«الملحد» الذى لم يشاهده أحد

«الملحد».. الذى لم يشاهده أحد!

«الملحد».. الذى لم يشاهده أحد!

 العرب اليوم -

«الملحد» الذى لم يشاهده أحد

بقلم: طارق الشناوي

لو تخيلت مثلًا أن أفيش فيلم (الملحد) مكتوب عليه تأليف دكتور مصطفى محمود بدلًا من إبراهيم عيسى.. هل تتوقع إثارة أى جدل؟.

أكيد سيحظى هذا (الأفيش) برضاء وقبول الجميع، ولن يثير حفيظة أحد، نستطيع أن نرى عمق الحكاية فى انطباع مسبق عند البعض بأن إبراهيم سيقدم وجهة نظر تتعارض مع ما استقروا عليه.

الفيلم استمر فى جدل رقابى على مدى ثلاث سنوات، ومؤكد أنه بعد كل تلك المناقشات والمواءمات، أسفر عن شريط سينمائى مصنوع طبقًا لما تريده بالضبط الرقابة، وتحديدًا لما تراه المؤسسة الدينية، حتى هذه اللحظة لم يشاهد كل مَن تحدث عن فيلم «الملحد» الفيلم، حتى مَن طالبوا بالمقاطعة، لم يدَّعِ أحد منهم مشاهدته، ولكن على طريقة (أخذًا بالأحوط)، نحن نتعجل إصدار الأحكام، وننسى أن الحكم لا يجوز إلا بعد المشاهدة، وإلا أصبحنا جميعًا (شاهد ما شافش حاجة).

الفيلم يقدم جدلًا فكريًّا كما رأينا فى (البرومو) بين مسلم متطرف (محمود حميدة) وابنه الملحد (أحمد حاتم)، لم ندْرِ قطعًا إلى أين تنتهى الأحداث، إلا أنك لو تأملت الحكاية بكل أبعادها، فسوف تكتشف أن من المستحيل أن تسمح الرقابة بفيلم يروج مثلًا للإلحاد، آخر ما يمكن أن توافق عليه هو أن تقدم وجهة نظر الملحد، ومن المستحيل أن تتبناها.. البعض يعيد إلى الأذهان موقف الممثل الشاب الراحل مصطفى درويش عندما اعتذر عن عدم تصوير دوره فى الفيلم لأنه كان يخشى أن يرتكب معصية، ومصطفى قطعًا من بين عدد كبير من الفنانين لديهم (ترمومتر) مباشر فى المقياس الفنى، ومن الواضح أنه كان يخشى أن يشارك فى فيلم يتناقض مع الدين، إلا أن هذا قطعًا لا يعنى أن الفيلم يتناقض مع الدين.

لا يزال البعض يستغل (السوشيال ميديا) فى التنفيس عن إحباطاته، من خلال توجيه ضرباته التى يحركها الحقد، ولا أستبعد أن هناك من (أهل الكار) مَن يسعى لإشعال الحرائق ضد مَن يخالفونهم الرأى، مستغلين تلك الحالة الضبابية لعمل فنى لم يشاهده أحد.. يكثر قطعًا الجدل فى العديد من المواقع، كلٌّ يقرؤها بوجهة نظره، لا أحد من الممكن أن يشتط به الخيال إلى درجة تصور أن الرقابة توافق على تقديم فيلم يعمل على زعزعة الإيمان بالله.

فى العالم توجد نسبة معتبرة من الملحدين، يمارسون حياتهم وهم لا ينتمون إلى أى دين، والعمل الفنى من حقه أن يقدم وجهة نظرهم، لكن «التبنى والترويج» مستحيل أن نوجهها إلى عمل فى حالة تشابك مع الرقابة.

المؤكد طبقًا للمعايير الرقابية المتعارف عليها أن المشاهد التى قد تحمل، أكرر قد تحمل، أو قد يفسرها البعض على هذا النحو، مؤكد سيتم حذفها. أفلام إبراهيم عيسى السابقة مثل (الضيف) و(صاحب المقام) تحاول أن تقترب من تلك المناطق الشائكة، إلا أنها فى نهاية الأمر لا تتجاوز سقف المسموح.

هل هذا الجدل لصالح الفيلم؟. قطعًا نعم، هل يلعب دورًا فى تحفيز الجمهور للمشاهدة؟. جمهور السينما المصرية لا تعنيه هذه المشاحنات الفكرية فى كثير أو قليل، يذهب للسينما من أجل إراحة ذهنه، وليس تشغيله، سوف ينتظر فقط المتعة والترفيه، إذا لم يتمكن الشريط من تحقيق ذلك، فسوف يضن بثمن التذكرة على (الملحد).

علينا ان ننتظر ١٤ أغسطس القادم عند العرض الجماهيرى، وبعدها يحق لنا جميعًا أن ندلى بدلونا، فقط بعد المشاهدة!!.

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الملحد» الذى لم يشاهده أحد «الملحد» الذى لم يشاهده أحد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab