البادي ليس دائماً أظلم

{البادي}... ليس دائماً أظلم!

{البادي}... ليس دائماً أظلم!

 العرب اليوم -

البادي ليس دائماً أظلم

بقلم - طارق الشناوي

نسبة كبيرة مما نراه يشغل بال قطاع عريض من الناس جاءت شرارته الأولى من (السوشيال ميديا)، فهي التي تملك حالياً الدفة، ولا بأس من أن نفتح دائماً عيوننا وعقولنا على ما يجري في ضمير الناس، الذي تعبر عنه مباشرة وبلا مكياج أو تزييف الوسائط الاجتماعية، إلا أن البأس كل البأس، عندما ننجرف مع التيار، ونفقد قدرتنا على الضبط والربط، ونشارك في معمعة الانفلات اللفظي والحركي، التي صارت هي الملمح الرئيسي لأغلب تلك المواقع، الكلمات التي كانت في الماضي تغضبنا وتثير حفيظتنا، بدت الآن أكثر من عادية، بعد أن باتت تستخدم بكثرة، توافقنا عليها فتوقفنا عن الدهشة.
الشخصيات العامة عليها واجب المسؤولية الأدبية، حتى لو كانت لا توجد عليهم بالضرورة مسؤولية قانونية.
على صفحة مطربة شهيرة، صارت واحدة من رموز الجمال في العالم أجمع، وليس فقط عالمنا العربي، قرأت تعقيبات عدد من المتنمرين والمتنمرات، الذين انهالوا عليها بكل ما أوتوا من ألفاظ خادشة وجارحة، فقررت أن تخوض المعركة بكل شراسة، ومن قذفها بكلمة ردت بعشر، ومن وجه إليها لكمة أشبعته ضرباً، حجتها أن (البادي أظلم)، وأنها ترد فقط العدوان، ولا تعتدي على أحد.
تلك هي (أُم المشاكل) الأطراف الأخرى التي تجاوزت في حقها، ستزداد عنفاً، ولديها قطعاً قاموسها الأكثر سوقية، إنها في نهاية الأمر معركة صفرية لا أحد سيكسبها، الخاسر الأكبر هو الشخصية العامة، لأن الناس ستنسب إليها الفُحش من القول.
على الجانب الآخر مثلاً رأيت بعض الفنانات يضربن المثل في الرد الهادئ، مثل سوسن بدر التي وجدت من يتمنى لها الموت، بعد أن كتبت (بوست) تترحم فيه على المخرج السوري الكبير حاتم علي، فكتبت للمتنمر: (الموت راحة للإنسان من كل شر، وليس عقاباً لأحد)، بينما النجمة الشابة يسرا اللوزي نعتها أحدهم بأنها (أم الطرشة)، فصححت له معلوماته وقالت: (اسمها ضعف السمع، وأنا فخورة بابنتي، التي علمتني الكثير، وصارت ملهمة لها).
نجحت النجمتان في كسب ود واحترام الرأي العام، بينما عدد من ممارسات بعض من الشخصيات العامة أصبحت تؤجج نيران الغضب الساكنة تحت الرماد، عندما يتابع الرأي العام البذخ المفرط، أتذكر مثلاً أن الرئيس حسني مبارك اضطر في واحد من خطاباته 2009 أن يوجه لوماً إلى ملياردير أقام فرحاً أسطورياً، بمناسبة زفافه على نجمة كبيرة، حيث كانت العديد من الطائرات الخاصة تنقل المدعوين إلى بيروت، ويعودون ومعهم هدايا نفيسة، وبعض المجلات الورقية أجلت موعد إصدارها لكي تلحق بالحدث، واحتلت صور الزفاف كل الأغلفة، واضطر رجل الأعمال بعدها لإعلان اعتذاره.
قرار تأميم الصحافة المصرية في مطلع الستينات كان السبب المباشر لسرعة اتخاذه، كما ذكر عبد الناصر، أن الصحافة صارت تهتم أكثر بالمجتمع المخملي.
المسؤولية الاجتماعية تلزم الشخصية العامة بأن تملك القدرة على ضبط النفس والثبات الانفعالي، عندما يتعرض الإنسان لضغط نفسي عليه ألا يصبح مجرد رد فعل، ولكن يظل هو الفعل، يجب أن نتعود على السباحة في بحر نظيف ولا يدفعنا أحد لبركة آسنة، (البادي ليس بالضرورة أظلم)، من يرد على الإساءة بإساءة مماثلة هو الأكثر ظلماً، لأنه يمنح التجاوز اللفظي والانفلات الحركي، التربة الصالحة لكي ينمو ويترعرع، ثم ندفع جميعاً الثمن!

 

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البادي ليس دائماً أظلم البادي ليس دائماً أظلم



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:13 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 العرب اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 05:35 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قائمة الفائزين بـ"جوائز الكرة الذهبية" 2024

GMT 01:12 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان مصطفى فهمي عن عمر يناهز الـ 82 عاما

GMT 17:23 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة

GMT 02:00 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مقترح أميركي جديد لهدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن

GMT 14:36 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يتخبّط في "أزمة حادة"

GMT 16:53 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

محمد عبده يفجّر مفاجأة لجمهوره بعد رحلة علاجه من السرطان

GMT 19:44 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إدانة خليجية جماعية للهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران

GMT 05:47 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تطلّ بالكوفية الفلسطينية في مهرجان الجونة

GMT 07:03 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طريقان لا ثالث لهما أمام إيران
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab