«البحر الأحمر» يعبر الخط الأحمر

«البحر الأحمر» يعبر الخط الأحمر

«البحر الأحمر» يعبر الخط الأحمر

 العرب اليوم -

«البحر الأحمر» يعبر الخط الأحمر

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

في النسخة الثانية لمهرجان «البحر الأحمر» أقول على عكس الفيلسوف العربي محمد بن عبد الجبار النفري المعروف بتلك الحكمة «كلما اتسعت الرؤية، ضاقت العبارة»، أنا أرى هذه المرة أن العبارة اتسعت أكثر وأكثر، وتعددت أيضاً زوايا قراءتها، وازداد الطموح، واحتل المهرجان الوليد مكانة مميزة على الخريطة في العالم، بفضل تلك الكوادر المنظمة للفعاليات والتي تحركت وفق خطة طموح، لا تكتفي بالممكن، ولكنها تعانق المستحيل.
ما سر المهرجان؟ كان وسيظل الجمهور، المتطلع دوماً للجمال الفني، في الفعاليات والعروض والندوات، لتؤكد أن العصمة بيد الناس، وأن المملكة عندما تشرع في زيادة هامش المسموح، فإنها تلبي نداءً كامناً في الضمير الجمعي، للمواطن السعودي، الذي يتوق بطبيعة تكوينه للتعاطي مع مختلف الفنون. عندما سقطت الحواجز الوهمية التي كان هناك من يعتبرها عصية على مجرد المناقشة، ظهرت الحقيقة جلية، ولم يعد هناك من يزايد على أحد.
إنها أواني مستطرقة تفرض قانونها، ارتفاع منسوب الحرية في جهة يفرض زيادته في الأخرى، ومن يتقاعس عن القراءة الصحيحة لمفردات الحياة، سيجد نفسه وقد صار خارج رقعة الحياة.
لا أعزل المهرجان أبداً عن التوجه العام في المملكة العربية السعودية، والطموح الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبات يتوجه إلى فتح أبواب الثقافة والفن والترفيه أمام الشعب من أبناء الوطن أو المقيمين على أرضه.
لا أفصل مهرجان «البحر الأحمر» عن «التيمة» النغمة الرئيسية التي تحرك كل تلك المنظومة بمختلف تنويعاتها، وهكذا يقود وزارة الثقافة الأمير بندر بن عبد الله بن فرحان وهيئة الترفيه المستشار تركي آل شيخ، لتلبية احتياج الجمهور لنسمات هواء الإبداع.
عندما تذهب إلى دور العرض بمدينة جدة، تلمس إلى أي مدى جاءت أفلام المهرجان على موجة الناس، أول خبر تقرأه في كبرى المهرجانات العالمية مثل «كان» و«برلين» و«فينيسيا» هو أرقام بيع التذاكر، وفي كل دول العالم يتهافت الجمهور على النجوم، وهو ما حرص «البحر الأحمر» على تحقيقه، ولم يكتف فقط بنجوم حفل الافتتاح، يومياً هناك اسم جديد تلتف حوله الناس، ويعقب حضوره ندوة بطلها الجمهور.
لن تنتهي فعاليات المهرجان مساء الخميس المقبل بحفل الختام وتوزيع الجوائز، ولكنها سوف تستمر في الوجدان تعبر عن رغبة حقيقية لمزيد من التفاعل بين الشاشات والناس.
كثير ما كان هذا السؤال يثار مع مطلع الألفية الثالثة، في العديد من دول الخليج، مع انطلاق مهرجانات عالمية بحجم «دبي» و«أبوظبي» و«الدوحة»، من يسبق من، الفيلم أم المهرجان؟ على طريقة البيضة أم الفرخة.
على أرض الواقع أثبتت الحقيقة أنه لا تعارض بين البيضة والفرخة، عندما يصبح هناك توازٍ، الأفلام التي تحمل الجنسية السعودية صارت تشارك في مهرجانات خارج الحدود، وهذا العام وللمرة الثانية تتسابق على جائزة «أوسكار» أفضل فيلم أجنبي بفيلم «أغنية الغراب».
العلم السعودي يرفرف في مختلف المهرجانات العالمية، كما أن السينما السعودية تتصدر المشهد في الكثير من المهرجانات العربية مثل «القاهرة» و«قرطاج»، وأيضاً «مالمو» في السويد المتخصص في السينما العربية.
في مهرجان «البحر الأحمر» لا يقتصر الأمر فقط على دعم السينما السعودية ولا حتى الخليجية، ولكن التوجه العربي له مساحته المعتبرة وفي كل التفاصيل.
هناك من يتحفظ ويسأل أين الخط الأحمر؟ الإجابة تجدها في التصنيف العمري، الذي ألغى سلاح المنع والمصادرة، وصارت الناس هي التي تملك حق الاختيار.
الإمكانيات المادية تلعب دوراً رئيسياً وهاماً، إلا أن الأهم كيف تدير البوصلة للاتجاه الصحيح، والقائمون على المهرجان برئاسة المنتج محمد التركي، نجحوا بامتياز في تحقيق هذا التوجه، فهو مهرجان من الناس وإلى الناس، تتسع فيه الرؤية ولا تضيق فيه أبداً العبارة.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«البحر الأحمر» يعبر الخط الأحمر «البحر الأحمر» يعبر الخط الأحمر



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
 العرب اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab