ولا تنابزوا بالجنازات

ولا تنابزوا بالجنازات

ولا تنابزوا بالجنازات

 العرب اليوم -

ولا تنابزوا بالجنازات

يقلم - طارق الشناوي

(قل لى كم جنازة حضرتها؟ أقل لك من أنت.).. كان هذا هو رد أشرف زكى على المطرب الشعبى سعد الصغير الذى شارك فى جنازة الفنان الكبير حسن حسنى، بينما غاب العديد من النجوم من تلاميذه، وعندما وجد (الصغير) كاميرا فى مدافن الأسرة أحالها إلى فرصة لا تعوض، للمسارعة بتوجيه الاتهام للجميع.

أشرف كتركيبة نفسية لديه فيض من الثبات الانفعالى، فلماذا فقده هذه المرة، واستشاط غضبًا، وأصبح المقياس لديه فى الحكم على الإنسان (عدد الجنازات التى حضرها)، بدلا من أن يسأل عن الإنجازات التى حققها.

بالمناسبة أشرف لا يشارك فى العزاء أو فى الذهاب للمستشفيات فقط بصفته فقط نقيبا، أتذكر فى المرحلة الزمنية بعد ثورة 25 يناير عندما كان بعيدا عن كرسى النقابة، وليس منوطًا به أى واجبات اجتماعية، كنت أجده يسارع بتقديم العزاء لأسرة المتوفى، حتى لو لم يكن عضوا بالنقابة التى ينتمى إليها.

الصحافة فى العادة عند التغطية ترصد حركة النجوم، وتتابع الدموع لو وجدتها، وأحاديث (الموبايل) لو تورط أى منهم فى الرد، وفى أحيان كثيرة تسارع بتقديم إجابات عشوائية، لمجرد أنها ينبغى أن تتقدم بإجابة. أتذكر فى جنازة فاتن حمامة نشروا صورة لرجل عجوز يبكى فى المسجد، أمام النعش، على اعتبار أنه زوج فاتن أستاذ الأشعة الكبير د. محمد عبدالوهاب. كنت على علاقة طيبة بالطبيب الكبير الراحل، وتعجبت لتلك الجرأة، وتناقلت كل المواقع نفس الخبر، ولا تزال صورته باكيًا تحتل نفس المساحة باعتباره زوج فاتن، فلا أحد يعنيه التكذيب، وعندما لم يجدوا عمر الشريف فى الجنازة، نشروا على لسانه تلك الإجابة (لم أحضر لأنى أخشى الزحام)، بينما عندما رحل عمر الشريف بعد فاتن ببضعة أشهر، صرح ابنه طارق بأنه بسبب (ألزهايمر) لم يكن يدرى أبدا أن فاتن قد رحلت، وكثيرا ما كان يسأله فى أيامه الأخيرة عنها.

صارت الكاميرا بكل جرأة تقتحم الخصوصية فى الجنازة والصيوان، بدون أى اعتبار لمشاعر أهل المتوفى، ولا لحرمة الموت، كثيرا ما تابعنا تراشقات لفظية وجسدية داخل الجامع، بينما عدد من الزملاء يتسابقون للحصول على صورة الفنان فى الكفن.

النجم الذى لا يحضر صار عليه أن يتقدم بشهادة مرضية لتوضيح سبب الغياب، وهكذا قرأت مثلا أن أحد تلاميذ حسن حسنى وهو يقسم ع المصحف، بأنه ركب مؤخرا دعامة فى قلبه، وصار ممنوعا من مغادرة المنزل، ونجما ثانيا يؤكد أنه كان فى طريقه للحضور وفوجئ بتغيير مكان الجنازة، وثالثا أقسم أيمانات مغلظة بأنه لم يعرف أساسا الخبر.

لا يوجد ما يبرر البحث عن مبرر، لا أحد من حقه التفتيش عن النوايا، ليس معنى ذلك أن الوسط الفنى هو عنوان الوفاء، مع الأسف الوفاء صار سلعة نادرة فى المجتمع بكل أطيافه، أغلبنا صار مشغولا بمعاركه الشخصية، الموت تحول إلى مجرد خبر، ومن أول السطر، ليعود بعدها الجميع لاستكمال الصراع، وكأن الموت كأس قد توقفت عن الدوران، بعد أن ارتشف القطرة الأخيرة منه الراحل العزيز!!

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولا تنابزوا بالجنازات ولا تنابزوا بالجنازات



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
 العرب اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025
 العرب اليوم - الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab