ما بُني على باطل ليس بالضرورة باطلاً

ما بُني على باطل... ليس بالضرورة باطلاً!

ما بُني على باطل... ليس بالضرورة باطلاً!

 العرب اليوم -

ما بُني على باطل ليس بالضرورة باطلاً

بقلم -طارق الشناوي

القاعدة القانونية المستقرة في كل الدساتير، (ما بني على باطل فهو باطل)، إلا أن الحياة تدفعنا أحياناً، لإعادة النظر في العديد من الثوابت.
نجم الكوميديا إسماعيل ياسين انتقل مطلع الثلاثينات، من مسقط رأسه مدينة (السويس) إلى (القاهرة) بعد أن سرق من جدته ستة جنيهات، في البداية حاول أن يحصل منها على هذا القرض بالتراضي، لكنها رفضت، وبدأ يراقبها، فاكتشف أنها تُخفي نقودها داخل مرتبة السرير، تنزع الخيط وتضع الجنيهات في القطن ثم تعيد الحياكة، وهو ما فعله بالضبط، وبدأ مشواره في القاهرة بتلك الجنيهات، وعندما نفدت أمواله، كان ينام في مسجد (السيدة زينب) من بعد صلاة العشاء وحتى الفجر، ثم منعوا المبيت في الجامع، صار يبدأ نومه بعد الفجر وحتى صلاة العشاء!! إسماعيل بعد أن حقق النجاح أعاد المبلغ عشرة أضعاف، ولكن تبقى نقطة البداية أنه سطا على أموال جدته!
قال لي الموسيقار كمال الطويل إنه وجد لجنة الاستماع بالإذاعة المصرية تتعنَّت في الموافقة على اعتماد صوت عبد الحليم، لأن أحد أعضاء اللجنة لديه صديق يريد اعتماده، والطويل لم يقتنع أبداً بهذا الصوت، وهو على المقابل، يصرُّ على رفض اعتماد عبد الحليم.
قرر الطويل أن يلجأ لقانون المقايضة (سيب وأنا أسيب)، قال لي كنت موقناً إن المطرب الآخر لن يستطيع إكمال الطريق، ولولا تلك الحيلة لتأخرت بدايات عبد الحليم، وفي ذلك الزمن مطلع الخمسينات، لم يكن متاحاً أمام المطربين سوى وسيلة واحدة للوصول إلى الناس وهي الإذاعة المصرية الرسمية.
وننتقل خمسة وعشرين عاماً إلى نهاية السبعينات وتحديداً مدينة (لندن)، التقى المخرج الكبير صلاح أبو سيف مع المخرج الشاب محمد خان، كان خان في تلك السنوات يهوى السينما، ويعمل بمهن حرة مثل بيع الملابس، اقترح عليه أبو سيف أن يشتركا في محل لبيع الأطعمة المصرية الشعبية، كُثرٌ في الغربة، لديهم حنين لا ينقطع لتناول الأكلات الشعبية مثل الفول والكشري و(الطعمية) الفلافل، وأطلق على المحل اسم (الأسطى حسن) وهو أحد أشهر أفلامه التي أخرجها في الخمسينات بطولة فريد شوقي وهدى سلطان، أثناء إعداد كل التفاصيل تلقى خان عرضاً من القاهرة لتنفيذ فيلمه الروائي الأول (ضربة شمس)، فاضطر أن يبلغ أبو سيف على غير الحقيقة، أن معوقات إدارية حالت دون استكمال المشروع، وبرغم ذلك كلما كان يلتقي أبو سيف مع خان في الاستوديو، كان يداعبه قائلاً: (مش الطعمية كانت ح تكسبنا أكتر يا خان).
أما آخر حكاية أرويها لكم فهي باطل لم يكتمل، كان أحمد الحفناوي عازف الكمان الأول بفرقة أم كلثوم، وأيضاً صديقها الأقرب، وفي الوقت نفسه صديقاً شخصياً للموسيقار محمود الشريف، ويعلم أن (الست) تخشى الغناء من تلحين الشريف، حتى لا تجدد الصحافة الحديث عن علاقة الحب والخطوبة التي أعلنت عام 1946 قبل أن تصرح أم كلثوم بفسخها، كثيراً ما كان يُسمع الشريف الحفناوي ألحانه قبل تقديمها للناس، واحد من تلك الألحان وجد الحفناوي أنَّ أم كلثوم هي خير من تؤديه، واتفق معه أنه سيقدم لها اللحن من دون الإشارة إلى اسمه، وبعد أن تُثني عليه سيخبرها أنه للشريف، فلن تتراجع وقتها عن غنائه، وافق الشريف في البداية، إلا أنه قبل التنفيذ بساعات قليلة طلب منه أن يحتفظ باللحن قائلاً: (ما بني على باطل فهو باطل)!

 
arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بُني على باطل ليس بالضرورة باطلاً ما بُني على باطل ليس بالضرورة باطلاً



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab