الحكاية مش حكاية الحلق

الحكاية مش حكاية الحلق!

الحكاية مش حكاية الحلق!

 العرب اليوم -

الحكاية مش حكاية الحلق

بقلم - طارق الشناوي

مصادفةً، تواجدت فى بيروت بعد حفل عمرو دياب بأربع وعشرين ساعة، تلبية لدعوة المطرب والملحن مروان خورى فى برنامجه الشهير (طرب مع مروان خورى).

الحلقة عن شادية (مين إللى ما يحبش شادية)، أنا أحد المتيمين بها العاشقين والمقدرين لتاريخها، فهى الوحيدة التى جمعت بين موهبة المطربة والممثلة بنفس الدرجة من الإجادة، الوحيدة أيضا التى منحتها الجماهير عام 1970 لقب (صوت مصر) ولا تزال هى (صوت مصر).

بمجرد وصولى للمطار اكتشفت أن عمرو دياب فى الشارع اللبنانى لا يزال مسيطرا على المشهد، رغم التناقضات فى الرؤية.. فى مصر مثلا توقفنا عند الحديث عن حلق عمرو دياب، اعتبرها البعض نهاية للهضبة كفنان، وهناك من ذهب بعيدا، فصارت مؤامرة دولية يقودها فنان يتمتع بأكبر دائرة جماهيرية للقضاء على مظاهر الرجولة فى مصر والعالم العربى، لم تكن المرة الأولى لعمرو التى يرتدى فيها حلقًا، ولا أظنها الأخيرة.

يجب أن نفرق بين إحساسنا الشخصى بالرفض لسلوك ما، وبين تجريم هذا السلوك.. أنا لا أرتاح لرؤية رجل يرتدى حلقا، رغم زياراتى المتعددة للعديد من البلاد الأوروبية، لا تزال عيناى تشعر بنفور، ووجدانى يرفض التعايش السلمى والحياد مع هذا المشهد، ورغم ذلك أدرك أننى لست (ترمومتر) الحياة، وذوقى يظل ذوقى، غير ملزِم للآخرين.. الحلق فى الثقافة الغربية لا يعنى- كما يعتقد البعض- إعلانا مباشرا عن (المثلية الجنسية)، ولكنه يدخل فى إطار حرية الاختيار، الشارع اللبنانى أكثر تفهما لهذه التفاصيل، ورغم ذلك لا يوجد ترحيب مطلق، ولكن قطعا الوجه الآخر لا يوجد تنديد مطلق.

هناك من يرى فى الحفل رسالة للعالم بأن لبنان لا يزال قادرا على الفرح والبهجة، رغم أن لبنان لم تتوقف فيه أبدا الحفلات ولا المهرجانات قبل وبعد دياب. ربما حضور 17 ألف متفرج هو الأعلى بين كل الحفلات فى السنوات الأخيرة، ارتفاع سعر التذكرة تجاوز القدرة الشرائية للمواطن اللبنانى، وهى ظاهرة عامة، حفلات عمرو دياب فى مصر خاصة فى الساحل الشمالى موجهة لطبقة اقتصادية محددة، الحفل بكل تفاصيله لا يمكن أن يصبح دلالة على حال لبنان، ولكنه حالة استثنائية تحدث فى كل المجتمعات، وعمرو بطبيعة تكوينه لديه قناعة بأن سعر التذكرة أحد المؤشرات الرئيسية على تفرده فى الغناء العربى، باعتباره الهضبة.

هل إقبال اللبنانيين على الحفل دلالة على التعافى الاقتصادى والنفسى؟ لا يمكن النظر للأمور على هذا النحو، رؤية مبالغ فيها.. مَن دفع ثمن التذكرة فى لبنان هو من يدفعها أيضا فى مصر، طبقة من المجتمع لديها قدرة شرائية تتيح لها ببساطة دفع بضع مئات من الدولارات، وهذا هو حال الدنيا فى العالم كله.

من حق عمرو دياب أن يقدم حفلا لتلك الشريحة الاقتصادية، ولكن عليه فى كل عام أن يقدم حفلا على الأقل للجمهور العريض بتذكرة مخفضة، يقيمها مثلا فى استاد القاهرة تتسع لمائة ألف، هؤلاء هم العمق الاستراتيجى لعمرو دياب الذى ينبغى عليه أن يظل محافظًا عليهم.

يأخذ الحكمة من كبار الكتاب عندما يصدرون كتابًا بطبعة فاخرة ببضع مئات من الجنيهات، وبعدها يصدر نفس المحتوى بطبعة شعبية لا تتجاوز 50 جنيها للنسخة، إنه ببساطة الإحساس بالواجب الاجتماعى نحو جمهور شريك فى النجاح، بل هو صانع لهذا النجاح.

صديقتى الإعلامية المصرية التى كانت يوما ما متيمة بحب عمرو دياب، بل تحرص على إعلان حبها فى كل الوسائط الاجتماعية، قالت لى: نزعت عمرو من أوراقى الحالية، وحتى من ذكرياتى بعد أن رأيته مرتديا الحلق، وأضافت: انتهى ولن تقوم له قائمة بعد اليوم، قلت لها: انتظرى حفله القادم سيحقق أرقاما مضاعفة، سواء ارتدى الحلق أو تخلص منه!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكاية مش حكاية الحلق الحكاية مش حكاية الحلق



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - حماس تبدي استعدادها لتسليم غزة للسلطة الفلسطينية

GMT 06:05 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

لبنان: برنامجا استكمال الهزيمة أو ضبطها

GMT 10:29 2025 السبت ,15 شباط / فبراير

حسين فهمي يشارك في مهرجان برلين وسط الثلوج

GMT 10:20 2025 السبت ,15 شباط / فبراير

مي عز الدين في تجربة درامية جديدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab