محمد رحيم يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

 العرب اليوم -

محمد رحيم يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع

بقلم : طارق الشناوي

 

عندما يأتى اسم محمد رحيم تتداعى إلى ذاكرتى عديد من الأغنيات التى رشقت فى قلبى وقلوب الناس، (حبيبى ولا على باله) لعمرو دياب، تمنحنا حالة من البهجة، شيرين (صبرى قليل) وميض من الشجن، إليسا (أجمل إحساس) فيض من الرومانسية، روبى (ليه بيدارى كده) جرعة مكثفة من الشقاوة، جنات (إللى بينى وبينك) الأنوثة فى وهجها، محمد منير (يونس) روح الفلكلور الذى تم استدعاؤه من عمق التاريخ.

الذى يربط هذه الألحان أنها ترسم صورة ملونة، تشير إلى الصوت، وفى أحيان كثيرة تظل مرتبطة بالصوت، فى حياته مع تكرار أغانيه تتأكد، من جيل الكبار الذين كانت لديهم تلك الملكة الاستثنائية منير مراد، كان لديه شغف برسم ملامح فى النغمة تشبه تمامًا صوت المطرب، وهنا يلعب دورًا كبيرًا أن يجد هذا المطرب نفسه، وفى العادة يلتقط المطرب تلك الحالة ويظل متشبثًا بها، حتى لو أغفل أن هذا الملحن شريكه فى صنعها، إلا أن الزمن كفيل تمامًا، بأن يعيد الفضل لأصحاب الفضل.

مع بداية انتشار ألحانه كنا نلتقى فى العديد من اللقاءات التليفزيونية، وثالثنا والدته الشاعرة الراحلة إكرام العاصى، ولم تتجاوز أبدًا تلك الحدود، ربما بعض المكالمات فى عدد من المناسبات.

كثيرًا ما كنت أتخيل حوارًا بين أم وابنها، وكيف يتعاملان فنيًا، هل من الممكن للابن أن يعترض على كلمة أو شطرة شعرية كتبتها الأم، قالت لى الشاعرة الراحلة إكرام العاصى إنهما صارا أقرب إلى روح واحدة، وكأنها تعزف على أوتاره النغمة، بينما هو يكتب الكلمات بأصابعها، أتصورها حالة استثنائية قى دنيا الإبداع، أن يقدم الابن والأم عملًا فنيًا مشتركًا، وذلك لو نحينا جانبًا فيروز وابنها زياد، الذى تواجد على خريطة فيروز بعد رحيل زوجها ووالده عاصى، وخلافها مع شقيقه وتوأمه الفنى منصور، فمنحها القدر زياد لتكتمل رحلة عطاء (جارة القمر).

بمجرد أن تناهى إلى سمعى خبر الرحيل تابعنا جميعًا أخبار الشكوك حول وجود جريمة، الملحن فى منتصف الأربعينيات من عمره، ورحيله مبكرًا يجعل المناخ صالحًا لانتشار عشرات من الشائعات، التى ترفض أن تغلق أى باب، وتفتح على مصراعيها كل الاحتمالات.

عندما طلب شقيقه الكشف عن الملابسات، وأوقف إجراءات الدفن بعد الإعلان عنها، كنت أخشى أن يظل السؤال: هل هناك من دبر الجريمة؟، وهو ما رددناه مع كثيرين فى أحداث مشابهة، تمنينا أن يظلوا بيننا، وعلى الفور تنشط الذاكرة الشيطانية التى تبحث عن جريمة، كنوع من السلاح نواجه به الموت المبكر.

فعلناها مثلًا مع سعاد حسنى فى مطلع الألفية، لأننا لم نصدق أنها انتحرت، كما أن الانتحار فعل تحرمه كل الأديان، وتجعل الصلاة على الجسد غير جائزة شرعًا، وهو ما يدفع عادة أهل المنتحر لنفى تلك الجريمة.

لابد من البحث عن جريمة، حتى أن بعض ورثة سعاد، عندما فشلت محاولاتهم لتشريح جثمانها بعد وصولها فى نعش من لندن إلى القاهرة، أجهزة التحقيق هناك أقرت بانتحار سعاد، فكان لابد من استكمال إجراءات الدفن بالقاهرة، إلا أن جزءًا من الورثة طالبوا مجددًا النائب العام قبل سنوات قلائل باستخراج الجسد من تحت التراب للتشريح إلا أن النائب العام رفض.

عندما يرحل موهوب أو زعيم فى مرحلة مبكرة من عمرة، نردد دائمًا أنه لو كان استمر بيننا ومنحه الله مزيدًا من السنوات لقدم لنا ما هو أكثر.

مصطفى كامل (زعيمًا)، وسيد درويش (موسيقارًا)، وأبوالقاسم الشابى من تونس الخضراء (شاعرًا)، فى الحقيقة أن كلًا منهم قدم كلمته ومضى، قالوا جميعًا وداعًا، وكل واحد منهم فى مطلع الثلاثين من عمره أو حتى لم يكملها.

لا تبحث عن سبب خارج النص، جنائى أو فنى، كل مبدع أراه محملًا برسالة مع تعدد مفرداتها، وعندما يكمل المقطع الأخير منها يغادرنا وتبقى رسالته تنبض بالحياة.

الموت يتجسد أمامنا فى رحيل الجسد، بينما مع المبدعين نكتشف أن الموت صار رسالة لنا، لكى نستعيد مجددًا الرؤية فى هذا الإبداع!! ربما لم تظل الأبواب مفتوحة أمام محمد رحيم فى السنوات الأخيرة، إلا أن ما أنا موقن به هو أنه قدم لنا كل ألحانه وحتى آخر نغمة!!.

arabstoday

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:27 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 10:16 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد رحيم يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع محمد رحيم يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab