دون عنوان

دون عنوان

دون عنوان

 العرب اليوم -

دون عنوان

بقلم - مشعل السديري

جاء في حديث شريف: القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنّة، قاض قضى بغير الحق وهو يعلم فذاك في النار، وقاض قضى وهو لا يعلم فأهلك حقوق الناس، فذاك في النار، وقاض قضى بالحق، فذاك في الجنّة.

والآن اسمحوا لي أن أحكي لكم عن الحارس الشخصي لأسامة بن لادن، فلولا أن سخر الله له قاضياً عادلاً وإنساناً لذهب مثلما ذهب الحمار بأم عمرو، فلا رجعت ولا رجع الحمار!

إنه تونسي الجنسية، رجل متدين ومهذب وملتزم، غادر إلى ألمانيا بعد مقتل بن لادن ليعيش ويعمل هناك، وكان يؤم الناس في المساجد ويلقي محاضرات فيها، ضيقت الحكومة الألمانية عليه الخناق، ولكنها لم تستطع ترحيله لكونه يحمل الجنسية الألمانية من ناحية، ولا يوجد أي دليل إدانة ضده، من ناحية أخرى.

حاولت الاستخبارات الألمانية تلفيق أي تهمة ضده، طلبت الشرطة الألمانية من قاضي المحكمة أن يصدر أمراً بالقبض عليه وترحيله لتونس ولكن القاضي رفض، وبرر رفضه بأنه لا يمكن ذلك إلا إذا توفر شرطان:

الشرط الأول: أدلة تدينه بالتحريض على الإرهاب، الشرط الثاني: أن يتلقى التزاماً مؤكداً من الحكومة التونسية بعدم قتله أو تعذيبه.

لكن وزارة الداخلية الألمانية قامت بإهمال مذكرة القاضي وألقت القبض علي حارس بن لادن وقامت بترحيله بالفعل إلى تونس، وعندما علم القاضي بذلك صعّد الموضوع إلى أعلى مستوى، وتسبب هذا التصعيد في استقالة (7) من كبار قادة الشرطة من مناصبهم، كما قام القاضي بإنذار وزير الداخلية، وأنه سيرفع عنه الحصانة، وسيزج به في السجن إن لم يعتذر لهذا التونسي ويسترجعه من بلده بطائرة خاصة، ويعطيه تعويضاً عما أصابه من ضرر وإهانة.

وبالفعل أذعنت وزارة الداخلية لأمر القاضي، وقامت بإرجاع التونسي لألمانيا بطائرة خاصة، وقامت بالاعتذار له وتعويضه مالياً، من هنا: هل أدركت يا عزيزي القارئ لماذا تطور الألمان وبلدهم؟! هل أدركت معنى دولة القانون، وما الفرق بينها وبين قانون الدولة؟!

لا أعتقد أنك ستكابر أو تجحد عندما يقول لك أحدهم: لأنهم وضعوا القانون فوق الجميع. ومثلما قال أحدهم:

العدل أساس النجاح في الحكم، قولاً وفعلاً، وليس شعاراً فقط.

المحسوبية والعنصرية والقبلية، وما شابهها من هذه الحالات، كلها تعد من أشد أنواع الظلم، ومن أقوى معاول الهدم، أبعدنا الله عنها.

يقول ابن حزم: «إنما العقل أساس، فوقه الأخلاق سور».

arabstoday

GMT 06:28 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 06:15 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 06:04 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

GMT 06:00 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

انتخابات الجزائر.. تبون في عالم خاص به!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دون عنوان دون عنوان



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:06 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إسرائيل تعترض طائرة مسيّرة "أُطلقت من العراق"
 العرب اليوم - إسرائيل تعترض طائرة مسيّرة "أُطلقت من العراق"

GMT 06:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 08:02 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

بمناسبة المسرح: ذاكرة السعودية وتوثيقها

GMT 08:04 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 12:20 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

الإصابة تبعد أولمو عن برشلونة لمدة شهر

GMT 08:09 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

وحدة الساحات

GMT 14:01 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

انتهاء أزمة فيلم "الملحد" لأحمد حاتم

GMT 08:08 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

لبنان... نتنياهو أخطر من شارون

GMT 04:57 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

315 وفاة بالكوليرا و225 جراء السيول في السودان

GMT 00:23 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab