مأمون الشناوى شاعر البساطة والعمق

مأمون الشناوى شاعر البساطة والعمق!

مأمون الشناوى شاعر البساطة والعمق!

 العرب اليوم -

مأمون الشناوى شاعر البساطة والعمق

بقلم: طارق الشناوي

(سنين ومرت زى الثوانى / فى حبك إنت / وإن كنت أقدر أحب تانى / أحبك إنت)، تأمل أيضًا هذه (خُد من عمرى / عمرى كله / إلا ثوانى / أشوفك فيها) أيضًا (ياللى بتسأل عن الحياة / خدها كده زى ماهى / فيها ابتسامة / وفيها آه / فيها آسية وحنية)، وأيضًا (يا عاشق الليل لسواده / فايت لمين عشق نجومه)، وأيضًا (أنا كل طريق لعيونى / علمته بذكرى معاك)، وأيضًا (أنا وانت كنا قُبل / دبلت شفايفها).

عشرات من كلمات الحب أبدعها الشاعر الكبير مأمون الشناوى الذى نحتفل بعيد ميلاده اليوم (109)، عندما تدخل إلى مغارة إبداعه، تكتشف أن من المستحيل الانتقاء بين الزمرد والياقوت والمرجان والألماس.

إنه شاعر البساطة المتناهية، والعمق المتناهى، يبعث الحياة فى كل ما هو ساكن ومألوف ومتداول، أقصد ما يبدو كذلك ظاهريًّا، فيمنحه وهجًا وألقًا، حالة متفردة فى المكتبة الغنائية، كلما عثرت على واحد من إبداعاته، تكتشف أن هناك شيئًا أبعد مما تسمعه أذناك.

فيض من الجمال يستقر فى قلبك، هل تتذكرون (الدنيا ريشة فى هوا) لسعد عبدالوهاب و(كلمنى عن بكرة) لنجاة، أنصت لما تومض به الكلمات، سترى إطلالة فيلسوف، أمسك بتلك المعانى، وعثر فى الأبجدية عن حروف ترسمها.

لدىّ الكثير أرويه عن هذا الكنز الإبداعى لمأمون الشناوى، سأكتفى هذه المرة بالعلاقة بين الشعر والدين فى هذه العائلة، التى وصل فيها الأب إلى منصب رئيس المحكمة الشرعية، بينما شقيقه اعتلى كرسى مشيخة الأزهر، لن تجد أبدًا تلك الخصومة بين الدين والفن.

كان مأمون يكتب فى نهاية الأربعينيات أشهر وأرقّ الاغانى لعبد الوهاب وفريد وفوزى وأسمهان وليلى مراد وغيرهم، بينما عمه الشيخ مأمون الشناوى، الإمام الأكبر وشيخ الجامع الأزهر، يتلقى بين الحين والآخر التهنئة من شيوخ أجلاء اختلط عليهم الاسم، كان يحرص فقط على التصحيح، مؤكدًا أنها من تأليف ابن شقيقه الذى يحمل اسمه، أبدًا لم يجرِّم أو يحرِّم هذه الأغنيات.

الشيخ مأمون الشناوى دعا للجهاد ضد الكيان الصهيونى، من فوق منبر الأزهر، مع بداية نكبة 48، لو عدت لنهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ستكتشف أن لقب شيخ كان يسبق دائمًا كبار الموسيقيين أمثال سلامة حجازى وسيد درويش وأبو العلا محمد وزكريا أحمد وصولًا إلى سيد مكاوى، والمقصود بشيخ أنه حافظ وقارئ للقرآن، عبدالوهاب والقصبجى لم يحملا لقب شيخ.

إلا أن كلًّا منهما ارتدى الزى الدينى وحفظا أجزاء من القرآن، حتى الموسيقار الكبير داود حسنى اليهودى الديانة، كان حافظًا لأجزاء من القرآن، وله قول مشهور (ستظل للأبد الموسيقى الشرقية تنبض بالحياة، طالما القرآن الكريم ينبض فى قلوب الناس).

يحاول البعض مع الأسف أن يضع المثقفين والمؤسسة الدينية فى صراع حتمى، سيد درويش كان يغنى فى مطلع القرن العشرين، بالزى الأزهرى ولم يعترض أحد، والشيخ زكريا أحمد حتى بداية الخمسينيات ارتدى العمامة والكاكولا والجبة والقفطان، ولم يعتبرها أحد إهانة لوقار الشيخ. حسمت عائلة (الشناوى) مبكرًا أى صراع يراه البعض حتميًّا بين الدين والفن، التحق الشقيقان كامل ومأمون بالدراسة الأزهرية.

ثم قفزا تباعًا من فوق السور، وانطلقا للحياة، للصحافة والشعر، وكتبا بالفصحى والعامية، جاءت الكلمات بكل أطيافها فيضًا من السماء، يتدثر بالجمال الإبداعى، يدفعنا لنقول (الله الله)!.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأمون الشناوى شاعر البساطة والعمق مأمون الشناوى شاعر البساطة والعمق



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه
 العرب اليوم - العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab