أم كلثوم سخرت من نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين

أم كلثوم سخرت من نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين!

أم كلثوم سخرت من نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين!

 العرب اليوم -

أم كلثوم سخرت من نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين

بقلم - طارق الشناوي

 

عدد كبير من المشاهير تنسب لهم أقوال -وأحياناً أفعال- لا يمكن أن تصدر منهم، أو عنهم، ورغم ذلك نكررها مئات المرات حتى نصدقها.

لدينا صورة ذهنية راسخة عن المشاهير، وأيضاً لدينا من يجيد حبك الحكاية وتزويقها، حتى يعتقد البعض أنها منسوبة لهم.

قطعاً أم كلثوم خفيفة الظل و«بنت نكتة»، إلا أن الوجه الآخر للصورة أنها لا يمكن أن تجرح إنساناً عامدة متعمدة. ظل بداخلها إحساس الفلاحة التي تعرف الأصول ولا تصدر عنها «العيبة».

مثلاً، روى لي عمي الشاعر الغنائي الكبير مأمون الشناوي، أنه كان قد ذهب إلى «استوديو مصر» في الأربعينات للقاء تحية كاريوكا التي كانت تصور فيلمها «لعبة الست»، والتقى بالصدفة مع أم كلثوم التي كانت على موعد أيضاً مع تحية. قالت له أم كلثوم: «متى تأتي تحية؟»، فأجابها: «سوف تأتي رأساً»، فردت أم كلثوم بسرعة بديهة: «مستحيل تحية تأتي رأساً؛ أكيد رقصاً»، «قفشة» أو «قلشة» خفيفة الظل، تصدر فعلاً عن أم كلثوم.

استمعت قبل سنوات لتسجيل إذاعي مع الأسف لم يتم تصويره تلفزيونياً، لأغنية «ليلة حب» عام 1972، عندما كررت مقطع «ما تشوقناش ما تعذبناش» مثنى وثلاث ورباع، واستبدت النشوة بأحد السميعة في الصفوف الخلفية، وترك مقعدة مخترقاً الصفوف، وانطلق مسرعاً إلى خشبة المسرح مردداً «أعِد يا ست أعِد»، فأشارت له أم كلثوم قائلة: «ما تعذبناش»، وضجت الصالة بالضحك. من يستمع إلى هذا التسجيل لن يعرف قطعاً لماذا ضحك الجمهور. تلك هي سرعة البديهة المغلّفة بخفة ظل يتقبلها الجميع من دون حساسية، وأولهم هذا المعجب الولهان.

ورغم ذلك، انفلتت يوماً ضحكة غير مقصودة من أم كلثوم، عندما رأت بالصدفة نجيب الريحاني للمرة الأولى وجهاً لوجه، قبل رحيله ببضعة أشهر. لم تستطع أن توقف ضحكاتها، فما كان من نجيب الريحاني سوى أن انصرف غاضباً، ولم يتم التعارف بين قمتي الغناء والكوميديا في مصر!

استمعت إلى أم كلثوم وهي تروي هذه الحكاية في مذكراتها التي سجلها لها الإذاعي وجدي الحكيم، وتلك الواقعة تحيلنا مباشرة إلى الفارق بين الفنان والإنسان، وهما في العادة ليسا وجهين لعملة واحدة. ملامح الفنان التي تصدرها لنا الشاشة قد تخلق عنه صورة ذهنية تبتعد تماماً عن حقيقته. وقالت أم كلثوم إنها لم تسامح نفسها بسبب هذا الموقف الذي أغضب الريحاني، وتمنت أن تلتقيه مجدداً، إلا أنه رحل قبل أن تسترضيه.

ستكتشف أيضاً ذيوع «نُكَت» لا تصدر أبداً عن أم كلثوم، مثلاً؛ أنها كانت في لقاء مع سكان منطقة «الزمالك»؛ حيث تقع فيها فيلَّا أم كلثوم، فقال أحد الجيران بصوت عالٍ: «أنا جار ثومة»، فبادرته قائلة: «تقصد أنك جرثومة»! تشبيه لا يمكن أن تنطق به أبداً «الست» وتجرح إنساناً في أول لقاء بينهما لمجرد أن تقول «إيفيه».

أحد مؤلفي الأغاني المغمورين أراد أن يشيع عن نفسه أنه كان قريباً من أم كلثوم، فقال إنه التقاها للمرة الأولى في مبنى الإذاعة، وقدمه لها الملحن محمد القصبجي قائلاً: «فلان شاعر متميز وأنيق يرتدي (كرافت) ثمنها 3 جنيهات»، وكان هذا رقماً ضخماً في تلك السنوات، فردت أم كلثوم: «الكرافت فيها زيت بخمسة جنيهات»! وهذا التعبير يشير مباشرة إلى عدم النظافة الشخصية، وهذا أيضاً مستبعد أن يصدر عن أم كلثوم.

ينتشر على «النت» لقاء مزعوم بين أم كلثوم وإسماعيل ياسين، سخرت فيه من اتساع فتحة فمه، عندما رأته يزِن نفسه في أحد المحال، فبادرته قائلة: «بتوزن نفسك ببقك وللا من غيره؟» وهو أيضاً لقاء من وحي الخيال. أم كلثوم تدرك أن إسماعيل من الممكن ببساطة أن يسخر في أفلامه من تضخم فمه، ولكن هذا لا يعني أن يجد نفسه وقد أصبح في الشارع مثاراً للسخرية، حتى لو كانت من «كوكب الشرق»!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أم كلثوم سخرت من نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين أم كلثوم سخرت من نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية
 العرب اليوم - التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab