ترافيس تحت مرمى نيران «السوشيال ميديا»

ترافيس تحت مرمى نيران «السوشيال ميديا»

ترافيس تحت مرمى نيران «السوشيال ميديا»

 العرب اليوم -

ترافيس تحت مرمى نيران «السوشيال ميديا»

بقلم - طارق الشناوي

في نهاية الأربعينات ومع بداية اعتلاء سيدة الغناء العربي أم كلثوم كرسي نقيب الموسيقيين، لأول مرة، يتم فيها إنشاء هذا الكيان، والملاحظة أن التصويت لأم كلثوم اقترب من الإجماع، برغم مناوشات الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي أراد أن يصبح نقيباً، على اعتبار أن «الرجال قوامون على النساء»، فإن الجمعية العمومية انحازت للست.

أول ما واجه أم كلثوم، أن عدداً كبيراً من المطربات وساندهن بعض المطربين والملحنين، طالبوا بإغلاق الباب، أمام المطرب العربي، حيث بدأت الأخبار تتردد عن مطربة قادمة من لبنان بسرعة الصاروخ اسمها صباح، وبدأت الجرائد في نشر صورتها التي دفعت شركات الإنتاج للاتفاق معها.

كانت قد سبقتها بأعوام قليلة بنت بلدها نور الهدى، وهكذا وجدت المطربات أن السماح لصباح سيؤثر على وجودهن في الفيلم الغنائي والحفلات، إلا أن أم كلثوم، كانت لديها نظرة أبعد، رفضت الاستجابة لهذا الشعار، الذي طبعوه على لافتات «أخي جاوز الظالمون المدى... جاءت صباح بعد نور الهدى». امتلكت أم كلثوم رؤية استراتيجية صائبة لقراءة المستقبل، وأسقطت تماماً هذا الهتاف الذي لا يليق بمصر.

مثل تلك القرارات يبدو أن ظاهرها الرحمة إلا أن باطنها العذاب، لأنها ستوثر سلباً على مكانة مصر، وجاءت صباح بعد نور الهدى محققة أعلى درجات الجماهيرية، وتتابعت عبر التاريخ الأسماء، فايزة أحمد وفهد بلان وطلال مداح وغيرهم، حتى وصلنا لزمن سميرة سعيد ولطيفة ثم راغب علامة ونانسي وهيفاء وإليسا وغيرهم، ولم تغلق مصر أبداً الباب ولن تغلقه. لم تقل مثلاً أم كلثوم إنها تنفذ رأي الجمعية العمومية، وأغلقت الباب في وجه الفنان العربي، تجاوزت اللحظة، بكل ما تفرضه من سطوة، وتطلعت للغد.

وهكذا أطل على حكاية مغني الراب العالمي ترافيس سكوت، حتى كتابة هذه السطور، لم يحسم نهائياً مصير الحفل، رغم أن هناك قراراً من نقابة الموسيقيين المصرية بسحب ترخيص الموافقة إذا لم يحصل منظموه على موافقات أمنية، الحفل، مزمع إقامته الجمعة القادم، التذاكر نفدت في ساعات، والمكان هو سفح الهرم.

لا أعتقد مهما كان القرار النهائي أن القضية حسمت، النقابة استندت إلى استجابتها للرأي العام، وكان المؤشر هو «السوشيال ميديا»، فهل الرأي العام من الممكن تحديده عن طريق هذا الوسيط الافتراضي؟ وهل هذا الرأي يملك أيضاً قدرة على الصمود، أم أنه بطبعه زجزاجي (حبة فوق وحبه تحت)؟

التعامل مع الوسائط الاجتماعية الافتراضية يفرض علينا أن نحسن قراءتها، المغني الأميركي استقبلته أكثر من دولة عربية بحفاوة بالغة، كان عدد جمهور الحفل 70 ألفاً، أكثر عشرة أضعاف من جمهور الحفل المزمع إقامته في القاهرة.

وهكذا تجاوبت الجماهير العريضة معه في المملكة العربية السعودية من خلال هيئة الترفيه، وأيضاً دولة الإمارات العربية، وحققت الحفلتان نجاحاً استثنائياً، ولم يحدث أي خروج عن المسموح اجتماعياً.

ما هي طبيعة «السوشيال ميديا»؟ تستطيع أن تقول: المبالغة، بل التطرف أيضاً، الرأي السلبي هو الذي يحقق «التريند»، من يتعامل مع العالم الافتراضي عادة يسعى لأن يصبح «نمبر وان»، ويقيس قوة صفحته بعدد المتابعين له، التجربة تشير إلى أن إضافة مسحة أخلاقية محافظة على أي رأي تضمن زيادة حصيلة المؤيدين.

فجأة وجدنا وابلاً من الشائعات تنال من المطرب، أنه من عبدة الشيطان ومروجي الماسونية، ويدعو للإلحاد ويشجع على تعاطي المخدرات والمثلية الجنسية، ولديه كراهية مفرطة ضد الحضارة المصرية، واختياره ليس عشوائياً بالغناء تحت سفح الهرم، ولكنها خطة محكمة لإهانة حضارة السبعة آلاف سنة.

كل هذه التفاصيل يراها ابن البلد تقع في إطار «الباب اللي يجيلك منه الريح... سده واستريح» وهكذا تلمح قدراً لا ينكر من التأييد، الذي يتدثر عنوة بغطاء أخلاقي يخشى على القيم والمبادئ من أن ينتهكها هذا المطرب الأميركي ويصبح الحل هو «سد الباب».

مصر بدأت تدشين مهرجان (العلمين) الذي سيستضيف أيضاً - طبقاً لخطته المعلنة - مطربين عالميين، هل يستقيم الأمر في هذه الحالة عندما يقرأون ما حدث من تخبط في التعامل مع سكوت. لم يعد السؤال هل يقام الحفل أم لا؟ بقدر ما هو تبعات هذا التردد والتناقض الذي يلقي بظلال سلبية على العديد من الأنشطة الترفيهية والفنية والثقافية القادمة على أرض المحروسة، شيء من الحكمة مطلوب، حتى لا نوجه لأنفسنا طعنات قاتلة بأيدينا!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترافيس تحت مرمى نيران «السوشيال ميديا» ترافيس تحت مرمى نيران «السوشيال ميديا»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab