يقفز فوق سباق الحواجز الثلاثية الفني والرقمي والنفسي

يقفز فوق سباق الحواجز الثلاثية.. الفني والرقمي والنفسي

يقفز فوق سباق الحواجز الثلاثية.. الفني والرقمي والنفسي

 العرب اليوم -

يقفز فوق سباق الحواجز الثلاثية الفني والرقمي والنفسي

بقلم - طارق الشناوي

أول تحدٍ يواجهه أى عمل فنى فى العلاقة الأولى مع الجمهور، هى موجة الناس؟، هل انضبطت تمامًا؟، إذا كانت الإجابة نعم مضبوطة، ننتقل مباشرة للسؤال الثانى، هل سيصل إلى مساحة الترقب المنتظرة لدافعى التذكرة؟، أتحدث عن المسافة الزئبقية بين الواقع والتوقع، كلما ارتفع سقف التوقع هبط على الجانب الآخر قدرة الواقع على الجذب، والعديد من الأعمال الفنية الجيدة لعب زيادة هامش التوقع دورًا سلبيًا فى استقبالها، إلا أن (أولاد رزق 3) فاق الواقع والتوقع.

أفلام الأجزاء، مهما تعددت أنماطها، تدخل فى معارك متعددة قبل وأثناء العرض، وهى ظاهرة عالمية، والسينما العربية، وتحديدًا المصرية، تقترب منها بحذر.

تابعت مثل الملايين أول جزءين من (أولاد رزق) مع المخرج الموهوب طارق العريان، أفلامه بنظرة عين الطائر واضحة جدًا ومباشرة فى تحديد علاقتها بالجمهور، فهو يقدم لهم المتعة البصرية والوجدانية ممزوجة بالدراما، يغلب عليها الأكشن وشىء من الكوميديا، منذ فيلمه (الباشا)، قبل نحو 30 عامًا، تلمح دائمًا سيطرة الأكشن مع إضافة مذاق كوميدى، ربما باستثناء أحد أهم أفلام البدايات (السلم والثعبان) يقع فى إطار الرومانسية، وبطعم أيضًا لا يخلو من الكوميديا، وهو من الأفلام القادرة على الحياة.

طارق مقل جدًا، بالقياس لما يحققه من نجاح جماهيرى، فهو مطلوب من شركات الإنتاج، إلا أنه كما يبدو يتعامل بمزاج وبروح الهاوى، وليس المحترف، فى انتقائه لمشروعاته السينمائية، فهو يغيب أحيانًا سنوات عن الاستوديو، (أولاد رزق) مثلًا الجزء الأول 2015، والثانى بعد أربع سنوات 2019، والثالث انتظر خمس سنوات، بينما الرابع يبدو أنه سوف ينطلق العام القادم، ولو حدث ذلك فهذا يعتبر تغييرًا إيجابيًا فى إيقاع العريان.

الرهان الدائم هو تقديم المتعة بكل التنويعات، السمعية والبصرية، القصة فى عمقها تلعب على المكشوف، مفردات هذا النوع عالميًا يحدث فيها قدر من التطابق فى الخطوط الدرامية الرئيسية، وتظل المعالجة فى التفاصيل هى البطل الأساسى.

الجزء الثانى انتهى والأشقاء (رزق) قرروا الاكتفاء بهذا القدر، وسوف يبدأ كل منهم رحلة للاستثمار الحلال بالأموال التى حصلوا عليها بالحرام، إلا أن هناك صفقة لا تقدر بمال تلوح فى الأفق، لا يمكن أن ينجزها سوى هؤلاء الأشقاء، وهكذا يتم حرق مشاريعهم الاستثمارية الحلال، ليصبحوا متورطين ماديًا ويقبلوا الصفقة الجديدة، إنها كما ترى حكاية متكررة فى العديد من تلك الأفلام العالمية، خاصة التى تعتمد على إطار (السلسلة)، ولهذا لا تنتظر الحكاية فى خطوطها العريضة، بقدر ما عليك أن ترى كيف قدم المخرج تلك الحالة، الأمر ليس فقط خيال جامح.

ولكن تقنيات قادرة على تحقيقها من أنشطة فنية وترفيهية، بمختلف التنويعات حتى (بيت الرعب) تم توظيفه فى الأحداث، كما أن الملاكم العالمى تايسون كان هو ذروة الحدث الدرامى، قطعًا تايسون لا يمتلك أدوات التمثيل، ولكن كيف تمت الاستعانة به داخل الحكاية، ويتكئ السيناريو على حضوره الاستثنائى فى الضمير الجمعى العالمى، الكاتب صلاح الجهينى أمسك ببراعة بمفتاح الأكشن والكوميديا، هناك أيضًا هامش من الجرأة فى الحوار، لم نعتد عليها خاصة فى الألفية الثالثة، الفيلم تم تصنيفه فى مصر (+16)، وفى السعودية (+15)، وهو ما يستحق أن نتوقف عنده فى إطلالة قادمة، والذى يستند إلى معايير اجتماعية ونفسية يجب أن يتمتع بها كل من يتولى هذا الأمر.

كل ما نراه أمامنا هو كيف يتم تقديم شخصيات الأبطال الرئيسيين، وانعكاس ذلك على المساحات الأخرى، يحسب قطعًا للمخرج والكاتب أن الشخصيات حتى تلك التى لم يتح لها مساحات زمنية على الشاشة، كانت قادرة على أن تسرق العين، أتوقف مع على صبحى، أحمد الرافعى وأسماء جلال ونسرين أمين ومنى ممدوح، الخمسة كان لهم حضورهم العميق والمثير على الشاشة، أطلوا علينا من ثقب إبرة، ورغم ذلك امتلكوا الحضور، يأتى بعد ذلك سيد رجب ومحمد لطفى.

الأبطال الرئيسيون أحمد عز وعمرو يوسف وكريم قاسم، حالة من الهارمونية فى الأداء بين عز وعمرو، أشبه بلعبة (البينج بونج)، كل منهما يقف فى مقدمة الطاولة ممسكًا بالمضرب، يحرص على ألا تتخطى الكرة الملعب، يرسل ضربة قوية، فى نفس الوقت يدرك أن الطرف الآخر سيجيد صدها وتوجيهها مباشرة لملعبه بحرفنة، لعبة ممتعة بين نجمين كبيرين.

كريم قاسم لم يتمتع بتلك المساحة، وكان حضوره خافتًا.

الموسيقار هشام نزيه بطل أساسى، من المرات القليلة التى تشعر بأنك ترى الموسيقى وكأنها تمنح لونًا لـ(كادر)، وليس مجرد نغمة، آفة السينما عموما هى الاستخدام المفرط للموسيقى، بينما فى (أولاد رزق 3) هناك ترمومتر دقيق أحال كل همسة إلى نغمة لها لون نستمتع به على الشاشة.

فريق عمل متميز، أتوقف مع مازن المتجول فى التصوير ومونتاج أحمد حمدى وملابس مروة عبد السميع. ويبقى المشهد الأخير الذى تابع فيه الجمهور إطلالة كريم عبد العزيز، والتى تعنى أنه سيلعب دورًا مؤثرًا فى الجزء الرابع، والتصفيق الذى تابعته داخل دار العرض امتزج فيه ثلاثة معان، تصويت لنجاح الجزء الثالث، وترقب للرابع، وتحية خاصة لكريم، التصفيق فى دار العرض السينمائية نادر الحدوث، ولا يفعله الجمهور إلا عندما تحدث مفاجأة درامية، وظهور كريم، الذى أشارت له الصحافة والفضائيات، لم يعد قطعًا مفاجأة، ولكن هو تعبير عن حضور طاغٍ لفنان له تأثير نادر التكرار.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يقفز فوق سباق الحواجز الثلاثية الفني والرقمي والنفسي يقفز فوق سباق الحواجز الثلاثية الفني والرقمي والنفسي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab