43 يومًا كشفتنا رجاء الجداوى عبرت للشاطئ للآخر

43 يومًا كشفتنا.. رجاء الجداوى عبرت للشاطئ للآخر

43 يومًا كشفتنا.. رجاء الجداوى عبرت للشاطئ للآخر

 العرب اليوم -

43 يومًا كشفتنا رجاء الجداوى عبرت للشاطئ للآخر

بقلم - طارق الشناوي

الميلاد فى مدينة الإسماعيلية، الرحيل بعد نحو 82 عاما بمستشفى العزل بالإسماعيلية، وهكذا اكتمل القوسلم يكن خبر الرحيل مفاجأة لأحد، كل ما كان يصدر عن المستشفى أو يصل إلينا عبر المواقع لم يحمل سوى هذا الإحساس بالاقتراب من حافة النهاية، أتصور أن رجاء أيقنت أنها المحطة الأخيرة فى قطار الحياة، لم يتمكن حتى أقرب الناس إليها من زيارتها، ولكنى موقن من أنها كانت فى أحلامها تلتقى بمن ينتظرونها هناك، خالتها وأمها الثانية تحية كاريوكا فى اللحظات الأخيرة عندما زرتها- قبل نحو 20 عاما فى المستشفى- كانت تتحدث معى عن لقائها اليومى مع نجيب الريحانى وسليمان نجيب ورشدى أباظة، قطعت تحية الخط الفاصل بين العالمين وصارت معنا بالجسد فقط بينما كانت هناك، رجاء فى أيامها الأخيرة أتصورها كانت تلتقى مع تحية كاريوكا ورفاقها الذين كانوا يترقبون وصولها، من اقتربوا من تلك اللحظة ثم عادوا للحياة يتذكرون حكايات مماثلة، يشعرون بأن الحياة الحقيقية لم تبدأ بعد، وأن كل ما سبق ذلك مجرد بروفة.

أيام المرض كشفت الكثير، 43 يوما كنا نرى فيها أنفسنا، كثيرا ما تعرضت رجاء فى حياتها للتنمر، وهى تحتفل بوصولها للثمانين ونشرت صورة عيد الميلاد وجدت من يسأل (معقول إنت لسه عايشة؟!)، العديد من المرات كانت تقرأ الخبر يتكرر بمعدل مرتين فى الأسبوع (رحيل رجاء الجداوى)، تقبلت الأمر باعتباره دعاية ثقيلة، ولم تتوقف تلك الضربات حتى دخولها للمستشفى والحالة متأخرة بعد أن وصل الفيروس للرئتين، ظلوا يوجهون إليها الطعنات يقولون لماذا رجاء هى التى تعالج؟ ولا يكتفون بهذا القدر، ولكن الدعاء بالرحيل صار هو العنوان المتكرر على صفحاتهم الإلكترونية!!.

كارهو الفن، وهم ليسوا بالضرورة إخوان، هم مثلهم فى تحريم الأغنية والمسلسل والفيلم والنكتة والبهجة والمرأة وكل مظاهر الجمال، علينا ألا نكتفى باعتبارهم إخوانا، بعضهم يكره الإخوان ويتفق معهم فى محاربة الفن، وهو ما يضعنا أمام مسؤوليتنا فى دراسة تلك الحالة التى ليست وليدة هذه الأيام ولكن تراكم عدة عقود زمنية.

من لديهم غضب فى حياتهم من أى قصور يعيشونه يجدونها فرصة لضرب الفنانين، وهو ما يفسر لك زيادة مساحات التنمر فى الأعوام الأخيرة ضد الفنانين، ويبقى الجهة التى تستطيع أن توظف كل شىء لصالحهم أنهم ولا شك الإخوان، فهم الأكثر دراية وخبرة فى التعامل (افتراضيا) مع غير المنتمين لهم حزبيا أو عقائديا وينتشر الذباب الإلكترونى ليملأ الفضاء.

رجاء تحملت كل ذلك ولم تفقد أبدا قدرتها على التسامح حتى مع من سخروا منها، وكتبوا على صفحاتهم (نكتفى بهذا القدر)، هذه السيدة الرائعة تمنح الكثير لكل من يعرفها أو لا يعرفها، كونت فريقا قبل أكثر من ربع قرن مع ميرفت أمين ودلال عبد العزيز ينتقلون من مستشفى لمستشفى لزيارة المرضى وتقوية مناعتهم، يبثون طاقة إيجابية، بدون إعلان، أتحداك لو وجدت أى إشارة لتلك الزيارات.

كثيرة هى الإنجازات التى حققتها، يكفى أنها منحت قيمة أدبية للمانيكان، كانت أم كلثوم تحرص على متابعتها، لتأكيد مكانتها الاجتماعية، هذه المهنة كانت مستهجنة فى المجتمع المصرى، وفى إطارها الدلالى تعنى الغواية، رجاء أعادت لها الانضباط، صارت مصر فى الستينيات تحترم (المانيكان) وتقدرها، فهى تمثل فى الضمير الجمعى قمة الشياكة والأنوثة والجمال والرقى، حتى بعد أن ازداد وزنها لم تفقد أبدا أناقتها وحضورها، ظلت فى الاستوديو وحتى اللحظة الأخيرة تنهى مشاهدها فى مسلسل (لعبة النسيان)، هل سنعيد قراءة الـ43 يوما لنرى أنفسنا ونبدأ فورا العلاج. غادرتنا رجاء بعد أن أشارت إلى عمق المرض الذى يسكننا، مع الأسف تعايشنا معه ولا ندرى أننا نحمل فيروسا مدمرا لكل مظاهر الحياة!!

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

43 يومًا كشفتنا رجاء الجداوى عبرت للشاطئ للآخر 43 يومًا كشفتنا رجاء الجداوى عبرت للشاطئ للآخر



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab