الحب كله فى «شارع المنيل»

الحب كله فى «شارع المنيل»

الحب كله فى «شارع المنيل»

 العرب اليوم -

الحب كله فى «شارع المنيل»

بقلم - طارق الشناوي

الترحيب المصرى الشعبى قبل الرسمى بأهلنا من السودان على أرض المحروسة ليس مفاجأة لأحد، المصرى لا يفتش عن جنسيتك في جواز السفر، ولكنه يتأكد أولا من بياض قلبك، وبعدها يفتح مباشرة كل أبواب قلبه.

أدعوكم فقط لإطلالة سريعة على شارع المنيل الرئيسى، أريدكم فقط إحصاء عدد المحال التي تبيع المأكولات السورية واللبنانية واليمنية والخليجية، ستوقن ساعتها أن المصرى لم يعد يتذوق سوى حلو الشام بعد أن يأخذ غذاؤه من (العصيد) اليمنى.

بين كل محل سورى أو يمنى وآخر ستكتشف أن هناك محلا سوريا أو يمنيا آخر.. من هو الشعب الذي يرحب بكل هذا التدفق؟!، لا ينسى أن يداعب الجميع بكلمات تقطر حبًّا، السورى عندما يقول (أهلا) يردها المصرى على الطريقة السورية (أهلين).

مصر تمتلك كل هذا السحر في أبنائها، بكل هذا الفيض الربانى من المودة والرحمة، لكل من يأتى أو يطرق الباب، يصبح صاحب بيت.

يقولون عن السورى إنه تاجر شاطر، والشام بطبعها هي مهد التجارة، كما أن مصر هي منبع الفلوس التي يطلقون عليها في الشام (مصارى)- نسبة إلى مصر- التجارة جزء أساسى من تكوين السورى الشاطر، إلا أن هذا الشاطر يسبقه أولا الإنسان، مع كل زيادة في الأسعار تقرأ على باب المحل اعتذارا لأنه اضطر آسفا زيادة قائمة الأسعار، ثم تقرأ في السطر الأخير تعهدا بعودة الأسعار مجددا لسابق عهدها بمجرد أن ينضبط سعر الدقيق والزيت والدجاج والسكر.. وطبعا لا شىء يعود.. ويتكرر بعد قليل الاعتذار، ويتبقى دائما تلك المشاركة القلبية التي تراها في ثنايا الاعتذار، ولن تجد قطعا من يعتذر بين أصحاب المحال المصريين.. ثقافة مغايرة لاجتذاب الزبائن يملكها أهل الشام تحديدا.

مصر تفتح الباب ولا تواربه أبدا، بل تتعمد أن يظل وفى كل الأوقات مفتوحا على مصراعيه.. من الذي احتضن العرب في نضالهم من أجل التحرر سوى مصر؟!.. كانت إذاعة (صوت العرب) في زمن الإعلامى الراحل أحمد سعيد هي المحرك الأساسى لطموح الشعوب العربية منذ الخمسينيات، وكانوا حبا في هذا الراحل العظيم يطلقون على الراديو (صندوق أحمد سعيد)، وفى العالم العربى عندما يجدونه بجوار جمال عبدالناصر يهتفون باسمه.

محمد فوزى يلحن النشيد الوطنى للجزائر، منحوه قبل بضع سنوات أرفع وسام جزائرى، وأطلقوا اسمه هناك على معهد الموسيقى.

هذه هي مصر، لا يتعجب أحد من أن هؤلاء الوافدين يقاسمون المصرى في الحياة والرزق، أعلم أنه بين الحين والآخر يعلو صوت البعض عاليا: (مصر أولى)، مثلا في عام 2008 قرر أشرف زكى، نقيب الممثلين، تقنين تواجد الفنان العربى بعمل واحد في العام، وتصديت وغيرى لهذا القرار، وسقط بالفعل بعد ساعات قليلة من إصداره.

في نهاية الأربعينيات حدث شىء مماثل عندما كانت أم كلثوم تشغل موقع نقيب الموسيقيين، ورفع بعض من المطربات شعار (أخى جاوز الظالمون المدى / وجاءت صباح بعد نور الهدى).. كُنَّ يقصدن المطربتين صباح ونور الهدى.. أوقفت أم كلثوم هذا الشعار الذي تحول إلى سُعار، لأنه لا يليق بقيمة وحجم مصر.

نعم.. مصر تعانى اقتصاديًّا، ولكنها تقتسم الرغيف مع كل مَن يطرق بابها، كانت ولاتزال وستظل.. التوقيع واحد من سكان المنيل!.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحب كله فى «شارع المنيل» الحب كله فى «شارع المنيل»



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه
 العرب اليوم - العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab