منير مراد مذاق الفاكهة وسحر الفكاهة

منير مراد مذاق الفاكهة وسحر الفكاهة

منير مراد مذاق الفاكهة وسحر الفكاهة

 العرب اليوم -

منير مراد مذاق الفاكهة وسحر الفكاهة

بقلم -طارق الشناوي

التقيت مرة واحدة الموسيقار الكبير منير مراد الذى مرت ذكراه أمس، بعدها بأيام رحل عن عالمنا، وتصادف أنه كان يفصله 11 يومًا فقط عن رحيل الرئيس أنور السادات، فلم يمنحه الإعلام الاهتمام اللائق، كانت مصر تتحسس اسم الرئيس القادم بعد 6 أكتوبر 1981، ذهبت لوداعه فى جامع عمر مكرم، بين عدد قليل جدا من الذين يعرفون قدره. لا أتذكر أننى رأيت منير مراد فى لقاء تليفزيونى، ولو كان قد حدث فإن هناك من مسح هذا التسجيل، ما أتذكره أنه صحبنى إلى غرفة صغيرة بمنزله وأشار إلى أسطوانات (سلك) قبل اختراع الأسطوانة التقليدية، وقال لى هذه تحف يتمنى أن تحافظ عليها الدولة، مع الأسف هذا التراث النادر كان مصيره مثل عشرات غيره عند بائع (روبابيكيا) يبيعه بالكيلو. أتذكر تسجيلًا إذاعيًّا لا يُنسى، جمعه مع عبدالحليم وشقيقته ليلى مراد، منير يُمسك بالعود وليلى تغنى (ليه خلتنى أحبك) و(سنتين وأنا أحايل فيك)، وأظنه كان لقاء أقرب للصلح بين عبدالحليم وليلى بعد أن أخذ منها عبدالحليم أغنية (تخونوه)، التى لحنها بليغ قبل أن تسجلها على أسطوانة، فكانت واحدة من أغنيات فيلم (الوسادة الخالية) وهذه قصة أخرى.

منير حالة إبداعية متكاملة يرقص ويغنى ويمثل. الجزء العميق فى تلك الموهبة والمصدر الأساسى لهذا الإبداع أنه ملحن عبقرى امتلك من الأنغام كل الأطياف وكأنه (قوس قزح).

لمنير مراد تسجيل نادر يدل على قدرة استثنائية على تقمص روح الآخرين، اسكتش غنائى اسمه (هنا القاهرة) يقلد فيه المطربين أمثال عبدالوهاب وعبدالمطلب وليلى مراد وغيرهم، وهو الأكثر تداولًا، إلا أن الأكثر إبداعًا، عندما أمسك بالعود وتخيل كيف يلحن (لا مش أنا اللى أبكى) لـ محمد عبدالوهاب، أما فريد الأطرش وكمال الطويل والسنباطى والموجى فتقمصهم موسيقيًّا.

منير صاحب أكثر النغمات مشاغبة وشبابية فى تاريخنا الغنائى (وحياة قلبى وأفراحه)، هل ننسى كيف استغل منير كل الأصوات فى مشهد داخل فيلم (يوم من عمرى) عبدالسلام النابلسى وسهير البابلى والثلاثى المرح وحتى المزمار الشعبى كان بطلا، والحصان كان يرقص مثلنا على الإيقاع فى (ضحك ولعب وجد وحب)؟!

بدأ المشوار نهاية الأربعينيات مع شادية، وإذا كان الموسيقار محمد فوزى أطلقها والموسيقار محمود الشريف هو العمق الاستراتيجى لصوتها، فإن منير هو توءمها الروحى، منذ أن قدم لها (واحد اتنين واحد اتنين)، ومضات صوت شادية تتفتح على الجمل الموسيقية لمنير مراد، إنها لا تغنى بل تضىء فى قلوبنا فيضانًا من البهجة (يا دنيا زوقوكى بالعز والهنا)، ( دور عليه دور)، (سونة يا سنسن).

كيف كان يرى شريفة فاضل بنت البلد الجدعة الفهلوية (حارة السقايين)، وبذكاء أعادت نانسى عجرم غناءها قبل خمسة عشر عامًا فساهمت فى شهرتها.

منير مراد غزيرالنغمات قادر على أن يصنع الثوب اللائق بالصوت والنغمة (علمنى الحب) لـ صباح و(ابعد عن الحب) لـ عادل مأمون، و(من يوميها) لـ وردة، وكانت أم كلثوم تستعد لتقديم عدد من الأغانى القصيرة المرحة له، وودعتنا قبل استكمال المشروع. إنه المظلوم الأول والموهوب الأول فى حياتنا الموسيقية!

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منير مراد مذاق الفاكهة وسحر الفكاهة منير مراد مذاق الفاكهة وسحر الفكاهة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab