محررة المرأة عدوة المرأة

محررة المرأة... عدوة المرأة!

محررة المرأة... عدوة المرأة!

 العرب اليوم -

محررة المرأة عدوة المرأة

بقلم - طارق الشناوي

نستسلم للحكاية الشائعة والصفات المعلبة جاهزة التحضير التى توارثناها جيلاً بعد جيل، وهكذا مثلا نتحدث بكل فخر عن السيدة هدى شعراوى محررة المرأة التى طالبت، مطلع القرن الماضى، بالمساواة بين الجنسين، وكلما قررنا أن نضرب مثلا بأهم النساء فى تاريخ الأمة يصعد اسمها فى المقدمة، وعندما نسخر من الإعلام الذى يهتم بتقديم حياة الفنانين والراقصات وريا وسكينة يسألون بكل الثقة: وأين من كل ذلك هدى شعراوى؟.

السيدة العظيمة عندما اكتشفت أن ابنها الثرى الوسيم، محمد بك شعراوى، وقع فى غرام المطربة الحسناء فاطمة سرى، قررت إفساد تلك العلاقة بكل الطرق غير المشروعة مثل التهديد بحرمان ابنها من الميراث، وتقديم رشوة مالية لفاطمة، بينما اشترطت فاطمة على محمد بك ألا يمس شعرة منها إلا بعد أن يعقد قرانه على سُنة الله ورسوله، ورضخ طبعا العاشق الولهان، فجن جنون السيدة التى تهتف صباح مساء بالمساواة بين الجنسين، وعندما أيقنت فاطمة أنها حامل كتب لها ورقة أخرى يؤكد لكل الجهات المعنية أن الجنين هو ابن شرعى له، فقررت هدى أن تأتى برجل يعقد قرانه عليها بتاريخ يسبق الإنجاب بعام لتحمل الطفلة اسمه، ورفضت فاطمة كل المساومات، وأكدت المحكمة أن الطفلة شرعية، وتفجرت شظايا قنبلة الانتقام بداخل محررة المرأة لتستحوذ على حفيدتها الطفلة وتحرم الأم من رؤيتها، وأقامت دعوى ثانية تحول بينها وبين أطفالها الآخرين بحجة أنها غير مؤهلة لرعايتهم.

تلك هى الحقائق المسكوت عنها، أشارت إليها مؤخرًا صفحة (كنوز) التى يشرف عليها الكاتب والناقد والشاعر الكبير عاطف النمر فى جريدة (الأخبار)، إنها وثائق صحفية لا تحتمل التشكيك.

النظرى غير العملى، وكثر يملأون أسماعنا وعيوننا بالحديث عن الشرف والنزاهة، وعندما صارت الدفاتر دفاترهم انقلبوا على كل ما قدموه من وعود، هل نظل على نفس العهد بهم، أم أن من واجبنا فضحهم وأن ننزع عن الحقيقة أوراق السوليفان. لدينا خط فاصل بين الفنان وإبداعه، ولا نخلط الأمور بين الخاص والعام، لا نتحدث عن جانب شخصى، ولكن عن سلوك مشين، أقدمت عليه مصلحة اجتماعية، وفى تلك الحالة تذوب المسافة بين الخاص والعام، من حق الكاتب أو الشاعر أن يقدم عملا إبداعيا ينتصر فيه لأشياء هو لا يطبقها على نفسه عمليا، لا توجد مشكلة مثلا عندما تغنى شادية (القلب يحب مرة مايحبش مرتين) ولا نسأل كيف وهى قد أحبت وتزوجت أكثر من مرة، تلك حياتها الخاصة، بينما هدى شعراوى كانت فى طليعة ثورة 19 وأول رئيسة للاتحاد النسائى المصرى، وشاركت فى إنشاء (مبرة محمد على) لمساعدة المرضى الفقراء وأقامت جمعية الرقى الأدبى، ومثلت المرأة المصرية هى ونبوية موسى وسيزا نبراوى فى العديد من المؤتمرات العلمية ووصلت إلى موقع نائبة رئيس الاتحاد النسائى العالمى.

قُدمت حياة هدى شعراوى فى مسلسل (مصر الجديدة)، ومن المفارقات أن السيدة سوزان مبارك اعترضت على الاسم الأول للمسلسل (هدى شعراوى) فهى لا تطيق لأى سيدة أخرى أن يذكر اسمها إعلاميا فتم تغيير العنوان، وأفاض المسلسل فى كل التفاصيل، وتجنب ذكر أهم حقيقة، أن محررة المرأة هى أكثر امرأة فى الدنيا أهانت المرأة!!

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محررة المرأة عدوة المرأة محررة المرأة عدوة المرأة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه
 العرب اليوم - العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab