«حتى فساتينى التى أهملتها»

«حتى فساتينى التى أهملتها»

«حتى فساتينى التى أهملتها»

 العرب اليوم -

«حتى فساتينى التى أهملتها»

بقلم - طارق الشناوي

بين العمل الفنى والمتلقى اتفاق ضمنى، شرطه الأول أننا بصدد حالة افتراضية، رقعة نتواجد عليها، فى إطار قواعد اللعبة، ولا ننتظر أبدًا قناعة عقلية ولكن قناعة وجدانية.

وصلتنى رسالة غاضبة من قارئ له عتاب قديم لمطربه المفضل حسين الجسمى لأنه يغنى (أما براوة براوة)، وهى واحدة من أشهر وأحلى أغنيات نجاة، كتبها فى السبعينيات الشاعر مرسى جميل عزيز ولحنها محمد الموجى لكى تغنيها امرأة، تساءل القارئ: كيف يجرؤ الجسمى؟، وتناسى، مثلًا، أن محمد منير فعلها قبله وغنى (حارة السقايين)، التى رددتها قبل ستين عامًا شريفة فاضل، بينما الكلمات التى كتبها حسين السيد، ولحنها منير مراد، تعبر عن مشاعر امرأة تحذر رجلًا يحاول مغازلتها وتقول له (ليك ماضى كله سوابق / فى الحب مالكش أمان / وأنا عايزة حب حنين / مش حب يودى ليمان)، تعود الجمهور على التسامح مع هذا النوع من الغناء، والفيصل فى النهاية هو القدرة على تقمص الحالة، محمد منير كثيرًا ما فعلها، وعندما تعجبه أغنية لا يسأل هل يجوز أن يرددها رجل، هو فقط يعايش اللحن ثم يسجله، ثم يفكر فى الأغنية القادمة.

لديكم قصيدة الشاعر الكبير كامل الشناوى (لا تكذبى)، فى البداية لحنها محمد عبدالوهاب لتغنيها نجاة، وبعد التسجيل قال عبدالحليم لأستاذه عبدالوهاب: (أنا الأحق من نجاة)، الكلمات يجب أن ينطقها رجل، ورغم ذلك فإن القصيدة وبعد مرور قرابة 60 عامًا لا تزال لصيقة بصوت نجاة أكثر من عبدالحليم، وهناك من يعتقد أن الشاعر الكبير كتبها عن واقعة حقيقية، وأن بطلة القصة هى نجاة، مع الزمن اتضح أن كل هذه القراءات المتعسفة لا تمت للحقيقة بصلة قربى أو نسب ولكنها حكاية (فنكوش) مثل عشرات غيرها منتشرة على (النت).

من المفارقات قصيد ة (أيظن) لنجاة أيضًا، والتى غناها على العود ملحنها محمد عبدالوهاب، بينما صوت الجبل وديع الصافى فى إحدى الحفلات وكنت شاهدًا على تلك الواقعة قرر أن يقدمها لجمهوره، وجاء عند المقطع الشهير (حتى فساتينى التى أهملتها) وخجل أن يقول على الملأ (فساتينى) فأحالها إلى (سراويلى) فضجت القاعة بالضحك، لو تركها كما هى مثل عبدالوهاب، «هتعدّى» ولن تستوقف أحدًا.

بعض المشاعر قطعًا يجب أن ينطق بها رجل وأخرى لا ترددها سوى امرأة، إلا أن الأمر لا ينبغى أن يصل بنا إلى فرض قيود صارمة، سألوا مرة عبدالحليم حافظ عن الأغنية التى تمنى أن يرددها فاختار أيضًا أغنية نسائية (غريبة منسية)، وردد جزءًا منها.

طوال التاريخ لو راجعت كلمات أغلب أغانينا ستكتشف أننا نقول حبيبى بينما نقصد حبيبتى، لديكم مثلًا المطرب الشعبى عبدالغنى السيد له أغنية تنافست عليها كل راقصات مصر، بداية من تحية كاريوكا وهى (يا ولا.. يا ولا) الكلمات التى كتبها أبوالسعود الإبيارى ولحنها محمود الشريف تتغزل فى جسد المرأة، وعلى طريقة أولاد البلد يشبه مثلًا خدودها بالتفاح، وقدها بالياسمين، وصدرها بالرمان، وتفاصيل أخرى أكثر مباشرة، لا يجوز حاليًّا نشرها، ورغم ذلك يناجيها قائلًا (يا ولا يا ولا / ارحمنى يا ولا).

لم يتعد الجسمى الخطوط الحمراء عندما قال (قلة حبيبى ملانة / عطشانة يانا/ أروح له / ولا أروح / أشرب حدانا) يشرب ويمزمز حدانا أو حداهم هو حر.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حتى فساتينى التى أهملتها» «حتى فساتينى التى أهملتها»



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية
 العرب اليوم - التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab