حرية يوسف الشريف

حرية يوسف الشريف!

حرية يوسف الشريف!

 العرب اليوم -

حرية يوسف الشريف

بقلم - طارق الشناوي

هل هناك تناقض بين الدفاع المطلق عن الحرية، وانتقاد آراء يوسف الشريف فى رفضه للتلامس أمام الكاميرا؟ يجب ملاحظة أنه يطبق تلك المعايير على الجميع وليس فقط مشاهده، غير مسموح بأن ترتدى أى فنانة فى الاستوديو ملابس غير محتشمة، الحشمة معيار زئبقى، لا يطبق على الدراما، التى تفرض قانونها على ملامح الشخصية بطريقة الأداء الصوتى والحركى والمكياج واختيار الألوان وغيرها، يوسف ليس وحده، أغلبهم ومن كل الأجيال لديهم شىء من يوسف، يطبقون معاييرهم على الجميع، المخرجون عادة يخضعون لإرادة النجوم، بعد أن صارت العصمة فى يدهم.

هل نضيق الدائرة فقط على يوسف الشريف أم نفتح (البرجل) على اتساعه؟ من تناولوا تلك القضية يميلون إلى تضييق (البرجل) لنرى فقط يوسف الشريف على أساس أنه الأكثر راديكالية وتطرفا فى معياره الصارم، هل تتذكرون مثلا المشاهد العاطفية الأخيرة لأحمد السقا ومحمد رمضان وأمير كرارة وغيرهم، ستجدون أنهم أيضا متحفظون، لا يعلنونها مباشرة، مشاهد العنف والتعاطى يقدمها النجم وهو مطمئن فاتحا البرجل على آخره، إلا أنه ينتفض مذعورا أمام المشاهد العاطفية، هل نجمات هذا الجيل ليس لديهن تحفظات؟ أغلبهن مثل يوسف أيضا يعلنون مجموعة من اللاءات قبل التوقيع على العقد، للمجتمع أدواته فى التعبير عن الرضا والغضب، هناك ولا شك إشارات بالقبول يتلقاها بين الحين والآخر النجوم والنجمات تدفعهم لمواصلة طريق التحفظ.

ماذا عن الحرية؟ لم أختلف مع يوسف على حقه فى الاختيار، ولكن مرجعيته فى الاختيار، فهو يرتكن لمعيار أخلاقى، بينما الفن وإن كان لا يتعارض مع الأخلاق، إلا أنه لا يقيم بها، ما هى مرجعيتنا فى تقدير شدة الزلزال، أليس مقياس (ريختر)؟، لم نلجأ مثلا لتقدير درجة حرارة الزلزال بمقياس (فهرنهيت)، ولكن معدل الاهتزاز بمقياس (ريختر)، مثلا عندما يقول شاعر فى أغنية (يا بنت اللذينة أو اللئيمة أو الإيه) كلها مفردات (أبيحة) إلا أنها فى سياقها الشعرى تقيم بمعيار أدبى وليس أخلاقيا.

يوسف فى اختيار أدواره حر قطعا، مثلا فنان لا يقدم دور سكير أو عربيد، هو لا يرى نفسه قادرا على التعبير، ولكنه لا يرفضها من منظور أخلاقى أو دينى (تفرق كتير).

استخدام سلاح الأخلاق فى الدفاع أو الهجوم على العمل الفنى يضرب الإبداع فى مقتل، ما نتعامل معه بمرونة فى لحظة سنصطدم به لا محالة فى توقيت آخر، جاء وقت على الإعلام المصرى وبدأ الرقيب يحذف الرقص من أفلامنا القديمة بحجة أنه رمز للخلاعة، وتدخل المقص أكثر من مرة لمصادرة مقاطع من الأغنيات مثل (بمبى) لسعاد حسنى (بوسة ونغمض ويالله نلقى حتى الضلمة بمبى)، أو (أول مرة) لعبد الحليم حافظ، (لسه شفايفى شايلة سلامك شايلة أمارة حبك ليه)، صحيح أن صوت العقل استيقظ، وأعيدت المحذوفات، ولكن ما أدراكم أن هذا الصوت لن ينتقض فى أى لحظة مجددا ويحطم تراثنا الفنى، خاصة وأن التربة مواتية.

لم يكن أبدا الخلاف مع يوسف يقع فى إطار الحرية ولكن المرجعية، (تفرق كتير)!!.

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرية يوسف الشريف حرية يوسف الشريف



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:01 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

كويكب مخيف... وكوكب خائف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab