الفخراني على العتبة

الفخراني على العتبة!!

الفخراني على العتبة!!

 العرب اليوم -

الفخراني على العتبة

بقلم: طارق الشناوي

قبل نحو 35 عامًا كتبت مقالًا على صفحات مجلة (روزاليوسف)، وصفت فيه يحيى الفخرانى بأنه صار طقسًا رمضانيًا، مثل العرقسوس والفانوس وطبلة المسحراتى، كان قادرًا على القفز برشاقة فوق كل الحواجز، فنان متعدد الأنغام، محطمًا كل الألغام، لم يقع أسيرًا لنجاح جماهيرى حققته شخصياته الدرامية على كثرتها وتباينها، ينسى تمامًا الدور لينتقل إلى آخر، بملامح شكلية ونفسية مغايرة.
يحيى ليس بحاجة إلى تقديم المزيد، نحن بحاجة إلى المزيد من يحيى، رصيده يكفى وزيادة ليظل فى قلب القلب. فى العقد الأخير صار يكتفى بالتواجد عامًا والغياب عامًا (يمشى على سطر ويسيب سطر)، هذه المرة امتد الغياب سطرين، وكان الترقب لعودته مضاعفًا.

يمتلك الفخرانى كل الخيوط، فهو يختار بين الأفضل، تحمس للمسلسل المأخوذ عن رواية لإبراهيم عبد المجيد، وبقدر ما تمتلك الرواية من سحر عند قراءتها، بقدر ما افتقدت السحر عندما تمت إحالتها إلى محتوى درامى.

عندما تقرأ (عتبات البهجة)، التى صارت متاحة على (النت)، تستشعر مباشرة أن النسر المحلق فى السماء بجناحين قويين، كما رسمه عبد المجيد، تحول إلى دجاجة لا تستطيع الطيران.

المخرج مجدى أبوعميرة لم يقرأ ما بين السطور، تعامل مع النص على اعتبار أن المطلوب مادة درامية جذابة، لها فقط نبض مرتبط بمشكلات هذا الزمن.

المأزق يبدأ من السيناريو الذى أشرف على صياغته د. مدحت العدل، وبرغم أننى من أكثر المدافعين عن نظام الورش، إلا أن هناك بعض حالات ليس مجالها تناحر الأفكار برؤية جماعية، تحتاج إلى حالة وجدانية خالصة يعيشها المبدع الفرد. الورشة التى قادها مدحت منحت النص مفردات عصرية، إلا أنها اغتالت السحر.

المخرج أبو عميرة بقدر ما كان موفقًا فى اختيار صديق البطل صلاح عبد الله، أخفق فى اختيار البطلة الموازية جومانة مراد، التى لعبت دور صاحبة (كشك) استأجرته من الفخرانى، قدمت دور بنت البلد من الأرشيف بفيض من المبالغات فى حركات اليدين والشفتين والحواجب والذى منه، ولم يتدخل المخرج لضبط الجرعة.

نادرًا ما كنت ألمح فى المواقف الدرامية هذا الهامش الذى أراده الكاتب الروائى، بأن الإنسان عندما تقترب الرحلة من نهايتها يكتشف أنه يقف دومًا على حافة البهجة.

ليست كل الأعمال الروائية الجيدة تصلح كما هى للدراما، بمعناها الواسع الفيلم والمسرحية، هناك جهد موازٍ يجب بذله حتى نراها مجسدة أمامنا.

لا أقصد قطعًا الالتزام الحرفى بالنص الأدبى، هذا هو بداية طريق الفشل، المطلوب خلق معادل موضوعى، حالة مرئية موازية، مثلما فعل مثلًا، قبل أكثر من 30 عامًا، الكاتب والمخرج الكبير داود عبد السيد فى رواية إبراهيم أصلان (مالك الحزين)، والتى صارت فيلم (الكيت كات)، حقق الفيلم رواجًا جماهيريًا ونقديًا، ولا يزال قادرًا على إدهاشنا، لم يستسلم داود حرفيًا لمفردات وتفاصيل أصلان، انطلق بعيدًا، ووجدنا الشيخ حسنى، البطل الضرير، الساحر خفيف الظل، برؤيته العميقة والساخرة للحياة.

لن تجد وشائج قربى مباشرة بين الرواية والفيلم، وربما هذا ما دفع داود لتغيير العنوان، إلا أن العمق ظل واحدًا.

البعض يسأل، أو بالأحرى يعاتب الفخرانى، وهذا قطعًا من حقنا عليه، فهو على الشاشة لا يزال قادرًا على سرقة القلب قبل العين، وبقدر ما كنا نشاهده متكئًا على عصاه أثناء أداء الشخصية، بقدر ما افتقدنا النص الدرامى الذى يتكئ عليه، فلم يكن الفخرانى هو الفخرانى.

كان إبراهيم عبد المجيد على الورق يرنو للسماء بجناحى نسر، بينما المخرج مجدى أبو عميرة، كما رأيته على الشاشة، لم يرفرف!!.

arabstoday

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 06:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 06:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 06:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 06:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 06:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 06:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفخراني على العتبة الفخراني على العتبة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab