غرفة جدرانها من المرايا

غرفة جدرانها من المرايا!

غرفة جدرانها من المرايا!

 العرب اليوم -

غرفة جدرانها من المرايا

بقلم - طارق الشناوي

هل نسأل لنعرف الإجابة، أم لدينا إجابة سابقة التجهيز، وننتظر فقط أن نسمعها من الآخرين؟
كثيراً ما يصادفني في الشارع، من يسألني والحسرة تنطق بها عيناه قبل لسانه، عن التردي الحادث في الحياة الفنية، محملاً أغاني المهرجانات ومحمد رمضان وعدداً من المسلسلات والأفلام سر كل الموبقات التي تجري في الشارع، وكأنه يعفي نفسه تماماً من أي احتمال لخطأ ما، من الممكن أن يكون قد ارتكبه.
أستمع في البداية إلى خطبة عصماء، عن زمن يصفونه بالجميل، ومن وجهة نظرهم أنه كان ناصع البياض، وأن نجومه كانوا ملائكة لا ينقصهم سوى الأجنحة، وعندما تأتي إجابتي أن الماضي مثل الحاضر به قبح وجمال، وأننا نحكم على الزمن القديم، من خلال ما تبقى في الأرشيف من أعمال فنية، وهي الرائعة سواء من الأفلام أو الأغنيات، ونغفل أنها لا تمثل أكثر من 10 في المائة فقط، بينما الباقي كان رديئاً، وهو ما نعيشه بالضبط الآن، وبعد أن أنهي إجابتي، أشعر بالخذلان في نبرة صوت السائل، ويصبح السؤال مباشرة كيف تقول ذلك يا أستاذ؟

 

لسانهم يقول رأياً، ويريدونك مجدداً أن تكرره لتسمعه آذانهم. ليست فقط تلك هي المشكلة، ولكن عقولهم في العادة لا تسمح برأي آخر، إنه الكسل، الذي أصاب عدداً كبيراً من البشر، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، كان من المفترض أن تتعدد زوايا الرؤية، ونرى الكل يعبر عن موقفه، إلا أن الحادث على أرض الواقع أن هناك «التريند» الذي يعني الإجماع. نعم في النهاية يصل أغلبهم إلى شاطئ واحد، ورأي واحد، وتلعب نظرية «الطابور» دورها، وهي أن ننتظم كلنا خلف موقف محدد، ونميل عادة لأحد اللونين، أبيض أم أسود، ولا نؤمن بأن الحياة في أغلب جوانبها رمادية.
لديكم هذا السؤال الذي احتل في الأسابيع الماضية المقدمة ولا يزال: هل بوتين مجرم حرب، أم بطل عالمي، يدافع عن الأمن القومي لروسيا، ويتصدى بشراسة، لسطوة أميركا وأوروبا على مقدرات الشعوب؟
أغلبنا لديه إجابة مطلقة؛ مجرم أم بطل، وتختفي أي مساحة رمادية، ونتهم صاحب الرأي الذي يقف في منتصف المسافة، بالهروب من الإجابة، كيف تعلي من قيمة استخدام السلاح، على حساب كل المعايير الإنسانية؟! متجاهلين أن هناك قتلى وجرحى ومشردين وضحايا بالملايين، وغلاء يضرب العالم بضراوة. ما ذنب المواطن أياً كانت جنسيته، أن يدفع ثمن تلك الحرب من دمائه وأمواله؟!
أنا أرى أن استخدام السلاح الثقافي في عقاب روسيا خطأ استراتيجي. المقاطعة، سياسية أو اقتصادية، ممكن أن أتفهمها، ولكن كيف نصل للمقاطعة الثقافية؟ تمنع المهرجانات الكبرى الفنان الروسي من الاشتراك بعمله الفني! أفهم مثلاً أن الأفلام التي تدافع عن موقف الرئيس الروسي بوتين أو تتناوله كبطل لا تعرض، ولكن كيف نطلب من قائد أوركسترا روسي يعيش في ألمانيا أن يهاجم رئيسه، حتى يواصل قيادة الأوركسترا في برلين أو ميونيخ؟! نرفض أن يستغل الحفل في الدفاع عن الاجتياح الروسي لأوكرانيا، ولكن أيضاً لا تتم مقايضته في البقاء، مقابل أن يعلن إدانته المطلقة للرئيس بوتين.
يبدو أن كلاً منا صار يعيش في غرفة متعددة المرايا، لا يرى سوى نفسه، ولا يسمع إلا صوته، ورغم ذلك بين الحين والآخر نفتح الغرفة لزائر، نريد منه أن يتحول هو أيضاً إلى مرآة إضافية، لنرى فقط أنفسنا، ونسمع فقط صوتنا!!

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غرفة جدرانها من المرايا غرفة جدرانها من المرايا



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
 العرب اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab