يقلم - طارق الشناوي
كثيرًا ما يعبر الفنانون عن استيائهم بسبب تدخل الصحافة والإعلام فى تفاصيل حياتهم الشخصية، وهو قطعا (كلام جميل وكلام معقول، لكن ح أقول حاجة عنه)، النجوم صاروا الآن هم الذين يقدمون للمتابعين من جمهورهم كل المستخبى، ولم تعد هناك سوق لما يعرف بصحفى (الباباراتزى)، هؤلاء الذين يتلصصون على حياة المشاهير، عدد كبير من نجومنا يلعبون حاليا هذا الدور بأنفسهم، وببساطة يعلنون كل شىء، كل منهم ينسى ما الذى كتبه وقاله عن شريك حياته قبلها بقليل، مثل يا سندى وإيدك فى ظهرى، ودائما ما يغلفون كلماتهم بوصف الطرف الآخر أنه نبع الحنان ونهر الحب وبحر الشهامة ومحيط التضحية، كل هذا يتبدد فى لحظات، ويصبح الملاك الطاهر شيطانا رجيما، لديهم دائما (وش ثان) يعلن عن نفسه فى ثوان، وبعد قليل لا يتوقفون عن اتهام الإعلام الذى يزج بأنفه فى حياتهم بلا استئذان، يعيدون للذاكرة تلك الخناقات فى حوارينا الشعبية، عندما تجد الزوج أو الزوجة يفتح الباب والشباك على مصراعيه، ويبدأ فى تجريس شريك حياته، وبالطبع يأتى رد الطرف الآخر مفحمًا وفاضحًا، والكل يتباهى أمام (أهل الحتة) بأنه الأكثر قدرة على الردح وفرش الملاية و(اللى ما يشترى يتفرج)، وهكذا فى زمن (السوشيال ميديا) صرنا نحن (أهل الحتة)، كل فنان يريد أن يكتسب بنطًا لصالحه يبدأ فى بث (الميديا) بمعلومة ينشرها على صفحته الإلكترونية، مثلما حدث مؤخرا بين الموزع الموسيقى أحمد إبراهيم، عندما كتب فى يوم المرأة العالمى تحية لزوجته الأولى وتأكد الجميع أنها لاتزال فى عصمته، مباهيًا أن أنغام لاتزال أيضًا فى عصمته، على المقابل لم تتوان أنغام فى توصيل رسالة لجمهورها العريض تؤكد أنها صاحبة القرار فى إبعاده عن حياتها، وبدأنا نسمع عن تهديد بالخلع لو لم يمتثل لتنفيذ الطلاق.
قارن الآن بما كان يحدث فى الماضى، أم كلثوم وهى تتحسب حتى من مجرد إعلان خبر زواجها من الموسيقار محمود الشريف، لأنه متزوج، وهى فى الحقيقة، كما روى لى الشريف، كانت تعلم أنه متزوج وكم أكلت (الملوخية) من يد زوجته فاطمة، لكنها أمام الرأى العام لا تستطيع سوى أن تعلن أنها لا يمكن أن تبنى سعادتها على أنقاض امرأة أخرى، وهكذا جاء خبر فسخ الخطوبة من الشريف، ليضعها فى مكانة السيدة صاحبة الموقف، طبعا أم كلثوم بعدها بسنوات قليلة تزوجت أيضا من رجل متزوج الدكتور حسن الحفناوى أستاذ الأمراض الجلدية، وظلت أم كلثوم حتى رحيلها زوجته الثانية.
الحفناوى بطبعه كان عزوفا عن التواجد بجوار أم كلثوم، حتى لا يصبح (زوج الست) لأنه يعتز بكونه الطبيب النابغ فى مجاله.
على الجانب الآخر من الواضح أن الموزع أحمد إبراهيم وجدها فرصة للتواجد الإعلامى المكثف، فهو زوج المطربة المعروفة وسوف يواصل بقوة الدفع فترة زمنية قادمة التواجد باعتباره آخر من تم طلاقه من المطربة المعروفة، حتى تكرر هى نفس السيناريو مجددا، ويصبح طليقها الأخير يحمل لقب طليقها قبل الأخير.
الصحافة معذورة لو تناولت الخاص على الملأ، لأنهم يفتحون الشباك على مصراعيه 24 ساعة يومياً!!