يسألون عن مكانهم على الخريطة

يسألون عن مكانهم على الخريطة

يسألون عن مكانهم على الخريطة

 العرب اليوم -

يسألون عن مكانهم على الخريطة

بقلم - طارق الشناوي

أتابع على (الميديا) شكوى وأنينًا يصل عند البعض إلى استجداء فرص العمل، وفى مختلف المجالات: التمثيل والتأليف والإخراج والتصوير والغناء والتلحين والعزف وتقديم البرامج.. وغيرها. والسؤال: أين أنا الآن على الخريطة؟.. ولم يعد الأمر لمجرد التواجد، لأن بداخلهم إحساسا إبداعيا ينتظرون أن يخرج للناس، مع الأسف ينتقلون إلى نقطة شائكة، وهى الحديث عن (لقمة العيش) ومصاريف مدارس الأبناء.

لا أتمنى أن نصل أبدًا فى المجال الإبداعى إلى العمل من أجل (قوت يومنا).. على النقابات الفنية دور أساسى، العمل أولًا على تهيئة المناخ الصحى لانتعاش واتساع الحياة الفنية حتى تضمن أن تصبح مظلة للجميع، ثانيًا ضمان الرعاية المادية للأعضاء، صناديق النقابات الثلاثة تعانى خاصة بعد (كورونا).

باتت الآن الفرصة مواتية لكى تتم زيادة نسبة الخصم من الأجور المليونية التى يتقاضها الكبار لتوجه تحت بند الرعاية الاجتماعية، كما أن على النقابات دفع كبار النجوم بين الحين والأخر للمشاركة فى حفلات تذهب حصيلتها لرعاية زملائهم، مثلا حفل يحييه محمد منير أو عمرو دياب أو تامر حسنى أو شيرين ويقدم فقراته كريم عبدالعزيز وأحمد عز وهند صبرى، ومن الممكن أن يتخلله اسكتش فكاهى لأحمد حلمى وآخر لأحمد مكى.. هذه الحصيلة سوف تذهب من الفنانين لدعم الفنانين، بدلا مما نراه من تبديد للطاقة وضياع للوقت فى مطاردة مطربى المهرجانات، مثلما حدث طوال السنوات الأخيرة فى نقابة الموسيقيين، بينما لو أقام هؤلاء المطاردون حفلا تذهب حصيلته لنقابة الموسيقيين لساهموا فى تخفيف معاناة مئات من الزملاء.

دعونا ننتقل بعيدا عن لقمة العيش، يظل السؤال: لماذا يغيب البعض عن الحضور لأسباب متعددة؟، لو قلنا مثلا إن المنتج (صاد) يرفض تواجد الفنان (سين) لأسباب ليست لها علاقة بالفن، يبقى السؤال: وهل لا توجد شركات إنتاج أخرى؟، قد تضيق الفرص المتاحة، إلا أن هناك مساحة للتواجد، لديك باب مفتوح وآخر موارب.. فإذا أغلقوا أمامك الأول فاطرق الثانى.. على الفنان أن يصبح دائما فى حالة يقظة، عندما يشعر بتضاؤل الطلب، عليه أن ينحّى جانبا الإحساس بنظرية المؤامرة.

لو اقتنع بتلك النظرية، فهذا يعنى الرضا الكامل عن النفس، لن يكتشف أبدا أى ملامح للضعف، الفنان حتى يواصل الاستمرار عليه أن يتابع الآخرين، ويلتقط الأسباب، ويعرف لماذا هم مطلوبون، بينما خفت الطلب على (محموله)، كما أنه سيلاحظ أن العيون فى الشارع والتى كانت تبتهج بمجرد رؤيته، صارت أساسا نادرا ما تلحظ وجوده.

هناك إرهاصات على الفنان الذكى أن يلتقطها، لديكم مثلا منيرة المهدية التى حملت لقب (سلطانة الطرب) بدأ نجمها يأفل فى منتصف العشرينيات من القرن الماضى، وعندما رحلت عن الدنيا فى منتصف الستينيات، لم يمش فى جنازتها سوى خمسة أفراد، بينهم مسؤول النقابة للرعاية الاجتماعية لدفع تكاليف الجنازة.

منيرة لم تلتقط المتغيرات فى الحياة الفنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لم يكن السبب أبدا بزوغ نجومية أم كلثوم كما اعتقدت منيرة، وردد البعض أيضا ذلك بعدها، والدليل أنه بعد انطلاق أم كلثوم، لمعت أسمهان، ثم ليلى مراد، وحققتا نجاحا طاغيا، وظلت أم كلثوم (الألفة).

قراءة الحياة بكل أبعادها هى التى تضمن نجاح الفنان واستمراره.. نعم، البعض حتى يريح ويستريح يردد: (الدنيا إذا أقبلت باض الحمام على الوتد / وإذا أدبرت بال الحمار على الأسد).

إذا حدث وفعلها الحمار، تأكد أن المشكلة فى الأسد!!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يسألون عن مكانهم على الخريطة يسألون عن مكانهم على الخريطة



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

قربى البوادي

GMT 12:49 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

حورية فرغلي تلحق قطار دراما رمضان بصعوبة

GMT 10:17 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

لعن الله العربشة والمتعربشين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab