جثث الموتى وأجساد الأحياء

جثث الموتى وأجساد الأحياء!!

جثث الموتى وأجساد الأحياء!!

 العرب اليوم -

جثث الموتى وأجساد الأحياء

بقلم - طارق الشناوي

(واجعل الموت راحة لنا من كل شر)، دعاء من حديث رسول الله، الموت راحة وليس عقابا، وفى كل الأديان ستعثر على نفس المعنى، بينما على (السوشيال ميديا) ستجد أن رجاء الجداوى كان مصيرها الموت، لأنها مارست رذيلة الفن وسينال الموت قريبا جدا كل من حضر جنازتها أو صلى على جثمانها أو كتب كلمة إيجابية فى حقها.

لا أميل مثلما يفعل قطاع عريض من الكتاب إلى تبسيط الأمور، وننعتهم جميعا بالإخوان، نعم بينهم إخوان، ولكن علينا أن ندرك أيضا أن فى مجتمعنا من لا يزال يحرم الفن ويعتبر المرأة عورة إذا استمع إلى صوتها أو شاهد أخمص قدمها.

النظرة الإيجابية للفن فى العقود الأخيرة تضاءلت كثيرا، بينما جيل الكبار ظل لهم احترامهم لأنهم احترموا أنفسهم وفنهم.

المجتمع فى العشرين عاما الأخيرة انتقل 180 درجة، صار يصدر مباشرة أحكاما أخلاقية على الفنان، النجمة تحظى بمكانتها ليس على أدائها للدور، ولكن لأنها ترفض مشاهد يطلقون عليها جريئة، وترفض أيضا ارتداء ملابس تحمل نفس التوصيف، الجرأة صفة حميدة بيد أنها صارت عنوانا للخروج عن الآداب، هل راجعتم مثلا حوار فريد شوقى مع الإعلامية الكبيرة ليلى رستم فى مطلع السبعينيات، سألته ليلى هل تتناول الكحوليات؟ أجابها نعم ولكن ليس فى أوقات العمل، أنا أذهب للاستديو فى كامل لياقتى الذهنية، فريد كان يدرك أن المجتمع يحاسبه فقط على أدائه للدور وليس على ممارساته الشخصية.

عندما ذهب فريد للمستشفى عام 98 كانت تحوطه دعوات الناس، وبعد رحيله، لا يزال عشاق فريد من كل المحافظات المصرية يذهبون كل يوم جمعة للصلاة فى الجامع الذى أطلقوا عليه اسمه وكأنه أحد أولياء الله الصالحين.

لم ينكر فنان شيئا فعله فى حياته أو تبرأت فنانة من مشهد أو فستان ارتدته، وراجعوا مواقف الفنانة الكبيرة شادية، ارتدت الحجاب واعتزلت الفن ولم تصدر منها كلمة واحدة تنتقص من رصيدها الفنى أو تسقط بعضه، مثلما فعلت مثلا سهير رمزى بعد الحجاب فأعلنت ندمها على نصف ما قدمته من أفلام وتحديدا أشهر وأهم أدوارها (المذنبون) بل ندمت على حصولها على جائزة عن هذا الدور.

الفنانون صدروا للناس- أو للدقة قطاع منهم- لعب هذا الدور فى رواج تلك الصورة الذهنية المتدنية التى صارت لصيقة بعدد منهم، مثلا النجم يوسف الشريف الذى تابعناه وهو يتباهى بأنه يكتب فى عقوده شروطا تتضمن عدم الاقتراب النسائى منه، كما أن عادل إمام أعلنها صريحة باعتباره ابن بلد شهما وشجاعا ويقبل كل النجمات على شفاههن ويركل كل النجمات على مؤخراتهن، ويسمح لابنه محمد بمواصلة طريق الأب فى التقبيل والركل، إلا أنه لا يسمح أبدا بذلك لابنته ولهذا لم يحبذ دخولها للوسط الفنى، حتى لا يقبلها أحد أمام الكاميرا.

جزء من الفنانين يفعل ذلك لاكتساب رضا قطاع من المجتمع، وبرغم كل تلك الأسباب فإن منسوب الكراهية والتنمر فاق كل التوقعات. وفى وداع الفنانة الراقية والإنسانة المبدعة رجاء الجداوى شاهدنا كيف أنهم يمثلون بجثث الموتى ويهتكون أعراض الأحياء!!.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جثث الموتى وأجساد الأحياء جثث الموتى وأجساد الأحياء



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab