يا رايح على صحراء سينا

يا رايح على صحراء سينا!

يا رايح على صحراء سينا!

 العرب اليوم -

يا رايح على صحراء سينا

يقلم - طارق الشناوي

عادت لنا (يا رايح على صحراء سينا/ سلم على جيشنا اللى حامينا) انتقلت بعد أكثر من ربع قرن من الأرشيف إلى الحياة، الأغنية ابنة هزيمة 67، سجلتها ليلى مرد في الفترة الزمنية أعقاب انسحاب القوات المسلحة وبداية حرب الاستنزاف، كان الحزن والسواد يلون معالم الوطن، إلا أنها جاءت ومضة من نور، (الله يا سلام على فرحتنا بالنصر وطرد عدوتنا/ ونهارك تقابلك أمتنا بالبوس والأفراح والزينة). ويواصل (إحنا ولاد عمك وإخواتك/ وقلوبنا هي ثكناتك) الكلمات تقرأ القادم وتتغنى بالنصر، الذي يلوح من بعيد، مفردات رائعة من فتحى قورة يكفى هذا التشبيه (ثكانتك) الذي أخذ تلك الكلمة العسكرية القُح ليجعلها مقترنة بالقلب، قال عن فتحى قورة الكاتب الكبير يحيى حقى على سبيل الإعجاب (بهلوان الوزن والقافية)، حيث كان يتنقل بسهولة بين الأوزان والقوافى، بينما منير مرد، شقيق ليلى مراد، وتوأم فتحى قورة الفنى، الملحن المظلوم حيا وميتا، صاحب أخف دم نغمة موسيقية عرفتها الأذن الشرقية، في هذا اللحن استطاع أن يقدم جملة موسيقية جادة في بنائها وتحمل في نفس الوقت مذاقا شعبيا، توجتها ليلى مراد بومضة النور في صوتها، رددت في البداية الكلمات بشاعرية ورهافة حس، وكأنها تمهد لهذا الزواج الأبدى بين الكلمة والنغمة.

أين كان هذا الكنز؟ ستكتشف أننا أكثر أمة في العالم لديها تراث فنى وأدبى، ولكننا أكثر دولة في العالم لا تعرف كيف تضمن له الحياة.

الأمر ليس مجرد أغنية وطنية تضاف للرصيد، ولكنها واحدة من أيقونات الغناء الوطنى، وكما أن لدينا ثلث آثار العالم ولا نستفيد من تلك المنحة التي وهبها الله لأرض المحروسة، فهذا هو حالنا أيضا مع الغناء والموسيقى والإبداع، وكم بح صوتى مطالبا الإذاعة، وخاصة محطة الأغانى الرسمية، بشىء من الجهد لاكتشاف الكنوز، التي يحويها رصيدنا الإذاعى على مدى يقترب من مائة عام، نعم توجد أعمال نفقت بسبب الإهمال، وأخرى سرقت، ورغم ذلك فما تبقى مدهش ومثير، ومن يدخل مغارة (ماسبيرو) متسلحا بالشغف سيعود ولديه أطنان من الزمرد والياقوت والمرجان.

ليلى ومنير حدوتة مصرية خالصة لا تخضع للمزايدة، بالمناسبة المصرية لا تعنى أبدا الديانة، الانتماء للوطن هو فقط المعيار، هل ظل منير وليلى يهوديين في ضمير البعض؟ نعم، الخطاب السياسى الرسمى الذي كان يصدره جمال عبدالناصر يخلط فيه بين الإسرائيلى واليهودى، أكد هذا الخلط، والغريب نظرا لمصداقية عبدالناصر فإنه لا يزال مؤثرا. حكى لى الناقد الفنى الراحل محمد سعيد أنه كان في زيارة لمنير مراد فتعمد أن يقدم له بطاقته الشخصية التي تشير في خيانة الديانة إلى أنه مسلم.

عند رحيل ليلى مراد ولأنها أرادت ألا يقام لها عزاء، حرص ابناها أشرف وجيه أباظة وزكى فطين عبدالوهاب، ألا يجرحا رغبتها، وشيع الجثمان في هدوء من مسجد السيدة نفيسة طبقا لوصيتها، بينما المتربصون من أصحاب الخيال المريض لم يشف غليلهم سوى طرح شائعة تؤكد أنها وارت التراب طبقا للشعيرة اليهودية. ليلى مراد أيقونة مصرية لا يزال عطرها يفوح في الوجدان الجمعى وهى تردد (وقلوبنا هي ثكانتك)!!.

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا رايح على صحراء سينا يا رايح على صحراء سينا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab