بقلم - طارق الشناوي
أشهر إيفيه عرف به الناس شعبان عبد الرحيم (إيييه) جاء بالصدفة، أثناء تسجيل أشهر وأهم أغانيه التى رددناها جميعا (بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى) تعود شعبولا فى البروفات أن يصطحب معه شاعره الملاكى (إسلام خليل) ليلاحقه بالكلمات، ولهذا بين الحين والآخر يقول له إيه (يقصد يقول إيه)، وأثناء المونتاج، قرروا أن يتركوها، وجدوها ممكن تعلق مع الناس، رغم أننا كنا فى زمن ما قبل (التريند)، فصارت بالفعل علامة مميزة له، وشعبان كان يغنى لكل الأحداث السياسية والوطنية بل والشخصية فى زمن مبارك وأغلبها مفردات غريبة عليه فكانت تهرب منه الكلمات، ولهذا ظلت (إيييه) حاضرة فى كل أغنياته، يسجلها ويبقى عليها.
أتصور أن (حمو بيكا) والذى تراجعت كثيرا شعبيته هذا العام، مع تصدر حسن شاكوش (الليلة) بمجرد أن أطلق مع عمر كمال (بنت الجيران)، يحاول بيكا جس النبض بتصدير تلك اللقطة، هى واقعة حدثت قطعا عفوية وبدون ترتيب منه ولا ممن معه ولكن نقلها ع (السوشيال ميديا) جاء وفقا للاتفاق مع تلك المجموعة.
الأيام أثبتت وأنا أتتبع مطربى المهرجانات أنهم ليسوا عشوائيين على طول الخط، جزء مما يمارسونه وينشرونه للناس يدخل فى إطار تسعير وتسويق تلك العشوائية حتى تحقق لهم الرواج، سبقتهم فيفى عبده التى بدأت عفوية تقول ما يعن لها ثم تمادت فى ألفاظها ووصلنا إلى حافة (الردح).
كان أحمد عدوية لا يقرأ ولا يكتب مثل نحو 30% من المصريين، وأحيانا يجد صعوبة فى حفظ المفردات الجديدة، وأتذكر أنه كانت لديه مشكلة فى حفظ الأغنية الرائعة التى كتبها حسن أبوعتمان (زحمة يادنيا زحمة) فكتب له ملحن الأغنية هانى شنودة الكلمات فقال له أنا لا أقرأ، فطلب منه شنودة أن يستعين بسكرتيره الخاص الذى كان يصاحبه فى الاستوديو فقال له: (أنا مجنون أجيب سكرتير يقرا ويكتب عشان يشتغلنى)!!.
أولاد البلد لهم عالمهم وأفكارهم وهم فى العادة يشتغلوننا، شاهدت مثلا شاكوش بعد أزمة أغانى المهرجانات ومع زيادة حدة الأصوات التى تعالت فى نقابة الموسيقيين بالغضب والمنع بينما هو يحرص فى العديد من البرامج على تقديم أغنيات هانى شاكر القديمة حتى تصل إليه الرسالة بأنه الأستاذ والأب الملهم، وتهدأ مساحات الغضب، وسوف تلاحظ أن موقف نقابة الموسيقيين (زجزاجي) فى التعامل مع مطربى المهرجانات، يتأرجح ما بين التقنين والمصادرة عملا بقاعدة (الخيار والفاقوس)، يوافقون على مطرب ويرفضون آخر (حبة فوق وحبتين تحت).
هل يعود حمو بيكا مجددا للمقدمة؟ اللى اتكسر من مطربى المهرجانات عادة لا ينصلح حاله، مرتبطون بوهج لحظى، إنه النجاح على طريقة (عود الكبريت) الذى يشتعل مرة واحدة وهم أيضا يشتعلون بأغنية واحدة، مثل على حميدة بأغنية (لولاكى) رددناها له فى نهاية الثمانينيات وكسرت الدنيا، حتى إنهم أعدوا مشروع فيلم (لولاكى) تشاركه سعاد حسنى البطولة، تأخر تنفيذ الفيلم، كانت أسهم حميدة فى هبوط، وأسندوا البطولة لمعالى زايد ولم يشعر أحد بعدها بالمطرب الذى توقف عند حاجز (لولاكى).
(باتون باليه) إلعب غيرها!!