بقلم - طارق الشناوي
روى لى أحمد زكى أنه فى بداية المشوار مع فرقة (الفنانين المتحدين)، مشاركا بطولة مسرحية (مدرسة المشاغبين)، ذهب مبكرا إلى المسرح، فوجد يونس شلبى يصعد إلى الواجهة ومعه جردل ليمسح اسمه لأنه كان يسبق «يونس»، فهل توافقون ببساطة على استعادة هذا المشهد؟
فجأة امتلأ (النت) بهذا السؤال، هل توافق أن يلعب محمد رمضان دور أحمد زكى؟
الحكاية بدأت فى رمضان الماضى، كان وحيد حامد قد أشار إلى محمد سامى ككاتب درامى موهوب، فى مسلسل (البرنس)، على الفور كتب «سامى» على صفحته (افرحى يا امه الأستاذ عجبه شغلى)، ثم مكالمة من «سامى»، طلب فيها من وحيد أن يكتب له حياة أحمد زكى فى مسلسل يلعب بطولته «رمضان»، أجابه وحيد بالموافقة، وفى مثل هذه الأمور، لا تتوقع إجابة أخرى.
نظريا لا أجد مشكلة فى أن يلعب «رمضان» دور أحمد زكى، خاصة أن أول إطلالة جماهيرية تليفزيونية له جاءت مع أدائه دور أحمد زكى فى مسلسل (السندريلا).
«رمضان» ممثل موهوب، يتمتع بكاريزما النجم، تختلف على عدد من اختياراته وتصريحاته، هذا موضوع آخر، ولكنه من الممكن أن يتقمص بتلقائية دور أحمد زكى، بينما عمليا من المستحيل أن يرى المسلسل النور على الأقل حاليا، عدد ضخم من معاصريه وأصدقائه بيننا، وكل منهم لديه صورة يعتقد أنها فقط المعبرة عن الحقيقة.
تخيل أن المسلسل سيتناول مواقف لكل من يسرا ورغدة ونجلاء فتحى وشيرين رضا وشريهان، كل منهن لها حكاية مع أحمد، ما الذى من الممكن أن يفعله الكاتب؟ سيسألهن، كل منهن ولاشك لها إطلالة على أحمد، ولديهن حكايات متناقضة عن أحمد، لمن ينحاز الكاتب؟ ستأتى الإجابة للحقيقة، السؤال الثانى من يملك الحقيقة؟ هل ما تروية يسرا مثلا أم رغدة هو فقط الحقيقة؟ أعتقد أن وحيد سيعتذر فى نهاية المطاف عن المشروع برمته، يعرف وحيد الكثير عن أحمد باعتباره أحد أكثر أصدقائه المقربين وشاهد عيان على سنوات الصعلكة، وكم اتفق واختلف وحيد مع أحمد.. وحيد سيعتبر البوح خيانة إنسانية، لا تغتفر، والكتمان خيانة درامية قابلة للغفران.
وحيد مشغول حاليا بكتابة الجزء الثالث من مشروعه الأثير (الجماعة)، حتى لو لم يكن مشغولا، فهو لن يكتب، ليس كل ما يعرف يقال، لديكم مثلا العلاقة الشائكة بين عادل إمام وأحمد زكى، وحيد يعلم كل تفاصيلها كصديق للطرفين، وبالتالى لا يجوز أدبيا أن يكتبها، روت لى مرة منى زكى، وكانت صديقة مقربة لأحمد، أنه اعترف لها باسم المرأة الوحيدة التى أحبها، ولكن منى قطعا لا يمكن أن تنطق بالاسم، فهو ائتمنها على سره حيا، وستظل جديرة بثقته بعد الرحيل.
محمد رمضان هو الأقرب لتجسيد أحمد زكى شكليا ووجدانيا، ومحمد سامى مخرج شاطر لديه قدرة على الوصول إلى أوسع دائرة جماهيرية، ووحيد ككاتب كبير ليس بحاجة إلى شهادتى، ولكن يبقى أن تقديم حياة أحمد زكى فى عمل درامى بقدر ما هى أمنية نبيلة، فهى أيضا وفى نفس الوقت مستحيلة.