عود السنباطى لم يذهب روبابيكيا

عود السنباطى لم يذهب (روبابيكيا)!

عود السنباطى لم يذهب (روبابيكيا)!

 العرب اليوم -

عود السنباطى لم يذهب روبابيكيا

بقلم- طارق الشناوي

تناقلت المواقع هذا الخبر عن بيع عود الموسيقار رياض السنباطى مقابل مليون جنيه، لا ألوم الورثة، ولا أعتب على الثرى الكويتى الذى اقتنى العود، بل ربما ضمن للأجيال القادمة الاحتفاظ بأقرب شىء لقلب السنباطى، بيد أننى ألوم على الدولة مع تعاقب العهود أنها لم تفكر منذ رحيل السنباطى قبل نحو 40 عاما فى الحفاظ على مقتنياته.

ليس رياض فقط، لقد فرطنا قبلها فى فيلا أم كلثوم بعد أن تعهدت الدولة بعد رحيلها فى 3 فبراير 75 بأن تتولى شراء (الفيلا) من الورثة وتحويلها إلى متحف، ونشرت جريدة «الأهرام» الخبر فى مكان بارز، وكالعادة كلام الليل يطلع عليه النهار يسيح، وساح الكلام قبل ظهور أول شمس. عادةً، نكتفى بالهجوم على الورثة وننسى أنه دور الدولة أولًا وحتى عاشرًا، عندما أجد أن الوريث لا يعنيه سوى المكسب المادى، لا أستطيع أن ألومه، ولكن أسأل الدولة: لماذا لم تشترِ؟.

فى العالم تجد متاحف متناثرة تحمل اسم هذا الفنان الكبير أو تلك الشخصية العامة، وهذه المتاحف تُدر أرباحا، عندما رحل الموسيقار محمد عبدالوهاب عام 1991 انتظرت أن نحيل شقته بالزمالك إلى متحف، كان عبدالوهاب كائنًا (بيتوتيًا)، أغلب سهراته وبروفات أغانيه فى المنزل.. ولكن وآه من ولكن، لم نفعل شيئا رغم أن هذا المنزل كان يحوى مئات الألحان والبروفات والتسجيلات النادرة.

أكثر من ذلك فى مذكرات شمس بدران وزير (الحربية) الدفاع الأسبق، الذى رحل عن عالمنا قبل نحو عام، أشار إلى 40 لحنا بصوت عبدالوهاب سجلها فى الستينيات، وكان عبدالوهاب قد كشف عن ظروف تسجيلها فى حواره مع الشاعر فاروق جويدة، وطلب منه عدم نشره إلا بعد رحيله، الرجل القوى فى عهد عبدالناصر كان يطلب منه أن يأتى لمنزله لتسجيل الأغانى والقصائد، وبعضها كان يلحنها لأول مرة، وبالطبع لم يملك عبدالوهاب سوى الإذعان للسلطة.. وطالبت وزراء الثقافة على تعاقبهم بالتواصل مع شمس بدران أو ورثته لإعادة الألحان إلى مصر.

قبل نحو عامين، اكتشفنا أن رسائل أحمد زكى لعدد من أصدقائه صارت مشاعًا، بعد رحيل هيثم الذى كان يعيش فى شقة والده الراحل، باع شقيق أحمد من أمه (هالة فؤاد) الشقة، بينما مالك الشقة لا يدرك أهمية تلك الأوراق، ألقى بها على باب العمارة، والتقطتها زميلتنا الصحفية هانم الشربينى ونشرتها، وبعضها يحوى كلمات لا يجوز نشرها، وأيضا لا ألومها، يُحسب لها أنها على الأقل أنقذت الأوراق من الضياع.

أتذكر مثلًا شقة المخرج الكبير صلاح أبوسيف بحى عابدين، والتى عاش فيها ما يربو على 50 عامًا، ومكتب الموسيقار بليغ حمدى بحى الزمالك، الذى كان مجرد بدروم تحت الأرض مكون من طابقين بمساحة ضيقة جدا فى شارع بهجت على، إلا أنه شهد أهم ألحان رددها المصريون والعرب فى نصف القرن الأخير. أيضا الموسيقار والممثل عبدالعظيم عبدالحق أشار إلى العود الذى كان يعزف عليه ألحانه قائلا لى إنه قد اقتناه من مانع عطية الذى كان أحد (دراويش) الشيخ سيد درويش، ورحل عبدالعظيم وحيدًا، وألقى الورثة بالعود لبائع روبابيكيا.

أتذكر أيضا الملحن منير مراد، الذى كان يحتفظ بأسطوانات (سلك) لأساطين الغناء ورثها عن أبيه المطرب زكى مراد، وصارت بحوزة بائع روبابيكيا..

أشكر كل من اشترى المقتنيات، لأنه فى الحد الأدنى حافظ عليها قبل أن تُصبح (روبابيكيا)!!

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عود السنباطى لم يذهب روبابيكيا عود السنباطى لم يذهب روبابيكيا



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:23 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

السودان... تعثّر مخطط الحكومة «الموازية»

GMT 02:34 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

شهيد في قصف للاحتلال شرق رفح

GMT 16:22 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

حصيلة ضحايا الحرب على غزة تتجاوز 160 ألف شهيد ومصاب

GMT 10:14 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

الكشف عن البرومو الأول لبرنامج رامز جلال

GMT 02:32 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

انفجارات تهز مدينة أوديسا جنوبي أوكرانيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab