سوقاً قوية، محلياً وعربياً ودولياً، في توزيع الأفلام في العالم، هي الأقوى حالياً على مستوى الشرق الأوسط، ولا يمكن سوى أن تتوقف عند ما حدث بكل دهشة وإعجاب، إيقاع التقدم يحقق تصاعداً ملحوظاً، سواء في عدد دور العرض التي يتم تشييدها أو الأفلام التي تنتج، وهو ما نتابعه من نجاح موازٍ ومؤثر في الغناء والموسيقي والدراما، يحيط كل ذلك رغبة عميقة للدفع بهذا النشاط الثقافي والفني بكل تنويعاته للمقدمة، وتتحرك تلك المنظومة، من خلال جناحي الإبداع وزارة الثقافة، وهيئة الترفيه.

أتابع قبل بضع سنوات الجناح السعودي للسينما في مدينة كان، الذي يرفرف فوقه علم المملكة على شاطئ الريفيرا، أكثر الأجنحة الذي يشهد نشاطاً دائماً، من لقاءات وتكريمات ومشروعات سينمائية قادمة، نشاهدها بعد ذلك في كبرى المهرجانات.

رأس المال السعودي يشارك أيضاً في العديد من الأفلام العربية والعالمية، بعد أن انتعشت السينما محلياً، تمتع الفنان بهامش متسع من الحرية في طرح العديد من القضايا الاجتماعية، التي كان يشار إليها في الماضي باعتبارها من المسكوت عنه، وكأن هناك لافتة مكتوب عليها «ممنوع الاقتراب أو التصوير».

السينما ككلمة قبل نحو بضع سنوات، لم يكن من السهل تداولها، فكانوا أحياناً يطلقون عليها صوراً متحركة، انطلقت بقوة لتصبح مركزاً رئيسياً في عروض الأفلام، كما أنها قدمت تسهيلات لمن يريد تصوير أفلام في السعودية، وهكذا تفتح الباب لكي يرى العالم هذا الثراء التاريخي الذي تحتويه أرض المملكة.

الحكاية في عمقها ليست فيلم مثل «نورة»، شارك في مسابقة مهمة، وتم تتويجه عن جدارة بجائزة، في واحد من أكبر مهرجانات الدنيا، ولكنه مناخ عام، كلنا شهود عيان عليه، يدفع ويحفز على المزيد من التفوق، وقبل كل ذلك مواطن يحمل «جينات» تناصر الفن، كانت فقط تنتظر اللحظة المواتية لتتفجر آبار الإبداع.

arabstoday

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا بعد «نورة» ماذا بعد «نورة»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab