كنت بحسبك ملوخية

كنت بحسبك ملوخية!

كنت بحسبك ملوخية!

 العرب اليوم -

كنت بحسبك ملوخية

بقلم: طارق الشناوي

فى فيلم (اللمبى) إخراج وائل إحسان، 2002، طالب أعضاء من مجلس الشعب بمصادرته، اعتبروا محمد سعد يسخر من أم كلثوم عندما أعاد تقديم أغنية (حب إيه/ إللى انت جاى/ تقول عليه)، فى مشهد داخل فرح شعبى، لم يدركوا روح الدعابة فى هذا المشهد، واضطر سعد فى عدد من أفلامه التالية لأن يضع مشهدًا يحمل تقديرًا (للست)، كما أنه قدم اعتذارًا أكثر من مرة فى البرامج التى استضافته ليؤكد اعتزازه بـ(كوكب الشرق)، وأن ما حدث خطأ غير قابل للتكرار.

كان هذا مؤشرًا واضحًا على تراجع روح الدعابة عند المصريين، رغم أن من بين ملامح تعريفهم للعالم أنهم (أولاد نكتة) يحيلون كل ما يمر بهم من ضنك إلى قفشات ضاحكة.

فى مطلع الستينيات وفى حياة أم كلثوم، غنى محمود شكوكو «مونولوج» بمجرد إذاعة (حب إيه) يقول مطلعه (حب إيه اللى انت جاى تقول عليه/ سيبك انت من الكلام ده/ وتعالى دوغرى ع البوفيه)، هل يشك أحد منكم أن أم كلثوم لو أرادت منع ليس فقط مونولوج محمود شكوكو بل شكوكو نفسه من التواجد، عبر (الميديا)، هل هناك من يجرؤ فى زمن عبدالناصر على مراجعتها؟

الكل كان يتقبل تلك المداعبات.. أكثر من ذلك، الشاعر عبدالوهاب محمد عندما كتب (حب إيه)، لم يكن لا هو ولا بليغ حمدى قد قررا منحها لأم كلثوم، الكلمات فى البداية كانت أقرب لبناء (المونولوج)، ورُشحت للغناء المونولوجست الشهيرة ثريا حلمى، ومع حماس أم كلثوم للغناء أخذت الأغنية منحى آخر، فى الكلمة واللحن. الكاتب الصحفى الكبير والزجال الراحل الأستاذ حسن إمام عمر قال لى إنه كان يكتب دائمًا على أغانى أم كلثوم كلمات ساخرة، وأحيانًا تحمل قدرًا من التجاوز.. الاتفاق بينه وبين أم كلثوم أن يُسمعها الكلمات، وألا تخرج أبدًا عن هذا النطاق، وأسمعنى بعضًا منها، وبالطبع لا يجوز نشرها؛ أولًا لأننى اتفقت معه، ثانيًا لأنه أيضًا لا يمكن تداولها على الملأ، قال لى الأستاذ حسن إن أغنية (القلب يعشق كل جميل) نظرًا لخصوصيتها الدينية هى الوحيدة التى لم يكتب عليها كلمات ساخرة.

الموسيقار محمد عبدالوهاب أيضًا كان مثل أم كلثوم لا يجد أى غضاضة فى أن يعيد مثلًا إسماعيل ياسين تقديم أغنيته العاطفية (يا وردة الحب الصافى) إلى (يا حلة العدس الدافى)، وهو ما يمكن أن تعتبره نوعًا من (البارودى) الساخر، الذى ينتقل إلى الوجه الآخر للحكاية، حتى القصائد لم تسلم من السخرية (لا تكذبى إنى رأيتكما معًا/ ودعى البكاء فلقد كرهت الأدمعا)، كلمات كامل الشناوى ولحن محمد عبدالوهاب صارت (لا تكذبى إنى رأيتكما معًا/ كنت بحسبك ملوخية/ لكن طلعتى مسقعة).

أغنية نجاة (بان عليا حبه من أول ما بان/ يا ما كنت بحلم والله بحبه من زمان)، كلمات صلاح جاهين، ولحن كمال الطويل، أعادتها سعاد مكاوى مع الاستعانة بالشاعر فتحى قورة الذى كتب بروح ساخرة (بان عليه حبه من أول ما بان/ يا ما كنت عايزة أتجوز والله من زمان)، حتى أغانينا الوطنية مثل (بلدى بلدى/ بلد الأحرار يا بلدى) كلمات مرسى جميل عزيز وتلحين كمال الطويل، صارت المقدمة الغنائية للمسلسل الساخر الذى قدم مباشرة بعد هزيمة 67، بصوت فؤاد المهندس وشويكار ويوسف وهبى، وبتوجيه من الرئيس جمال عبدالناصر للإذاعة المصرية بالترفيه عن الناس (شنبو يا شنبو/ والله ووقعت يا شنبو)!!.

arabstoday

GMT 10:33 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

تاريخ التهجير

GMT 10:30 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

الخارج على النظام

GMT 10:29 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

حملة إيرانيّة على سوريا... عبر العراق

GMT 10:27 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

توقعات الانهيار والبدائل العجيبة

GMT 10:26 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

«بونجور» ريفييرا غزة

GMT 10:25 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

إيران: الخوف والتباهي

GMT 10:24 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

بين الشماغ والكوفية

GMT 10:23 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

من التصفية إلى التهجير!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كنت بحسبك ملوخية كنت بحسبك ملوخية



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:06 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

محمد سعد يحتفل بنجاح "الدشاش" بطريقته الخاصة
 العرب اليوم - محمد سعد يحتفل بنجاح "الدشاش" بطريقته الخاصة

GMT 09:58 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

قربى البوادي

GMT 12:49 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

حورية فرغلي تلحق قطار دراما رمضان بصعوبة

GMT 10:17 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

لعن الله العربشة والمتعربشين

GMT 13:14 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

بريطانيا تطالب بضمان مستقبل الفلسطينيين في وطنهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab