بقلم_ مشعل السديري
يقولون إن الاعتراف بالحق فضيلة، وبما أنني أريد المزيد من الفضائل، فلهذا سوف أعترف لكم بكل صدق بأنني إنسان (ذو وجهين) – الوجه الأول مسالم إلى أقصى الحدود، والوجه الثاني ليس شريراً ولكنه محب (لعمل المقالب) - خصوصاً لأصدقائي الذين هم (على نياتهم) - وامون عليهم.
مثل ذلك الصديق (الكلاس) الذي يتمتع بروح الفنان في كل شيء، بكلامه ولبسه ومعلوماته وتصرفاته، حتى منزله رغم بساطته جميل إلى أبعد الحدود، وأجمل منه الحديقة التي تحيط به والتي تحتوي على أروع وأغرب الأشجار والنباتات والأزهار.
وأحلى وأمتع السهرات هي التي أقضيها معه على الشرفة الأرضية المطلة على الحديقة، وبما أنه كثير السفر في جميع أنحاء العالم، فهو لا يعود إلا ومعه (شتلة) نادرة يغرسها في حديقته.
وقبل أيام مدحتُ له شجرة (المنشينيل) الجميلة، وهي لا توجد إلا في أميركا الوسطى، قائلاً له: (لا تفوتك)، وكتب اسمها وشكرني وودعني بل ومن سعادته فتح لي باب السيارة.
وللمعلومية فعالمنا مغطى بالنباتات التي تحيط بنا، وفيها أنواع كثيرة، منها النافع المفيد، ومنها الضار المميت.
وهذه الشجرة التي نصحت بها صديقي هي وحسب موقع scoop whoop يطلق عليها (المنشينيل)، ويبلغ ارتفاعها 9 أمتار تقريباً وتنتشر في أنحاء أميركا الوسطى، ومنطقة الكاريبي وتعتبر أخطر شجرة مميتة في العالم، وهي مغطاة بفاكهة مميتة تعرف بـ(تفاح الموت) مظهره خادع، ولكن بعد تناوله يتسبب في تورم الحلق وإغلاقه وإلحاق مشاكل خطيره بالجهاز الهضمي، وقديماً استخدمها الأشخاص الذين اكتشفوا خطورتها في محاربة أعدائهم، وقيل إن سكان منطقة الكاريبي الأصليين كانوا يضعون سم الشجرة على رؤوس سهامهم، وكانوا يضعون أوراقها السامة في آبار المياه الخاصة بأعدائهم، ووصلوا إلى أنهم كانوا يقيدون ضحاياهم ويرمونهم تحت هذه الشجرة لأن ظلالها مميتة.
أي تعامل مع سائل هذه الشجرة يعرضك لحساسية شديدة بالجلد، وإذا كنت واقفاً تحتها وقت المطر، فإن هذا السائل شديد السمية يمكن أن يسبب لك تقرحات في الجسم كله، بل يمكنه أن ينزع طلاء سيارة متوقفة تحتها، ليس هذا وحسب، لكن استنشاق الدخان الناتج عن حرق فروع الشجرة قد يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الآثار الجانبية مثل السعال، وقد تصل للإصابة بالعمى.
ومع الأسف أن صديقي تقصى عن تلك الشجرة وعرف خطورتها، لأنه بعد أيام اتصل بي قائلاً: احمد ربك لأنني لو كنت أتيت بتلك الشجرة فيمين بالله، كنت سأكتفك وأربطك وأرميك تحت ظلالها يومين كاملين، ومن هناك إلى المقبرة