نبض عروقى كبرياء

نبض عروقى كبرياء!

نبض عروقى كبرياء!

 العرب اليوم -

نبض عروقى كبرياء

بقلم: طارق الشناوي

لا أنكر قطعًا تعاطفى مع الفنان الكبير إحسان الترك، الذى وجد نفسه خارج الخريطة وتوقفت تماما أمامه شرايين الحياة، فاضطر لأن يستجدى العمل على الهواء من محمد رمضان، فمنحه دورًا فى مسلسله الجديد (العمدة). الفنان الكبير عندما تشاهده فى الشارع ستتعرف عليه، غالبًا لن تتذكر اسمه.. ستسأله: ( فينك يا أستاذ؟).. ولن يملك إجابة. قال إحسان إنه لا يعمل، لا هو ولا جيله، وتراكمت عليه الديون ولا يجيد أى مهنة أخرى.. فماذا يفعل؟.

علينا أن ننظر للقضية فى الدائرة الأوسع.. هل حقا توجد مؤامرة أو حتى خطة ممنهجة كما نقرأ أحيانا لاستبعاد الكبار؟

الدراما التليفزيونية عنوانها العلمى (دراما العائلة) بعناصرها العمرية المختلفة (الابن والأب والجد). ستظل هناك مساحة للكبار، قد تتقلص ولكنها مستحيل أن تختفى، وسيظل أيضا هناك من هو مطلوب فى العمل وتنهال عليه العروض، وفى المقابل من ينظر للسماء ليلا ولا يجد أمامه لملء وقت فراغه سوى أن يَعدّ النجوم، ثم بعدها يعيد العَدّ.

الفنان عادة يطرق أولًا كل الأبواب لطلب العمل بطريقة تحفظ ماء وجهه، ويلجأ أيضا للنقابة.. قد يصمت بعدها ويجتر أحزانه، أو يفعل مثل إحسان.. ولكن ماذا بعد نهاية التصوير؟، ما الذى يضمن أن هناك عرضًا آخر؟.. ثم الأهم، ماذا عن الآخرين؟، هل يكررون نفس السيناريو؟.. وإذا نجح مرة، فهل ينجح مجددا، هل تنتهى القصة دوما بصورة تجمع بطل العمل بالفنان الذى تنكرت له الأيام؟.

ماذا عن المئات الآخرين الذين لا يجدون فرص عمل، يمارسون الفن بكل أطيافه: التصوير والمونتاج والموسيقى والمكياج والتأليف والإخراج؟!.. ستظل هناك شكوى لا تتوقف. تابعنا قبل نحو ثلاث سنوات الممثلة مها أحمد عندما أعلنت أنها طلبت من أحمد السقا أن يجد لها دورًا فى مسلسل (نسل الأغراب)، وبعدها اعتذرت لأن الدور لا يليق بها، ولم تكتف بهذا القدر بل وجهت له ومن شاركه البطولة أمير كرارة اللوم على الهواء.

الحل يجب أن يظل جماعيا، يستطيع النقيب مخاطبة شركات الإنتاج، النقابة لا تملك قطعا أن تصدر قرارات ملزمة للجميع بعدالة توزيع الأدوار، ولكنها فقط تذكّر شركات الإنتاج بعدد من الأعضاء الغائبين عن الساحة. يحكم المنظومة قانون العرض والطلب، ومن هو مطلوب الآن لن تجده بالضرورة فى الغد.. لديكم مَثَل صارخ إسماعيل ياسين، عندما اضطر لإرسال خطاب مفتوح لوزير الثقافة نهاية الستينيات يطالب بالعمل، بل كان يقول فى كل أحاديثه: يعيبون علىَّ أننى عدت لتقديم المونولوج فى شارع الهرم، ولم يسألنى أحد كيف أستطيع مواجهة متطلبات الحياة؟.. وعندما ضاقت به سبل الاستمرار فى ملاهى شارع الهرم، ذهب إلى ملاهى (شارع الحمرا) فى بيروت، لعل الجمهور يرحمه من هذا النداء الجارح بعد كل نكتة: (قديمة يا سُمعة). يستحق محمد رمضان التحية لأنه استجاب لنداء فنان كبير، ولكن ستظل المشكلة تتفاقم، جزءٌ منها سببه الكسل الذهنى، أغلب المخرجين وشركات الإنتاج يكررون الفنان الذى شاهدوه فى عمل ناجح ولا يُجهدون أنفسهم فى البحث عن آخر ابتعد عن الحلبة لأسباب خارجة عن إرادته. هل أدين فنانًا يصرخ من الألم، أم ندين الزمن الغادر الذى يدمى بأنيابه الحادة أهم صفة فى الإنسان وهى الكبرياء؟!. أستعيد بيت شعر كامل الشناوى: (أنا لا أشكو ففى الشكوى انحناء/ وأنا نبض عروقى كبرياء)!.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نبض عروقى كبرياء نبض عروقى كبرياء



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يرصد إطلاق صاروخين من شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab