بقلم -طارق الشناوي
تصدرت مذيعتا ماسبيرو لأول مرة (السوشيال ميديا) مع اختلاف الموقف، لينا شاكر وهى حليقة الرأس بسبب تعاطيها علاج (الكيمو ثيرابى)، وأميمة تمام مذيعة نشرة الأخبار، حيث كانت تُمسك المرآة وتضع (الروج) فى لقطة لم يكن مقدرًا أن يراها أحد سوى فريق العمل فى الاستوديو.
لينا أعرفها قبل نحو ربع قرن، منذ بدايتها مع الإعلامية الكبيرة سلمى الشماع فى قناة (المنوعات) كانت واحدة بين أكثر من مشروع نجمة اختارتهن سلمى بين عشرات الوجوه، سلمى لا تشترط فقط جمال الوجه أو الحضور، ولكنها تضع رقم واحد الشخصية وتميزها، وهكذا كانت لدينا أكثر من مذيعة بسمة ونجلاء بدر وشيرين الطحان سرعان ما تنبهت الدراما إليهن، ولا أنسى خالد أبوالنجا ومراد مكرم اللذين حققا نجاحًا استثنائيًا فى التمثيل، وهناك من أكملت المشوار كمذيعة بنجاح مثل إنجى على، وغيرهم ممن لا تتسع المساحة لذكرهم، كانت لينا شاكر بين هؤلاء تمثل الجدية، وهو ما دفع سلمى لأن تختار لها مناقشة القضايا الفنية. تضاءل بعد سنوات حضور قناة (المنوعات) وغادرتها سلمى لمواقع أخرى، وأصبحت بالصدفة أتابعها، كان التليفزيون وقتها بإمكانيات محدودة يملك مساحات كبيرة من الجذب، لا أنكر قطعًا أن الفضائيات تنفق بسخاء على برامج المنوعات، إلا أن هناك شيئًا ما أكبر من الإمكانيات أدى لتراجع (ماسبيرو) وبات حضوره باهتًا، ظلت لينا شاكر فى ذاكرتى مذيعة تحتل مساحة كبيرة من الاحترام، حتى رأيت الصورة وهى حليقة الرأس، وتأكدنا أنها ستدخل المعركة وإن شاء الله ستنتصر، بكل ما تحمله من إرادة، وما تحمله قلوب الناس من حب، وكما طالبها عمرو أديب عبر برنامجه بأن تعاود تقديم برامجها وبدون باروكة، فأنا أراها فعلًا فكرة تستحق التنفيذ الفورى، شاهدنا كيف أن شريف مدكور انتصر على المرض ببسالة وقدم برنامجه ويحظى بأعلى درجات المشاهدة.
على الجانب الآخر، جاءت صورة أميمة تمام ممسكة بأصبع (روج)، المرأة لا تضع المكياج فى مكان عام، فما بالكم أمام الكاميرا، فاتها أن فى مقدمة النشرة اللقطة مثلًا مزدوجة مع زميلتها، اعتقدت أن اللقطة فقط للزميلة، والخطأ وارد قطعًا، ولكن يتم التسامح معه، بعض أفلامنا التاريخية التى تجرى أحداثها قبل الميلاد، وحصدت جوائز عالمية، اكتشفنا بقدر من التدقيق أن البطل يرتدى تيشيرت (أديداس)، احتل خطأ إنسانى قبل نحو أسبوعين (التريند)، مذيعة أمريكية بسبب الاحتراز تقدم النشرة الجوية من منزلها، زحف رضيعها إليها ودخل الكادر، حملته وأكملت النشرة، لو أنك نحيت مشاعر الأمومة جانبًا من المعادلة، فهو قطعا خطأ، ولكن الناس فى كل الدنيا تعاطفت معه، وأثنت على المذيعة، بينما هذه المرة نالت أميمة جرعات مكثفة من السخرية، أغلب المذيعات فى الاستراحة الإعلانية يمنحون كل الوقت المتاح للماكيير الذى يبدأ فى إصلاح ما أفسدته الإضاءة، خطأ وارد لا يستحق كل هذه الضجة، لا تنسَ أن العقاب القاسى جاء فى نفس اللحظة عندما شاهدها الملايين على (السوشيال ميديا)، درس لكل مذيعة ألا تأمن كثيرًا وهى على الهواء من كاميرا لاتزال مثبتة عليها. عاد (ماسبيرو) لصدارة المشهد، أتمنى فى المرات القادمة أن تأتى الصدارة ونحن نرى لينا شاكر فى برنامجها تعود لجمهورها تستمد منه طاقة الحب والمقاومة، وأميمة تمام وقد أنهت وضع (الروج) وعاودت بكل رصانة قراءة النشرة!!.