بقلم : مشعل السديري
في زمن الجاهلية وقبل نزول الرسالة على المصطفى، كان الأعراب يعددون بالزوجات، وتأتي بالواحد منهم وهو يعدد لسان حاله يقول: (العدد بالليمون) أو على طريقة (غوار الطوشي): كل من ايدو الو.
إلى أن أشرقت شمس الإسلام، ووضع حدّاً لهذا الانفلات، وجاء في أكثر من آية كريمة (التقنين والتحديد) مثل قوله تعالى: «وإن خفتم ألّا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة».
وجاء التأكيد على صعوبة العدل في الآية الأخرى التالية: «ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم».
وأعرف صديقاً شاباً وهو رجل أعمال ناجح لديه ثلاث زوجات، واحدة في جدة والثانية في الرياض والثالثة في أبها، وفي كل أسبوع يسافر إلى مدينة منها ويقضي فيها أسبوعاً، وبحكم أنني مشفق وأمون عليه، نصحته قائلاً: لماذا يا ابن الناس لا تجمعهن في مدينة واحدة وتريّح دماغك من هذه (الشحططة)؟! فقال لي: إنني أخاف ألا أعدل فيلحقني إثم كبير ولكن أحسن لك (اخرس)، فأحسست أنه ألقمني حجراً، فلم أرد عليه، ولكنني قلت له بيني وبين نفسي: (بقريح)، أو بالهاوي والذيب العاوي.
ولتعرفوا أن الزواجات أحياناً تأتي على طريقة (خذني جيتك)، فهذا شاب عراقي اسمه عبد الرحمن العبيدي أغرم بفتاتين، فقرر أن يتزوج ويدخل بالاثنتين معاً في وقت واحد.
وقال إنني استشرت أمي وأبي في رغبتي تلك، فشجعاني على الأقدام وهذا ما حصل، المشكلة أو الكارثة التي حصلت هي عندما أغلقت الغرفة.. وعيونكم ما تشوف إلاّ النور، حيث أمسكت كل واحدة منهن بتلابيب الأخرى، وهات يا ضرب ويا رفس ويا عض ويا صياح ويا نتف شعر ويا تمزيق ثياب، وكلما حاولت أن (أفرق) بينهما انقلبا عليّ فنالني ما نالني إلى درجة أن الدماء سالت من وجهي من خربشة أظافرهما، وما صدقت على الله أن أفتح الباب وأنفذ بجلدي، وخرجت على الجميع بحالتي المزرية التي لا تسر صديقاً، واتخذت قراري من تلك الليلة ورميت عليهما يمين الطلاق، قائلاً: إذا كان هذا هو أولها، فينعاف تاليها.
عموماً السعودي والعراقي يهونان عن (غربس أجوني) الأوغندية، التي أقدمت (بقواية عين) على الزواج بثلاثة رجال دفعة واحدة، لتتصدر الأخبار، ودخلت في خلافات مع أسرتها، بل إن قبيلتها نبذتها - ومع ذلك تقول: إنها أسعد امرأة في العالم.