بقلم -طارق الشناوي
بين الحين والآخر تبث لقاءات نادرة، وفى العادة يتم التقاط رأى ساخن، تلك (القفشات) تحظى عادة بنهم الناس وتندرهم.المطرب محرم فؤاد الذى انطلق عام 58 بعد 5 سنوات من نجومية عبد الحليم محققًا شهرة عريضة، ظل اسم حليم هو المسيطر، حتى رحيله عام 77، عاش بعده محرم نحو ربع قرن، أجرى الحوار الإعلامى عمرو أديب، أكد «محرم» أن على الحجار لا يصلح كصوت منفرد، فهو لا يمكن أن يتجاوز مكانته كأحد أفراد (الكورال)، بينما يصف هانى شاكر بأن عليه أن يغنى فقط للأطفال ويبتعد عن الغناء العاطفى.
الزمن طبعًا أكد أن «الحجار» صوت له مذاق وبصمة ورصيد ضخم من النجاح، بينما هانى شاكر- يقترب من نصف قرن- مطرب عاطفى كبير، ولم يقدم أى أغنيات للأطفال!
من الممكن مثلا التفسير بأن محرم غضب من رأى ما ردده عنه كل من هانى أو الحجار، وأراد أن يردها بأسوأ منها، ومن الممكن أيضا اعتبار أن هذا هو رأى محرم كفنان كبير له دراية بعلم الأصوات والأنغام، حقيقة دوافع محرم لا يمكن التيقن منها.
لا يحتل التسجيل السابق المكانة الأولى على (النت)، يسبقه لقاء نادر للفنان الكوميدى الكبير عبد السلام النابلسى- ملحوظة أتحمل مسؤوليتها- نصف ضحكات سينما (الأبيض والأسود) مصدرها النابلسى خاصة تلك التى شارك فيها بأداء دور صديق البطل مع فريد الأطرش أو عبد الحليم حافظ، أو تلك الثنائية الاستثنائية التى جمعت بينه وإسماعيل يس، ورصيده يصل إلى نحو أكثر من 150 فيلما، أشهرها دوره الذى لا ينسى (حسب الله السادس عشر) قائد الفرقة الموسيقية النحاسية مع حليم وصباح وزينات صدقى فى (شارع الحب).
النابلسى كان لديه حس أدبى يكتب مقالات فى الصحافة، ويقرض الشعر، وكان قارئًا نهمًا، كما أشار إلى ذلك العديد من أصدقائه.
فى التليفزيون اللبنانى استضافته الإعلامية الكبيرة ليلى رستم، نهاية الستينيات، حيث إن ليلى رستم متعها الله بالعافية قضت ولا تزال جزءًا كبيرًا من حياتها الشخصية والمهنية فى بيروت.
رحل عبد السلام النابلسى عام 68 وأظن البرنامج سُجّل قبل رحيله بأشهر قليلة، كان النابلسى قد فرّ من القاهرة إلى لبنان بسبب ملاحقات مصلحة الضرائب، بدأ النابلسى فى إلقاء قصيدة عن فيروز تحمل إشادة لـ(جارة القمر)، يقول مطلعها (تراتيل قديسة وأصداء كنيسة) وينهيها بهذا البيت (هى فى جبين لبنان غُرة/ وعلى صدره دُرّة)، إلا أنه يضيف أيضا بعدها (آه لو أطلقت لصوتها عنانه/ ودعمت بالطرب الشرقى كيانه)، تناول النابلسى الصوت المصطنع الذى تؤدى به فيروز أغانيها، وأكد أنه قال ذلك لعاصى ومنصور الرحبانى، وأيضا لفيروز شخصيًا، بينما دافعت عنها بكل قوة ليلى رستم، وقالت: الناس تحب فيروز كما هى.
عبدالسلام النابلسى لم يتمسك كثيرا برأيه أمام اعتراض ليلى رستم، وفيروز لاتزال فى عالمنا العربى كله غُرة، وعلى صُدورنا جميعا دُرة، والنابلسى الشهير بـ(حسب الله السادس عشر) لا يزال هو إكسير السعادة الذى ينعش قلوبنا، عندما ناجى ربنا قائلا (ما تبسطهاش أكتر من كده) بينما هو فى هذا الحوار بسطها أكثر بكثير مما ينبغى!