فتاة الأحلام بعد فاتن وسعاد

فتاة الأحلام بعد فاتن وسعاد!

فتاة الأحلام بعد فاتن وسعاد!

 العرب اليوم -

فتاة الأحلام بعد فاتن وسعاد

بقلم: طارق الشناوي

فى منتصف الستينيات وطوال عقدى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى، كانت تتردد فى الشارع العربى بين شباب ذلك الجيل تلك المقولة (أحب سعاد حسنى وتزوج فاتن حمامة). يجمع بين فاتن وسعاد موهبة استثنائية فى التمثيل، كل منهما حققت نجاحا غير مسبوق فى مشوارها، بينما كانت فاتن تحافظ أكثر على الصورة الذهنية المثالية لدى الجمهور، وفى أغلب أدوارها كانت تغلفها بقدر من التحفظ فى التعبير، فهى نادرا ما تقدم مثلا ما نطلق عليه مشهدا حميميا، وعندما قبّلها عمر الشريف فى أول أفلامه (صراع فى الوادى) وكانت لا تزال متزوجة من المخرج عز الدين ذوالفقار، طلبت الطلاق وتزوجت عمر.

كانت سعاد حسنى على الجانب الآخر تعيش الحياة والسينما بحرية أكثر، ولا تلقى بالا بما تفرضه واجبات النجومية ولا تحفظات قطاع من المجتمع.

سعاد أكثر جرأة فى التعبير عن الأنوثة من فاتن، بينما فاتن تميل فى اختياراتها لتبنى القضية الفكرية التى تعيشها المرأة مثل (الباب المفتوح) و(أريد حلا) و(ليلة القبض على فاطمة).. وغيرها، وهذا هو بالضبط ما منحها مساحة أكبر فى الانحياز لمناصرة المرأة فى مواقفها الاجتماعية.. فاتن أكثر تحفظا وأقل جرأة فنية.

سعاد كانت فتاة أحلام الجيل، لأنها صدرت له الأنوثة، والذروة هى (خلى بالك من زوزو) عام ١٩٧٢، النجاح الجماهيرى الطاغى لهذا الفيلم أسفر عن أزمة عاشتها سعاد، كأنها كانت تتمنى أن يتوقف بها الزمن عند محطة (زوزو)، كانت سعاد وقتها قد أكملت الثلاثين من عمرها، واعتلت الذروة الجماهيرية. قدمت أفلاما هامة بعدها، لكنها لم تتجاوز أبدا فى النجاح الشعبى سقف (زوزو)، حتى إنها كانت تسجل على جهاز تليفون (الانسرماشين) أغنية الفيلم الشهيرة (زوزو النوزو كونوزو)، قالت فى أحد البرامج إنها ذاقت طعم الإحساس بالجماهيرية فقط بعد (زوزو).

بين فاتن وسعاد قدرٌ من التناقض، وتحول فى توقيت ما إلى تراشق عبر الصحافة، وهو ما دفع عبدالحليم حافظ باعتباره صديقا للطرفين، لإصدار بيان أعلنه بصوته عبر إذاعة (الشرق الأوسط) فى منتصف السبعينيات، يطالبهما بتهدئة التصريحات الغاضبة، والهمز واللمز، وأكد أن كلا منهما لها مساحتها فى قلوب الناس.

هل كان هناك مشروع فنى يجمعهما؟.. قطعًا.. داعب هذا الحلم العديد من المخرجين، كانت محاولة المخرج محمد خان هى الأكثر جدية.

حكى لى خان أن الخيط الأول بدأ عندما التقى فاتن فى مهرجان (قرطاج) بتونس نهاية الثمانينيات، قال لها: ممكن تعملى فيلم مع سعاد؟ أجابت: أتمنى، فضحك قائلا (ريا وسكينة)، قالت: (ليه كده)، فقال لها (أحلام هند وكاميليا)، فى القاهرة أرسل لفاتن السيناريو، وتواصل مع سعاد، التى أبدت له سعادتها فى اللقاء أمام الكاميرا مع فاتن.

كلما حاول خان أن يجمع بينهما فى جلسة فنية للقراءة يكتشف أن إحداهما فى اللحظة الأخيرة تعتذر، أيقن بعدها من كثرة التأجيلات أنهما لا يمكن أن تلتقيا أمام الكاميرا، فأسند بطولة الفيلم إلى نجلاء فتحى وعايدة رياض.

الفارق الزمنى بين فاتن وسعاد نحو ١٢ عاما، فاتن أكبر، ولهذا كان من البديهى أن تتصارعا على عدد من المساحات الدرامية المتشابكة.. إلا أننا عادة ومع اقترابنا من نهاية المشوار، وانتفاء التنافس الحاد، نشعر برغبة فى إعلان الحقيقة، وهكذا قالت فاتن بعد رحيل سعاد عام٢٠٠١: (تمنيت أن أملك جرأة سعاد حسنى فى اختيار أدوارها).

كان الشباب قبل نصف قرن حائرين بين حب سعاد والزواج من فاتن.. الآن تعانى السينما المصرية من غياب فتاة الأحلام التى تجسد الحلم فى الحب أو الزواج!!.

arabstoday

GMT 03:37 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

مجمع اللغة العربية.. الأزمة والحل

GMT 03:33 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

المدونات الفلسفية وتأثير الفن

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

ما لا نحب أن نعرفه عن القضية الفلسطينية

GMT 03:25 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

أعظمهم... وبلا موهبة

GMT 03:20 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

سينسحب «حزب الله»

GMT 03:18 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

الهجرة... وسيلة أم غاية؟

GMT 03:15 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

السعودية تعرف طريقها المرسوم

GMT 03:12 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

حرب نتنياهو: خصوصيّات غير خاصّة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتاة الأحلام بعد فاتن وسعاد فتاة الأحلام بعد فاتن وسعاد



نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 16:44 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

قائمة تضم 14 فاكهة توفر أعلى وأقل كمية من السكر
 العرب اليوم - قائمة تضم 14 فاكهة توفر أعلى وأقل كمية من السكر

GMT 23:10 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

داليا البحيري تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - داليا البحيري تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 18:39 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

دواء للاكتئاب يقلل احتمالات زيادة الوزن

GMT 18:00 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تشيلسي يعلن رسميًا ضم مارك جويو مهاجم برشلونة

GMT 21:12 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

مطبات جوية شديدة تصيب 30 راكباً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab