«فقاقيع الصابون» تسيطر على المشهد

«فقاقيع الصابون» تسيطر على المشهد

«فقاقيع الصابون» تسيطر على المشهد

 العرب اليوم -

«فقاقيع الصابون» تسيطر على المشهد

بقلم : طارق الشناوي

هذه النجمة هي صاحبة أجمل فستان وأحلى إطلالة، بينما تلك هي الأسوأ فستاناً وإطلالة، تنشط هذه الأيام ما أطلقت على نفسها «شرطة الموضة»، تلقي القبض عبر العالم الافتراضي، على كل فنانة وجدوا أن ما ترتديه يستدعي تحرير محاضر ضد كل من تجاوزت وخدشت الحياء العام، ولا أستبعد وكالعادة في الأيام القادمة، أن تقرأ عن محامي - من أجل تحقيق الشهرة - أقام دعوى ضد إحدى النجمات بتهمة إثارة الغرائز، والتحريض على الفسق.

من الممكن التعامل مع تلك الحالة ببساطة، كنكتة أو قفشة، وهو مثلاً ما شاهدناه في مسلسل «الكبير قوي» قبل ثلاث سنوات، عندما انتقد بخفة ظل مهرجان «الجونة» وقدم معادلاً موضوعياً له أطلق عليه «المزاريطة»، ووجه وقتها مؤسس المهرجان رجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس، الدعوة إلى تلك المجموعة، لتقديم فقرة ضاحكة على المسرح في افتتاح المهرجان.

في كل مهرجانات الدنيا هناك حدث هامشي، يسرق الضوء، ويستحوذ على القسط الأكبر من اهتمام «الميديا»، حتى قبل زمن «السوشيال ميديا»، كانت هناك تنويعات مماثلة، إلا أن الوسائط الاجتماعية منذ مطلع الألفية، منحتها قدراً مبالغاً فيه من الذيوع والانتشار.

إنها تشبه فقاقيع الصابون، التي تملأ المكان إلا أنها لا تعني أبداً مكانة، وبمجرد النفخ فيها تتبدد في ثوان.

يجب أن نذكر أن عدداً من النجمات وجزءاً معتبراً من النجوم، هدفهم الأسمى، وربما الوحيد من حضور المهرجان، أن تقرأ بعد ذلك أنه تمكن من سرقة الكاميرا، وأن أغلب المواقع الإخبارية، وضعت صورته في المقدمة، وتكاثر عدد المتابعين، وهناك أيضاً من يستخدم سلاح «الذباب الإلكتروني»، لتحقيق نتائج فورية في هذا المجال، ما الذي يتبقى في نهاية الأمر الفيلم أم الفستان؟

أغلب متابعي الوسائط الاجتماعية لا يحضرون واقعياً الفعاليات، وفي العادة ليس لديهم شغف بالسينما، حتى لو عرضت لهم الأفلام في دار عرض قريبة منهم، وهو ما تم في هذه الدورة من مهرجان «الجونة»، حيث تم الاتفاق على عرض جزء كبير من الأفلام في دار عرض داخل وسط مدينة القاهرة، إلا أن هؤلاء الذين سيذهبون للسينما، أعتقد أن عددهم لا يقدر إلا فقط بالعشرات.

تلك التظاهرات تقام أساساً من أجل الجمهور، وتكتشف أن أهم بيان صحافي تصدره عادة المهرجانات الكبرى في أول أيام «كان» و«برلين» و«فينيسيا»، تحرص فيه على الإشارة إلى عدد التذاكر المبيعة، التي تعني أن جمهور المدينة على علاقة حميمة بالسينما، ومن خلال خبرتي في المهرجانات العالمية، أرى أن الجمهور الألماني في «برلين» هو الأكثر شغفاً بالأفلام، محققاً أرقاماً غير مسبوقة، بينما الجمهور الفرنسي في «كان» يبحث أكثر عن النجوم، وأمام الفندق الرئيسي الذي يقيم فيه كبار النجوم العالميين، يبدو وكأن المواطن الفرنسي لا يعرف النوم، يظلون طوال الساعات صباحاً ومساءً، في ترقب خروج أو دخول نجم، وعلى باب قاعة «لوميير»، حيث تقدم العروض الرئيسية في «كان»، يواصلون الانتظار بالساعات، حتى يشاهدوا نجمهم المحبوب سائراً على السجادة الحمراء، مما دفع إدارة مهر جان «كان» إلى التنبيه على النجوم بعدم التصوير «سيلفي»، لأنه يعطل مراسم الاحتفال مستهلكاً الكثير من الوقت، بينما يقف المهرجان الإيطالي «فينسيا» في مرحلة متوسطة بين «كان» و«برلين».

هل لا يتابعون في الخارج ملابس النجمات؟ قطعاً تحظى بالاهتمام وتتحول أيضاً إلى «تريند»، إلا أنها تظل مثل «فقاقيع الصابون»، تتبدد سريعاً، بينما في المهرجانات التي تعقد في الداخل تتبدد سريعاً الأفلام، وتسيطر على المشهد «فقاقيع الصابون»!

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فقاقيع الصابون» تسيطر على المشهد «فقاقيع الصابون» تسيطر على المشهد



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab