القصري كلمته نزلت الأرض

القصري.. كلمته نزلت الأرض!

القصري.. كلمته نزلت الأرض!

 العرب اليوم -

القصري كلمته نزلت الأرض

بقلم - طارق الشناوي

عندما نتصفح (النت) نكتشف أن لدينا أسماء فرضت نفسها بقوة عبر (السوشيال ميديا)، لم يحتلوا أبدًا المركز الأول على (التترات)، ولا كانوا هم أصحاب المساحة الأكبر دراميًا، إلا أنهم صاروا مع الزمن الأكثر حضورًا، مما يفرض علينا دراسة اجتماعية وسياسية واقتصادية ونفسية وفنية، لنقف على السبب العميق وراء احتلالهم فى حياتنا تلك المكانة الاستثنائية.

للزمن الكلمة الفصل، نحن لا نملك أن نحدد حقيقة من يعيش بعد الموت، ومن يموت وهو حى يرزق، إنه قانون الانتقاء الطبيعى، الذى امتد هذه المرة إلى الشاطئ الآخر ليختار من يريدهم أن يواصلوا بيننا الحياة، ويعيدهم بعد الرحيل إلى شاطئنا.

لم تعد شبكات التواصل الاجتماعى حكرًا على من لحقوا بها وعاشوا تفاصيلها، سواء سعدوا بها أو اكتووا بنيرانها، صارت الأداة الأكثر تأثيرا وحضورا فى كل تفاصيلنا، كلنا نعيش تحت مرماها.

تم استدعاء عبر «اليوتيوب» العديد من رجال السياسة والفن، الذين غادروا الحياة قبل عقود طويلة من الزمان، نراهم يتواصلون معنا افتراضيا، ويشاركوننا بالرأى الصريح فى كل مناحى الحياة، يدلون بدلوهم فى جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين، إلى عودة مو صلاح للمنتخب القومى، إلى فستان روبى، وهتاف مدحت شلبى (مالحقناش نشوف حاجة)، إلى طلاق نيللى كريم.

دائما، هناك تعليق ما منسوب إلى إسماعيل يس وعبد الفتاح القصرى وزينات صدقى وعادل أدهم وتوفيق الدقن وزكى رستم، وغيرهم من أصحاب البصمة الخاصة، كما أن للجيل الحالى حضورهم، مثل على ربيع وعمرو عبد الجليل، وأيضا مثل الراحلين محمد شرف وطلعت زكريا لهما مساحة معتبرة، ولا تنسى أيضا جمال عبد الناصر وأنور السادات والملك فاروق، بآراء يعتد بها، كما تم استنساخ شخصيتى «سى السيد» و«الست أمينة» من ثلاثية نجيب محفوظ، لنجد أمامنا يحيى شاهين وآمال زايد، اللذين جسدا الشخصيتين فى الستينيات، ليقدم كل منهما إطلالته من حى الحسين على هذا الزمن.

تستطيع أن تقول إن الإنسان قبل تلك الشبكات غير الإنسان بعدها.

الزمن لا يعترف سوى بالتواصل عبر كل المستجدات التى يطرحها العصر، موجات الإذاعة اللاسلكية بدأت فى الحرب العالمية الأولى، ولعبت دورا محوريا فى الحرب الثانية، وكانت خطب الزعماء يتم تناقلها عبر أثير الإذاعة، مثل القنابل التى تلقيها الطائرات، مصر مثلًا أعلنت ثورتها فى 23 يوليو عام 1952، وبعدها تأميم القناة عن طريق الإذاعة، وهو ما فعلته أيضًا سوريا عند إعلان الجمهورية، كانوا يتندرون بسبب تعدد الانقلابات العسكرية هناك، أن الضابط السورى الذى يصحو مبكرًا ويحتل إذاعة دمشق يستطيع إقامة ثورة.

شبكات التواصل الاجتماعى لعبت دورًا أهم، لأنها خرجت عن سيطرة الدول، وهذا يشكل وجهًا إيجابيًا للحياة، حتى لو حملت أحيانًا لغة التخاطب قدرًا لا ينكر من التجاوز.

تُغير أدوات التواصل فى أسلوب تعامل البشر، وعبر كل حقبة زمنية، ولكن الجديد هو أننا قررنا اعتبار الماضى جزءا حميما من الحاضر، ووجهنا دعوة لعدد من رموزه، فصاروا عبر تلك الشبكات يتنفسون ويرزقون ويتفاعلون وينفعلون ويسخرون منا وعلينا.

هل يعلم عبد الفتاح القصرى، الذى لم يأت اسمه أبدًا متصدرًا (التترات) أنه قد صار الآن نجم (الشباك الأول)، متصدرًا الجميع على «الفيس»، عاش القصرى آخر أيامه فى الدنيا مصابًا بـ(ألزهايمر)، قبل أن نطلق عليه هذا الاسم، فقد القصرى بصره على خشبة المسرح، والممرضة التى أحبها وتزوجها أجبرته على الطلاق حتى تتزوج من الشاب الذى تبناه واعتبره بمثابة ابنه، وشهد القصرى مرغمًا على عقد الزواج، وترك شقته ليقيم فى (البدروم) يتسول سيجارة من المارة، غير مدرك أنه عبد الفتاح القصرى (إللى كلمته مابتنزلش الأرض أبدًا)!.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القصري كلمته نزلت الأرض القصري كلمته نزلت الأرض



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab