الصقر واليمامة

الصقر واليمامة

الصقر واليمامة

 العرب اليوم -

الصقر واليمامة

بقلم - طارق الشناوي

فى الحياة مواقف تخضع فيها للقلب ولا تسمع أبدًا لصوت العقل، عندما تشاهد صقرًا ينهش يمامة، هل تسأل نفسك مثلًا: هل أغضبت اليمامة الصقر؟ هل أزعجه صوت هديلها، أو قض مضجعه ذبذبات رفرفة جناحيها؟ ربما دون أن تقصد مست له على طرف! بالمناسبة ممكن طبعًا أن تكون قد أغضبته بتصرف ما مقصود أو غير مقصود، إلا أنه فى النهاية صقر يستطيع فى لحظات أن يلتهمها.

أتصور أن أغلب شعوب الأرض مهما قرأت من تهديدات تواجه روسيا وخوفها من حصار (الناتو)، لن تقنعه هذه المبررات، سيظل الصقر وقطرات دماء الضحية بين مخالبه هى الصورة الثابتة التى لا تغادرنا، القوة العسكرية الروسية فى العدد والعدة، تستحوذ على المشهد كله.

العالم صمت، واكتفى بفيضان من الدموع، البعض كان يتصور أن الحرب العالمية الثالثة على الأبواب، ما حلم به البعض متصورًا أن أمريكا والدول الأوروبية سوف تنزل الحلبة لإجبار بوتين على التراجع غير وارد على الإطلاق، إنها الحرب بأسلحة أخرى، وهو بالضبط ما نتابعه الآن، وأهمها سلاح الحصار، والذى يعنى خنق الصقر الروسى اقتصاديًّا بكل الوسائل، بقطع خطوط الطيران جميعها، فلا يستطيع التحرك هنا أو هناك، وفى هذه الحالة يصبح الرهان على رجل الشارع الروسى الذى سيعيش المعاناة على كل المستويات، ويبدأ الصدام الداخلى، ومهما كانت قبضة بوتين قاسية وغليظة على الشعب، فلا يمكن تصور أن الشارع سيظل تحت السيطرة، ستجد مساحة من الغضب قابلة للازدياد تعلن عن نفسها، وبعدها تبدأ تتلاقى مع أصوات أخرى كانت تنتظر الفرصة، ليصبح هذا هو العنوان.

الصورة تبدو من الخارج أن الدول الكبرى تخلت عن مسؤوليتها ونكصت بالعهد، إلا أن الواقع يشير إلى أن سلاح المواجهة تغير، حتى لو استخدمت روسيا الأسلحة الثقيلة فى الغزو والسيطرة فإن أوروبا وأمريكا درستا الموقف تمامًا وتدركان أن الأسلحة الأخرى أشد إيلامًا، خاصة أنهما تراهنان على زعزعة الداخل، المواطن الذى يجد نفسه مجبرًا على أن يدفع الثمن، لم تكن روسيا تدافع عن أرضها حتى تضمن التعاطف، بينما الأوكرانى مهما اختلف سياسيًّا مع الحاكم، فهو يدافع فى النهاية عن أرضه.

أعلم أن العواطف لا تحكم الأمور، وأن الحق بدون قوة لا صوت له، بدليل فلسطين صاحبة الحق فى الأرض بحكم التاريخ والجغرافيا، ورغم ذلك فإن الباطل هو الذى يحكم، لأنه مدعّم بقوة عالمية ومصالح دولية تجعل إسرائيل وبقاءها وأمنها جزءًا عميقًا فى التوجه الأمريكى والأوروبى، وضمان التفوق العسكرى الإسرائيلى فى منطقة الشرق الأوسط هو الهدف الاستراتيجى الذى لا يمكن التضحية به.

ما حدث فى أوكرانيا لا يمكن تصور أن إسرائيل ستواجهه بتنويعات أخرى من القوى المحيطة بها، الحسبة سياسيًّا مختلفة تمامًا.

الصفعة الروسية لن تتكرر فى مكان آخر، نصحو مثلًا فنجد الصين وقد التهمت تايوان مستندة لحكم التاريخ، أو درءًا لتهديد أمريكى رصدته الأجهزة الصينية.

سوف تتراجع روسيا خطوات للخلف دُر؛ لأنها لن تستطيع الصمود للأبد اقتصاديًّا، قطعًا لن تعود الدنيا كما كانت الدنيا، سيظل الصقر بعد أن نهش بمخالبه أجنحة ريش اليمامة معتزًّا بقدرته على الفتك، وستظل اليمامة تتحسس الجرح، كلما أقدمت خطوة صوب (الناتو

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصقر واليمامة الصقر واليمامة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
 العرب اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab