النجومية

النجومية

النجومية

 العرب اليوم -

النجومية

طارق الشناوي

لا أحد من حقه أن يدخل فى نوايا أحد، ثم يصدر حكمًا بالإدانة، الأصل قطعًا فى كل الأمور هو البراءة.

أتحدث عن خبر اعتزال ميريهان حسين الذى صعد بها إلى دائرة الاهتمام، ولا أناقش هل تقصده فعلًا؟، أم لإثارة الاهتمام؟، كثير من الفنانين بين الحين والآخر يعلنون اعتزالهم، ولو عدت للأرشيف، بداية أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وفاطمة رشدى وليلى مراد وغيرهم، ستجد أن فى صفحات حياتهم ورقة، تشير إلى إعلان اعتزالهم، ولا يعنى ذلك أننى أقارن مثلًا بين ميريهان وأم كلثوم، الاعتزال هو قرار يداعب أى فنان فى أى مرحلة عمرية، ومهما بلغت شهرته ونصيبه من النجاح.

ارتبط الاعتزال فى الأربعين عامًا الأخيرة مع الفنانات بارتداء الحجاب، ومع الرجال بتحريم الفن، اختفى تقريبا من قاموس مبررات الاعتزال، الإحساس بالإحباط.

فى الحياة الفنية تتغير الخريطة فى لحظة، (كوتشينة) النجوم يعاد دائمًا (تفنيطها)، ميريهان مثل أى فنان يبدأ المشوار وهو يحلم بالنجومية الطاغية، ولكن الأمر يتجاوز مجرد الرغبة، تعودنا عندما يحقق فنان نجاحًا طاغيًا، نقول اختصارًا لكل شىء، (أن الله شاور عليه)، نقصد أنه منحه نجومية شباك التذاكر أو البيع فى الفضائيات، الدوافع العميقة لتحقيق ذلك لا يمكن إحالتها ببساطة إلى أسباب موضوعية، ما هو غير مرئى أكثر مما يمكن أن تحيله لأسباب موضوعية، أشارت ميريهان إلى أنها لم تحقق النجومية لأسباب خارج النص والمنطق، ولو هناك عدالة لتحقق لها النجومية.

دائما هناك خط مواز نستطيع رصده لفنان قد يحقق قفزة أو اثنتين، لأسباب خارج المنطق ولا تستحقها موهبته، إلا أن استمرار الفنان بسبب قوة دفع خارج النص لا تستمر أبعد من الخطوة الأولى.

من الممكن أن يحصل فنان على البطولة لأسباب متعددة، إلا أنه لو كان لا يستحقها سيسقط حتمًا.

لم يشفع مثلا لابن أخ أم كلثوم (إبراهيم خالد) أن يحقق النجومية فى عالم الطرب، رغم حماس (الست) له، ولم يتجاوز حجمه الفنى (الكورال)، مع تقديرى لكل فنانى (الكورال)، ولم تستطع نادية ذو الفقار، ابنة فاتن حمامة من المخرج عز الدين ذو الفقار، أن تقترب من مشاعر الناس، حاولت فاتن الدفع بابنتها بطلة، إلا أن الناس كان لهم رأى آخر، فتوقفت فاتن عن المحاولة.

طبعا ليس الجميع مثل أم كلثوم وفاتن، قد نجد من يكرر المحاولة، إلا أنه فى نهاية الأمر لن يستطيع أن يفرض أقرب الناس إليه على الحياة الفنية.

هل إحساس الفنان أنه لم يأخذ ما يستحق نضعه فى إطار المشاعر الطبيعية؟، قطعًا هى كذلك، لا أحد عادة يقول إنه أخذ أكثر مما يستحق، الكثير منا وفى كل المجالات يعتبر أنه أخذ أقل بكثير مما كان يجب، وبديهى أن يقارن نفسه بآخرين، وبدلًا من السؤال هل موهبتى تستحق؟، لا شعوريًا يجد سلاح الدفاع عن النفس يعلن مباشرة أنهم نجحوا ليس لأنهم الأكثر موهبة، ولكنها (الكوسة)، بينما هو فشل رغم كل ما يتمتع به من إمكانيات لأن (الجنيه يكسب الكارنيه).

الموهبة تولد داخل الفنان ويولد معها أيضًا سلاح المقاومة من أجل البقاء، كل فنان حقق نجومية وجد أن بداخله كل عناصر المقاومة التى اشتعلت فى مرحلة من عمره عندما استشعر أن هناك خطرا يداهمه.

ميرهان وقفت على حافة النجومية ولم تصل إليها، هل هو الوسط الفنى أم أن الأمر يكمن بداخلها، ولا تملك هذا الوميض الخاص الذى يتجاوز الجمال، وينطلق إلى شىء فى الأعماق.

لا أتصور أنها بإعلانها الاعتزال تبحث عن (التريند)، كان من الممكن أن تحصل عليه لو ارتدت مثلًا فستانًا جريئًا.

إلا أنها لا تستحق فى كل الأحوال حالة السخرية التى امتلأ بها (النت)، إعلان الهزيمة على الملأ ليس مجالًا أبدًا للنيل من أحد، سواء عادت للحياة الفنية أم لا، ليس هذا أبدًا هو الموضوع.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النجومية النجومية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab