«الاختيار» حياة وطن
أخر الأخبار

«الاختيار» حياة وطن!

«الاختيار» حياة وطن!

 العرب اليوم -

«الاختيار» حياة وطن

يقلم - طارق الشناوي

استفتاء يومى نشاهده جميعا على الملأ يؤكد أن الشعب بكل طوائفه اختار الحياة وأسقط الإخوان نهائيا عن الحكم، درجة التماهى بين الشاشة والشارع دليل حى وملموس، لا يمكن التشكيك فى مصداقيته، يؤكد أن الكابوس قد ولى ولن يعود.

لا أستبعد، بل الصحيح هو أن أجزم، بأن أبطالنا الذين استشهدوا فى (بئر العبد) دفعوا دماءهم الطاهرة الزكية ثمنا لأن الرسالة التى حملها (الاختيار) جاءت مفحمة، فأراد الخونة الانتقام،، هم يريدون كعادتهم سرقة الفرحة.

لا تستطيع أن تفصل الحدث الساخن- الذى مر عليه نحو 8 سنوات، منذ أن تولى الإخوان الحكم، مرورا بثورة الشعب مجددا فى 30 يونيو، والتى أطاحت بهم- عن ذاكرة الناس. التاريخ يسكننا جميعا بكل تفاصيله، كان الكاتب باهر دويدار والمخرج بيتر ميمى قادرين على المزج بين الوثيقة ومقومات السرد الفنى، المسلسل يقع فى قالب (سيمى دراما)، ونسجا معا ملحمة، كل تفصيلة تؤكد أن هناك جهدا إبداعيا جماليا موازيا يفيض على الشاشة.

المعضلة فى رسم الشخصيات أن ننفذ إلى المكون النفسى، الذى دفع العشماوى مثلا إلى طريق الضلال، الكاتب لا يدين أحدا مسبقا، أحمد المنسى وهشام العشماوى ينتميان إلى المؤسسة العسكرية، واستوعبا نفس الدرس وعاشا نفس الطقوس، هناك من ضحى بروحه للوطن وهناك من خان الوطن، البطل أحمد المنسى كسر الكثير من الصورة النمطية التى تغلف السلوك العسكرى، ورأينا أمير كرارة إنسانا يبتسم ويلقى نكتة ويضحك ويحطم الحاجز بينه وبين جنوده، ابتعد تماما المسلسل عن تلك (الكليشيهات)، التى خضعت لها الكثير من الأعمال الدرامية العسكرية، لديكم مثلا عندما اجتمع أمير كرارة مع جنود الوحدة، وسألهم لماذا التحقوا بالقوات المسلحة؟ فقدموا إجابات أرشيفية على غرار حماية الوطن والتضحية والفداء، ولكنه طلب منهم الأسباب الحقيقية، وبدأ البوح، إنها لحظة فارقة جدا عندما يصل القائد مع جنوده إلى أقصى درجات الصدق.

العلاقة بينه وبين والده، أحمد فؤاد سليم، الطبيب، الذى يقترب من مشارف الموت، ومع زوجته سارة عادل، تضىء لنا مساحات لنتعرف على الإنسان، على الجانب الآخر شاهدنا هشام العشماوى، الذى أدى دوره أحمد العوضى، ليس هو الشرير فى إطاره التقليدى، ولكنه محمل بقناعات مريضة يدافع عنها، ويرى أن القتل هو الحل وأنه يطبق من وجهة نظره شرع الله، وفى طريقه بعدها إلى الجنة.

التاريخ القريب، الذى نمسكه بأيدينا ويجرى فى الشارع، هو الأصعب، فهو لا يزال يتشكل، وكل منا له إطلالته، على المخرج أن يوحد الرؤية، لا يستطيع أحد أن يتجاهل الوثيقة، بل يضعها فى سياقها، ويمنح المتلقى الحرية فى التفسير، وهو ما حققه «بيتر».

امتلك المخرج أدواته بحرفية عالية، ومنح الصورة كل نبض الحياة، وحصل من نجميه أمير كرارة وأحمد العوضى على أصدق لحظات التعبير، ومنحنا طاقة إيجابية، كانت موسيقى تامر كروان هى الومضة السحرية الشفافة، التى تدخل مباشرة إلى القلوب لتزداد قدرتنا على رؤية الحقيقة.

أصابهم المسلسل فى مقتل عندما اكتشفوا أن صناديق المشاعر صوتت، وانحازت بكل شجاعة وقناعة ولا تزال إلى (الاختيار)، وجاءت عمليتهم القذرة فى (بئر العبد) لتزداد قناعتنا بأننا حقا أصبنا (الاختيار)!!

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الاختيار» حياة وطن «الاختيار» حياة وطن



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab