سر استبعاد «القاهرة مكة» من «البحر الأحمر»

سر استبعاد «القاهرة مكة» من «البحر الأحمر»!

سر استبعاد «القاهرة مكة» من «البحر الأحمر»!

 العرب اليوم -

سر استبعاد «القاهرة مكة» من «البحر الأحمر»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

سؤال طرح نفسه بقوة داخل كواليس مهرجان (البحر الأحمر): لماذا غاب الفيلم المصرى عن فعاليات مسابقة الأفلام الطويلة؟!.

عندما لا نجد فيلما مصريا يتسابق على الجوائز فى أى مهرجان عربى، أوقن أن (فيه حاجة غلط)، اكتشفت أن الرقابة المصرية وقفت كعادتها كحجر عثرة ضد الفيلم المصرى (القاهرة مكة) إخراج هانى خليفة وبطولة منى زكى.. وقبل ساعات قلائل من المؤتمر الصحفى لمهرجان جدة الذى ستعلن فيه أسماء الأفلام السبعة عشر المشاركة فى المسابقة الرسمية الطويلة، تدخل رقيبنا الهمام، فصارت فقط ستة عشر، كعادته قرأ تفاصيل فى الفيلم وجدها - من وجهة نظرة المتوجسة دوما- ربما تُحدث لبسًا عند المتزمتين دينيًا، حيث تعوّد على النفخ فى الزبادى، حتى مع الأفلام التى تمشى بجوار الحائط، طالبا منها أن تمشى - إذا أرادت السلامة - فى الحائط، ولم يجد المنتج أى حل سوى سحب فيلمه من المهرجان وإرسال خطاب اعتذار للمسؤولين، رغم أن لدى الرقابة المصرية إمكانية أن تمنح الفيلم تصريحا بالعرض فى المهرجان فقط، ولا يعنى ذلك أنه سيعرض تجاريا فى مصر، ولكنها موافقة مشروطة، وما يزيد الموقف حساسية هو موافقة الرقابة السعودية على عرض الفيلم دون أى ملاحظة.. أكرر وافقت الرقابة السعودية على العرض، لتثبت للعالم رحابتها فى تقبل كل الأفكار، بينما رقيبنا المصرى لا يزال يفكر ويفكر ويفكر ويفكر.. وسيظل يفكر ويفكر ويفكر ويفكر.. وسيأخذ بعد قليل (تعسيلة) ثم يصحو متوجسًا بعد أن هاجمته الكوابيس، ويعاود التفكير وهو يفكر ويفكر ويفكر ويفكر.


كتبت أمس عن سعادتى الشخصية بترميم فيلمى (خاللى بالك من زوزو ) و(غرام فى الكرنك) وعرضهما فى (البحر الحمر).. أين كنا وكيف أصبحنا؟ لأننا مع فيلمين يدعمان قيم التحرر للمرأة، واليوم أجد نفسى أكررها، كيف أصبحنا؟، لك أن تعلم أنه قبل عامين والرقيب لايزال رافضًا التصريح بفيلم (التاريخ السرى لكوثر) إخراج محمد أمين، بطولة ليلى علوى وزينة. وفى العام الماضى، لم يتمكن صُناعه أيضا من عرضه فى (البحر الأحمر)، رغم ترحيب الرقابة السعودية.


هل هو بالضبط الرقيب أم أنه مكبل اليد؟.. أتصور من واقع اقترابى من بعض الأساتذة الذين يملكون مفاتيح الإباحة أو المنع أن شخصية المسؤول تلعب دورا رئيسيا فى اتخاذ القرار، وكلما تمتع بالمرونة انحاز أكثر للإباحة، ربما يعتقد المسؤول أن البعض يريد توريطه فى قرار قد يجعله يفقد منصبه، وعلى الفور أخذًا بالأحوط يمنع المصنف الفنى.


أتذكر أن الصديق الرقيب الأسبق الراحل على أبوشادى صرح بأنه عندما وجد أن هناك تحفظا من الأجهزة على عرض فيلم (فوضى) ليوسف شاهين أوعز إليه، أقصد يوسف شاهين، بأن يعلن بقوة رفضه إجراء أى تعديل، فقط غير العنوان من (فوضى) فأصبح (هى فوضى؟)، وأنا أراها لغويا تؤكد تعبير فوضى الذى أثار وقتها حفيظة الرقابة.


أقيم، أمس، حفل افتتاح مبهر للمهرجان فى دورته الثانية. وجه المخرج الكبير أوليفر ستون، رئيس لجنة التحكيم، رسالة للعالم من خلال كلمته القصيرة على خشبة المسرح، طالب شعوب العالم بضرورة زيارة المملكة العربية فى عهدها الجديد بعد أن فتحت الكثير من الأبواب التى كانت مغلقة، وكرّمت أسماء المخرج البريطانى جاى ليتشى، والنجم الهندى شاروخان، وأحد أهم عناوين مصر فى السينما وقوتها الناعمة فى الألفية الثالثة يسرا، حصل الثلاثة على جائزة (اليسر)، ووجه شاروخان تحية تقدير إلى يسرا.


بدأ الحفل بفيلم تسجيلى قصير عن السينما فى العالم، وستلمح لقطات متعددة للسينما المصرية بأسماء ووجوه فاتن حمامة ويوسف شاهين وأنور وجدى.. وغيرهم.

افتتح المهرجان بفيلم (ما علاقة الحب بذلك؟).. رومانسى كوميدى، إخراج شيكار كابور، والفيلم يقدم رسالة عظيمة جدا فى التسامح بين الأديان والثقافات، وعنوان الفيلم سؤال عن علاقة الحب بذلك، وتأتى الإجابة على الشريط، الحب هو كل ذلك، وبالحب تنصهر كل الخلافات ويحترم كل منا ديانة وثقافة الآخر، الفيلم تدور أحداثه بين (لاهور)، وهى من أكثر مدن باكستان تمتعا بالحرية الاجتماعية وتقبل الآخر، لأن بطل الفيلم باكستانى بينما البطلة بريطانية من (لندن).


الفيلم قال الكثير بكثافة وألق وإبداع.. وتلك هى السينما.. وهذا هو سحرها. ويتكرر السؤال: لو هذا لفيلم الهندى شاهده الرقيب المصرى هل سيسمح ببساطة بعرضه فى القاهرة، أم أنه سيتوجس من كلمة هنا أو لقطة هناك قد يفسرها المتزمتون على نحو آخر؟!..،أقول لكم إجابتى إنه سيظل يفكر ويفكر ويفكر ويفكر ثم يفكر ويفكر ويفكر ويفكر، وأخذا بالأحوط وبعيدا عن وجع الدماغ سير فض العرض ولن يفكر أو يفكر أو يفكر!!.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سر استبعاد «القاهرة مكة» من «البحر الأحمر» سر استبعاد «القاهرة مكة» من «البحر الأحمر»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab