بقلم -مشعل السديري
البخل والكرم صفتان أو غريزتان تولدان في الإنسان مع ولادته، فالبخيل يظل بخيلاً حتى لو ملك مال قارون، والكريم يظل كريماً حتى لو لم يملك كفاف يومه.
مشرد يعيش في مأوى في بوسطن إلاّ أنه لم يتخل عن أمانته لينال إشادة من الشرطة، بسبب أنه عثر على حقيبة ظهر بها أموال وشيكات سفر تقدر قيمتها الإجمالية بما يصل إلى 42 ألف دولار في مركز تجاري فما كان منه إلا أن سلمها لشرطة بوسطن، الذين أوصلوها إلى مالكها الصيني، بعد أن وجدوا جواز سفره في الحقيبة، فما كان من الرجل الصيني البخيل، إلاّ أن يتكرم على الشحاذ بـ(20) دولاراً فقط لا غير.
وبعدما نشرت قصة المتشرد في وسائل الإعلام ومكرمة الرجل الصيني له، حتى فتح رجل على الإنترنت صندوقاً للتبرعات لمكافأة (غلين جيمس) –وهذا هو اسمه- على أمانته، وتوالت التبرعات للشحاذ، حتى وصلت خلال شهر واحد إلى (110) آلاف دولار.
وما أبعد الصيني البخيل عن امرأة أميركية كريمة، تناولت عشاءها في أحد المطاعم في ليلة رأس السنة، وكانت فاتورتها (72) دولاراً فقط، فدفعتها، وفوقها دفعت (2021) دولارا بعدد سنوات العام الجديد، وذلك (كبخشيش) توزع بالتساوي على غراسين المطعم.
***
قضت الطفلة عفراء ذات الشعر الداكن 10 ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا في 6 فبراير (شباط) الماضي وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس، وبعد أن أمضت أياماً في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أخرجت وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين تبنياها ويقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما –وأطلقا عليها اسم عفراء تيمناً باسم أمها الراحلة.
**
عرفت يوم أمس قصة الجزائري سليم الذي كانَ يحمل زوجتَه على أكتافه خمسَ سنوات كاملة، وتناقلتها وسائل الإعلام، وكانت نهايتها المؤسفة فقد تدهورت حالتها، وعجز الأطباء عن معالجتها حيث توفيت بعدما قضت 16 سنة مع زوجها.
وكانت الزوجة كانت قد أصيبت بشلل كامل إثرَ تعرضها لمرض نادر أقعدها في الفراش 5 سنوات، وهي الفترة التي كان فيها زوجُها يتكفَّل بها بإخلاص منقطع النظير، فكان يحملها على كتفيه ويحضر لها الطعامَ ويطعمها بيديه.
سؤالي لك أيها الرجل القارئ هو: لو كنت أنت في مثل موقف ذلك الرجل الجزائري، وزوجتك في مثل وضع زوجته، هل تفعل مثلما فعل، أم تطلق ساقيك للريح - فقيع-؟!