«أنف وثلاث عيون» يهزمه الزمن والجمهور
فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي
أخر الأخبار

«أنف وثلاث عيون» يهزمه الزمن والجمهور!

«أنف وثلاث عيون» يهزمه الزمن والجمهور!

 العرب اليوم -

«أنف وثلاث عيون» يهزمه الزمن والجمهور

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

أدب الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس لا يزال يملك الكثير من الأسرار الغامضة والجاذبية الساحرة، تدفع صناع الدراما من أجل أن ينهلوا من هذه البئر التى لم ولن تنضب، حتى الأعمال التى سبق تناولها قبل عقود من الزمان تفتح شهية المخرجين لقراءة أخرى، وهكذا مثلا هذا العام تكتشف أننا تليفزيونيا على موعد فى رمضان المقبل لمشاهدة مسلسل «إمبراطورية ميم»، أما سينمائيا فإننا التقينا قبل بضعة أيام مع «أنف وثلاث عيون» فى معالجة جديدة لواحدة من أشهر روايات إحسان جماهيرية.

عندما شاهدت هذا الفيلم فى قسم «روائع عربية» قبل نحو شهرين فى الدورة الثالثة من مهرجان «البحر الأحمر»، أيقنت أنه بعيد تماما عن ملامح سينما هذه الأيام التى نشاهدها فى مصر، وهذه تحسب قطعا له، إلا أنه- وتلك تحسب عليه- بعيد عن روح السينما كلغة عصرية، تطورت كثيرا فى أسلوب السرد عما رأيته على الشاشة.

أيقنت أن الفيلم سيعانى كثيرا داخل مصر، بينه والجمهور قدر من البرودة، ولم أكتب عن الشريط انتظارا لكى يأخذ فرصته كاملة مع الناس، رغم أن من الناحية الأدبية، من حق الناقد تناول أى عمل فنى يعرض فى المهرجانات، استطعت قهر حاستى الصحفية، ولم أكتب حتى تجد النسخة طريقا للعرض داخل حدود الوطن، لنجد مساحة للحوار مع الجمهور.

أحيانا ندخل فى معركة خارج الحلبة، وتلك هى أول مشكلة واجهت فريق العمل فى النسخة الحديثة للفيلم 2024، بينما الأولى 1972 سبقتها بنحو 52 عاما.

إحسان يمتلك الجرأة فى تناوله لقضايا المجتمع، تتجاوز أحيانا قدرة المجتمع على الاستيعاب، والدولة على الحماية، ورغم صداقته لأعلى سلطة فى البلد أقصد جمال عبد الناصر، إلا أن الدولة لم تتحمل جرأة إحسان الأدبية ولا السياسية، ولا حتى الرئيس، زج به عبد الناصر إلى السجن، قال له اعتبرها مجرد قرصة ودن، حتى إنه لم يستطع حمايته أمام غضب الرأى العام، وذلك فى أكثر من موقف.

هذا هو مفتاح لإحسان، أنه يتجاوز الهامش المتاح حتى لو كان ممثلا فى أعلى سلطة؟، يخوض إحسان معاركه فى الحياة حتى آخر نفس، ولا يتنازل إبداعيا فى التعبير عن نفسه حتى آخر حرف فى الأبجدية.

من يتصدى سينمائيا لأدب إحسان عليه أن يدرك ذلك، وأن يؤمن أيضا بذلك، وإلا سيخسر المعركة قبل أن تبدأ، وأعتقد أن المخرج أمير رمسيس، خسر ضربة البداية عندما قرر إعادة الرواية لأن الناس عادة لا تقرأ الرواية ولكنها تحتفظ فى الذاكرة بالفيلم، الجمهور من خلال الفضائيات يستعيد العديد من أفلامنا التى عادت إليها الحياة مجددا وبينها قطعا «أنف وثلاث عيون» لحسين كمال الذى أخرج الفيلم قبل أكثر من نصف قرن، وصار الفيلم عند الجمهور هو «الترمومتر» وأيضا المرجعية، تميز الشريط السينمائى فى نسخته الأولى لحسين كمال، بأن هناك هامشا من الجرأة اقتضتها الضرورة الدرامية، ورحب بها المجتمع، وتعاملت الرقابة معها بمرونة، بينما هذه المرة الكل كان يضع أمامه الغضب الجماهيرى المرتقب.

نعلم فى فيلم «أمير رمسيس»، أن هناك أكثر من علاقة بين بطل الفيلم وأكثر من امرأة، والتعبير عن ذلك يجب أن يصل بالحوار حينا والمشاهدة حينا، اعتبرها أمير حالة سماعية فقط، لأن الرقابة لن تسمح وسوف تشهر مباشرة سلاح المنع الذى يعنى مسبقا خسارة مادية لصناع العمل، ورغم ذلك تمت الموافقة بتصنيف عمرى (+16 )، أى أن هناك شريحة عمرية ستمنع من قطع التذكرة، ستؤثر سلبا على الإيرادات، وأتصور أن أمير فى كل تفاصيل العمل الفنى كان حريصا على أن يهدئ من روع الرقيب، المتوجس دوما، فما بالك عندما يجد نفسه فى مواجهة مع رواية لإحسان عبد القدوس؟.

فى هذه الحالة تضىء أمامه كل المصابيح الحمراء، مارس المخرج على نفسه رقابة صارمة، وأى مشهد يفرض على أبطاله قبلة ولو عابرة، أحالها إلى مجرد حضن برىء شرعى جدا، وهكذا مثلا شاهدت لقاء بين بطل الرواية الطبيب الذى أدى دوره ظافر العابدين عندما التقى مع الفتاة التى أحبها ويكبرها بربع قرن، (سلمى أبوضيف)، مكان اللقاء بيروت، إلا أنه كان يبدو وكأنه لقاء بين أب وابنته، يدوبك سلام عابر بأطراف الأصابع، وحضن يشبه أحضان الأصدقاء، وبالمناسبة سلمى أبوضيف هى الرابحة الوحيدة فى هذا الفيلم، وضعها أمير على الطريق الصحيح كنجمة قادمة بقوة وبأداء طازج وعصرى وممتع.

الكاتب وائل حمدى كان يبدو فى معالجته الدرامية للفيلم وكأنه يضيف جزءا آخر، يتجاوز ما انتهى إليه إحسان، فى الرواية، من خلال التحليل النفسى للشخصيات الدرامية للأبطال بمن فيهم الطبيبة النفسية التى أدت دورها صبا مبارك، لنبدأ فى قراءة تحليل نفسى للشخصيات أشبه بدرس فى علم النفس، ونصل إلى الذروة عندما ندرك أن الطبيبة أساسا تعالج نفسيا، على يد أستاذها، الكل فى هذا الفيلم يحكى ويحلل، والمفروض أننا كجمهور نتابع هذا الحكى، بآذان صاغية، وزادت الجرعة عن الاحتمال.

المخرج أمير رمسيس أعجبنى فى أفلام البدايات مثل «ورقة شفرة» يليه «بتوقيت القاهرة» آخر إطلالة لنور الشريف.

هل صار على الفنان أن يفكر مسبقا، بعقل الرقيب، حتى يضمن تمرير فيلمه؟، الحرية هى أول الطريق للإبداع، فى البدء كانت الحرية، وهو ما نفتقده فى العديد من الأعمال الدرامية، وأشهر النماذج «أنف وثلاث عيون»، الذى أصبح «فيلم وثلاث عيون» حيث تعرض لمراقبة ثلاثية، أشدها ضراوة هى العين الثالثة لأمير رمسيس!.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أنف وثلاث عيون» يهزمه الزمن والجمهور «أنف وثلاث عيون» يهزمه الزمن والجمهور



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان
 العرب اليوم - الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab