كلام ربنا أم كلام المخرج

كلام ربنا أم كلام المخرج؟

كلام ربنا أم كلام المخرج؟

 العرب اليوم -

كلام ربنا أم كلام المخرج

بقلم: طارق الشناوي

هل ينقصنا واعظ دينى؟، لا أتصور لدينا منهم الكثير، ولهذا لا أجد أبدًا مجالًا لكى يلعب محسن محيى الدين هذا الدور مرددًا كلام واعظى (الدرجة الثالثة)، مثل إسمع كلام ربنا ولا تسمع كلام المخرج، فى احتفالية (السبوع) التى تورثناها عن الفراعنة نتبارى فى اللعب بهذه الكلمات (إسمع كلام أبوك وماتسمعش كلام أمك)، وهى مقبولة جدًا فى إطار المداعبات، ولكنها لا يمكن أن نأخذها على وجه اليقين، وندخلها فى صحيح الدين.

لو سائق الأتوبيس قالك إنزل المحطة الجاية لأنها الأقرب لميدان العتبة، هل ترفض كلامه، لأنه ليس منزلا من السماء؟، أو لو أستاذ الحساب قالك اثنين زائد ثلاثة تساوى خمسة فهل تطلب منه أن تراجع فيها المصحف الشريف أولا؟.

مثل هذه الكلمات وغيرها هى أحد مظاهر الحالة السلفية، أو بالأحرى قشور السلفية التى نراها فى الشارع، تضع على صورة وجه المرأة وردة أو تضع المرأة صورة زوجها، لأن وجه المرأة حرام، ثم تطلب منك أن تمنحها صوتك فى الانتخابات، يرفعون شعار أسلم ولا أصافح، مع الأسف باتت بعض هذه السلوكيات تجد من يحبذها فى المجتمع!.

ما الذى حدث للفنان الجميل محسن محيى الدين، زميلى أربع سنوات فى معهد السينما؟، أين راحت خفة الدم والمرونة والمداعبة؟، أين اختفى تحديدا الحضور، عندما أشاهده على الشاشة أرى شخصية أخرى غير تلك التى عرفتها، واقتربت منه ونحن على نفس (الدكة) فى المعهد.

اعتزل محسن التمثيل مع يوسف شاهين بعد زواجه من نسرين، ثم اعتزل بعدها التمثيل، ثم عاد نصف عودة وفى الفن (شر الأمور الوسط)، رجل هنا ورجل هناك، مؤكد أنه ليس زمن محسن محيى الدين، ما هو متاح أمامه الآن هو بقايا الأدوار، وكلما تقدم خطوة لم يجد لا اسمه ولا أجره فى المكانة التى يستحقها، ويعتقد أنها تليق بتاريخه.

محسن محيى الدين أكثر نجم راهن عليه بقوة يوسف شاهين بعد عمر الشريف، وعندما ابتعد وفشلت محاولات يوسف شاهين لاستعادته حاول أن يجد بديلا فى خالد النبوى (المهاجر)، ثم (المصير)، وبعدها كان على الخريطة هانى سلامة تنويعة أخرى (المصير) و(الآخر) و(سكوت ح نصور)، ثم أحمد يحيى (إسكندرية نيويورك).

ظل يوسف شاهين وحتى رحيله يبحث عن محسن، حتى إنه كانت وصيته أن يحضر وداعه بالكنيسة.

وظل محسن مبتعدًا، بداخله عدم يقين، وليس محسن فقط، هناك آخرون، لم يحددوا موقفهم الداخلى، محسن لم يستقر بعد على أن الفن حلال، لديه نداء يقول له لا تقربوا الشبهات، والتمثيل كحد أدنى (من الشبهات)، عندما أرى محسن على الشاشة يؤدى دورا أو فى لقاء أجد فقط نصف محسن حاضرا، يشغله البحث عن إجابة، هل ما أفعله حلال أم أنها المعصية؟.

لماذا أودع الله فى عدد استثنائى من البشر الموهبة، هو الذى منح كل هذا الوميض والسحر لبيتهوفن وأم كلثوم وفيروز وبيكاسو وسيد درويش ويوسف وهبى ونجيب الريحانى وهيتشكوك وشكسبير وجبران ونجيب محفوظ، وغيرهم من أجل أن يمتعوا بها البشر، فهل يحرم بعد ذلك ممارسة الفن؟.

حاول إخوان (الشر)- فى العام الذى حكموا فيه الوطن- أن يتركوا بصمتهم على كل شىء، حتى فى الباليه كانوا يبحثون عن (باليه شرعى)، دائما يتوقون للمنطقة الرمادية، لا هو حرام بيّن ولا حلال بيّن.

صديقى العزيز محسن، يقول نزار قبانى (لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار)، ولا توجد فى الفن منطقة وسطى، إما أنك تمنحه نفسك أو ستظل على الشاشة نصف محسن محيى الدين، نصف حضور ونصف غياب!!

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلام ربنا أم كلام المخرج كلام ربنا أم كلام المخرج



ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:52 2025 السبت ,26 إبريل / نيسان

قادة العالم يشاركون في جنازة البابا فرنسيس
 العرب اليوم - قادة العالم يشاركون في جنازة البابا فرنسيس

GMT 08:58 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

هزتان ارضيتان تضربان تركيا بقوة 4.5 و4.6 درجات

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 19:24 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

البابا فرنسيس والسلام مع الإسلام

GMT 11:58 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 6 درجات يضرب إسطنبول

GMT 16:05 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

أنوشكا تتقدّم ببلاغ ضد شخص ينتحل شخصيتها

GMT 16:10 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

كريم فهمي يفجّر مفاجأة عن ياسمين عبد العزيز

GMT 17:42 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

سر الرواس

GMT 16:07 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

أحمد فهمي يكشف الاختلاف بينه وبين شقيقه كريم

GMT 19:26 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

مواعيد إغلاق المقاهى.. بلا تطبيق

GMT 19:23 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

الإحساس في كلام عبّاس

GMT 19:24 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

المطلوب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab