بقلم - طارق الشناوي
هل المسافة شاسعة بين ما أعلنه يوسف الشريف فى لقائه مع الإعلامى الدؤوب رامى رضوان عبر (دى إم سى)، وما يمارسه بالفعل أغلب نجوم الشاشة؟.. لا أتصور سوى أن الفارق فقط فى الدرجة.
يوسف أكثر مباشرة وصراحة، لأنه يكتبها مباشرة فى العقد، فهو يصر على توفر منطقة احترازية آمنة بينه وبين من تشاركه البطولة، تلك المسافة سابقة على (كورونا) بنحو 13 عاما، بعد فيلمه (هى فوضى) ليوسف شاهين وخالد يوسف.
دعنا نتذكر مثلا أفلام ومسلسلات أغلب نجومنا ونجماتنا، ألا يحرصون هم أيضا على التباعد العاطفى!!.
أتابع يوسف منذ بداياته قبل 16 عاما فى فيلم (سبع ورقات كوتشينة) إخراج شريف صبرى مع روبى، لم أقتنع به كممثل قادر على التنوع، ولكن الأمانة الصحفية تفرض أن أذكر فى نفس الجملة أن له جمهورا يصدقه ويبحث عن أعماله.
نجم تليفزيونى ضمن مجموعة قليلة جدا أطلق عليهم (نجوم المشروع)، أى أن العمل الفنى يصنع من أجلهم، هؤلاء هم الذين يرسمون معالم خارطة الطريق دراميا، يكفى حماسهم لعمل فنى ليتم إنتاجه وتذلل أمامه كل العقبات، يختارون فريق العمل، وفى الاستديو لا صوت يعلو على صوتهم، كل التفاصيل تبدأ وتنتهى إليهم.
جمهور يوسف الحقيقى تعثر عليه بنسبة أكبر فى التليفزيون فهو أكثر تحفظا من جمهور السينما، آخر أفلام يوسف (بنى آدم) عرض قبل عامين، ولم يحقق النجاح لا تجاريا أو فنيا.
تعاملنا مع تصريح يوسف الأخير، وكأنه يفجر مفاجأة، رغم أننا رأيناه مطبقا بحذافيره على الشاشة، يستوقفنى بعض ما يكتبه على صفحته ويتم تداوله، عندما عرض مسلسله قبل الأخير، طلب من الجمهور أن يذهب للصلاة ولا يشاهد المسلسل، لو كان يرى أن العمل الفنى يلهى الجمهور عن ممارسة الشعائر الدينية، فلماذا يوافق أساسا على أن يقدم للناس ما يحول بينهم وبين ذكر الله؟.
النجم يأخذ صلاحياته من خلال قدرته على التسويق، ويوسف بهذا المقياس، ورقة لها اعتبارها، مثلا حنان ترك كانت تفرض قانون الحجاب على كل المسلسلات والأفلام التى لعبت بطولتها، الكل كان يدرك أنه يقدم مسلسلا بشروط حنان، وكانت هى صاحبة قرار الاعتزال، ظلت مطلوبة بشروطها حتى ودعت بمحض إرادتها الشاشتين، شروط حجاب حنان تشبه بالضبط الشروط الاحترازية ليوسف، علينا التعامل مع جمهور يقبل أشياء تخاصم الفن، ويقدم إشارات مباشرة لهذا الفنان تقول له (برافو) وتدعوه للاستمرار على نفس النهج.
هل الفنان الذى يضع على مشاعره، كل هذه المحاذير يستطيع الإبداع؟.
الفنان قبل أن يقف أمام الكاميرا، يمتلك إحساسا يكسر كل القيود، وإذا صادر بداخله شحنة الحرية، فكيف نقتنع به على الشاشة، هل الجمهور يلعب دورا لتصديق الفنان بمقياس آخر غير الإبداع؟.. كثير من العوامل الأخرى تلعب دور البطولة، وهى التى دفعت يوسف إلى تلك المكانة الخاصة، تطبيق معايير دينية وأخلاقية على الشريط الفنى، بقدر ما تضرب الإبداع فى مقتل، إلا أنها قد تلعب دور البطولة فى نفس اللحظة للدفع به لمقدمة (الكادر)، وتلك حكاية أخرى!!.