سورة مريم فى الكنيسة

سورة مريم فى الكنيسة!

سورة مريم فى الكنيسة!

 العرب اليوم -

سورة مريم فى الكنيسة

بقلم - طارق الشناوي

قرأ الشيخ ياسر الصالح فى الكنيسة سورة مريم، بناء على طلب المطرب جورج وسوف، أثناء وداع ابنه البكر وديع، وهو ما فعله من قبل فى وداع والديه، البعض اعتبرها تستحق الدهشة، وخاصة فى مصرنا الغالية، رغم أننا كثيرا ما فعلناها بصور متعددة ولم تثر أبدا الدهشة.

ماذا تفعل عندما تذهب للكنيسة لتقديم واجب العزاء فى إنسان عزيز عليك؟، لو كنت مسيحيا ستشارك فى أداء الشعائر المقدسة، ولكن ما الذى تملكه فى هذا الموقف لو كنت مسلما؟، تقرأ الفاتحة على روحه وتدعو له بالجنة والمغفرة، هذا ما أحرص دوما عليه، ولم أشعر بأننى يجب أن أستفتى سوى قلبى، وهو الذى يدفعنى لا شعوريا إلى اتخاذ الطريق الذى أعتقد أنه الصواب.

أمام قداسة الموت لا نملك سوى الانصياع لصوت القلب، أتصور أن العديد ممن أعرفهم يفعلون ذلك، وهو ما يمكن ملاحظته مع صديقك أو جارك المسيحى، عندما ينتهى الشيخ من قراءة القرآن فى سرادق العزاء، ويطلب من الجميع قراءة الفاتحة، أراهم يفعلون بالضبط ما أنا تعودت عليه، يصلون بأيديهم على روح المتوفى ويدعون له بالمغفرة والجنة مع الصديقين والشهداء، أتصور أن تلك هى المشاعر الإنسانية التى خلق بها الله البشر أجمعين، ولا تحتاج أبدا إلى فتوى من الإمام الأكبر، أو قداسة البابا.

جورج وسوف كثيرا ما رأيت جمهوره فى الحفلات يستحلفه لإعادة مقطع قائلين (أعد والنبى يا جورج)، فهو من هؤلاء الذين لديهم سماحة فى كل شىء؟، وكما تجده لا ينحاز لنغمة أو لهجة واحدة شامية أو مصرية، فاتحًا قلبه على البشر أجمعين من كل الأديان، زوجته الأولى أم أبنائه الثلاثة مسيحية، والثانية التى لم ينجب منها مسلمة.

وأتذكر أنه عند إعلان الزواج الثانى اشتعلت الأخبار على صفحات الجرائد عن إسلام جورج، رغم أن فى لبنان كثيرا من الحالات المماثلة، الزواج المدنى الذى تعترف به الدولة ولا يحتاج الأمر إلى إشهار الزوج لإسلامه، (الميديا) وقتها لم تتوقف عن الحديث عن إسلام جورج، مستندين إلى كثرة استماعه للقرآن فى مناسبات متعددة وليس فقط بعد رحيل والديه، وهو ما تردد مثلا بعد رحيل يوسف شاهين عندما طالب البعض بإجراء الطقوس الإسلامية فى وداعه، بينما عاش كاثوليكيا ومات كاثوليكيا، كل ما كان يذكره يوسف للأصدقاء ويعلنه حتى على الملأ أنه يتمنى أن يشيع جثمانه من جامع عمر مكرم على صوت تلاوة الشيخ محمد رفعت الذى كان يعشق صوته، ولكنه لم يعلن إسلامه، وكان كثيرا ما يتفاخر بأنه من عائلة (كوزموبوليتان) متعددة الأديان والطوائف، هناك فى العائلة المسلم (سنى وشيعى ودرزى) والمسيحى (أرثوذكس وكاثوليك وبروتوتستانت)، ولا يفرق مع يوسف شاهين الدين واللون والجنس.

كثيرا ما يتداول بعد رحيل الكبار أنهم أشهروا إسلامهم، حدث ذلك مع نجيب الريحانى (كاثوليكى)، والكاتب الصحفى موسى صبرى (أرثوذكسى)، والحجة التى يستندون إليها أنهم يحتفظون فى غرفة نومهم بالقرآن الكريم مع الإنجيل.

وأنا أعتبرها أقرب للقصور فى التفسير، المسيحى الذى يستمع للقرآن مثل المسلم الذى يحفظ آيات من الإنجيل.

جورج وسوف فى مصابه الأليم بفقدان ابنه البكر يحتاج إلى السكينة تعزف أنغامها فى قلبه المكلوم، ووجدها فى الذهاب للكنيسة والاستماع إلى سورة مريم، أدعو بالمغفرة والجنة لوديع وأن يصبر أباه جورج وسوف، وإذا كنت مسلما لا تنس أن تقرأ له الفاتحة!!.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورة مريم فى الكنيسة سورة مريم فى الكنيسة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يرصد إطلاق صاروخين من شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab